مفهوم التعددية في الفكر السياسي الإسلامي.. رؤية منهاجية د. مصطفي محمود منجود

admin 18 فبراير، 2020 فكر وفلسفة سياسية 1,217 زيارة

تتميز الساحة الفكرية العربية والإسلامية بظاهرة “مفاهيم الساعة” بمعنى الموقف الحضاري الذي يتشكل نتيجة الظرف التاريخي “ضغط الواقع”، وغالبا ما يكون هذا الموقف في أوله استفهامياً، ثم يأخذ مسار الاجتهاد أو التحدي للمفاهيم الجديدة. وبالتالي تتعقد عملية الضبط المنهجي والمفاهيمي لدي كثير من الباحثين نتيجة التوظيف الجديد للمفاهيم. ودائما ما يثار التساؤل حول موقف الفكر الإسلامي من هذه “المفاهيم السيارة”.

بينما كان لمفهوم التعددية بعيدا عن الضبط المنهجي، رغم وجود كتابات من مناظير اخري مثل التعددية السياسية من منظور إسلامي، والتعددية السياسية في الدولة الإسلامية، والأحزاب السياسية في الإسلام.

تحاول الدراسة إثارة بعض القضايا المنهاجية المتصلة بموقف فكر الشوامخ الأقدمين من مفهوم التعددية هل تعرض له مباشرة؟ أم استخدم مفاهيم أخري مرادفة له أو قريبة منه؟ وكيف نظر الفكر إلى التعددية؟ وما أفاقها ومجالاتها؟ وما مدي محوريتها كفكرة سياسية ضمن الأفكار السياسية الأخرى؟ وأين موضع التعددية في سلم أولويته المفاهيمية؟ وما الشبهات التي قد تلصق بتناول هذا الفكر للتعددية؟

ويهدف البحث إل السعي إلى اثبات أصالة الفكر السياسي الإسلامي، وقدرته على الإضافة المفاهيمية. وأن خطاب الأصالة لا يعدو أن يكون خطاب بناء من حيث هو دفاع. إن عملية التأصيل لمفهوم التعددية يخدم عملية الممارسة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ويقصر الطريق نحو أنسب الصيغ المقبولة للتعددية وفق مقتضي النظر الشرعي والعقلي وبما يخدم الصالح العام. كما أن بناء المفاهيم في قضايا واقع المسلمين يحفظ حضارتهم ويصون تميزهم، ويكفل لهم تعانق الأفكار والواقع.

يشمل البحث محاور :

أولا الضبط المنهاجي للمفاهيم الأساسية وحدود توظيفها في التحليل.

وهو يقتضي تحديد المقصود بالمفاهيم الأولية وبيان الحدود المنهاجية العامة.

فعلى مستوي المفاهيم، التعددية تعنى العد، أي الشيء القابل للإحصاء والغير متفرد، والغير موحد، والتعددية في الظواهر الإنسانية محكومة بقوانين وقواعد تضبطها وتمنع اضطرابها. وبالتالي فإن كثير من أمات الدولة الحديثة تنتج من سوء إدارة التعددية أو الفشل في إدارتها.
الفكر السياسي نتاج بشري وهو لا ينهض إلا إذا واجه أزمة منبثقة من واقعه، ورغم أنه يأتي متأثرا بظروف البيئة المتغيرة زمانا ومكانا، والتي تؤدى على تغير في النظم السياسية للمجتمعات، إلا أن الفكر الإسلامي يحاول بلوغ آفاق المثالية، بمعنى مجموعة القيم والمبادئ بدقتها وتفاصيلها المضبوطة بقواعد الشريعة.
وعلى مستوي الحدود المنهاجية العامة التي وظفت من خلالها المفاهيم.

ثانيا: مناهج الفكر السياسي للشوامخ في التعامل مع مفهوم التعددية:

1: حول مفهوم التعددية في الفكر السياسي للشوامخ: حيث استخدم البعض لفظة التعددية صراحة بينما أشار إلى معنها البعض الآخر مثل الطوائف والآراء والفئات والجماعات أو المذاهب الفقهية أو الاجتهادات. والتي تعنى التنوع والانقسام والتنازع والتفرق والتصنيف.

2- حول مناهج التعامل مع مفهوم التعددية في فكر الشوامخ: والذي يعد ترجمة لتعاملهم مع المفاهيم والأفكار السياسية، حيث اعتمدوا على الاستشهادات القرآنية ونصوص السنة النبوية، وواقع الخبرة التاريخي الإسلامية، وأقوال الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين. مع إدراك للوجه القيمي والأخلاقي لقضايا التعددية، والتواصل المنهجي بمعنى تبادل الأخذ والرد بين الأفكار والآراء والاجتهادات.

ثالثاً: التعددية وأسس نشأة الدولة في فكر الشوامخ السياسي:

الدولة نظام سياسي لإدارة السلطة وضبط التعددية، وكما أن التعددية أصل في الإنسان وأن الاختلافات الخلقية والخلقية فطرية فهم يحتاجون إلى صيغة لاستيعاب هذا التنوع، كما أن شعور الانسان الدائم بعجزة ونقصه أمام قدرة الله عز وجل الخالق الغني المقتدر يمعنهان الإنسان من الطغيان والتجاوز.

رابعاً: فكر الشوامخ وتعددية السلطة في الدولة:

وهى تتفرع من نقطة فقهية أخري، وهى مدي شرعية التعدد في إقليم دار الإسلام، ومدي شرعية تعدد السلطات فيها، فبينما يري البعض عدم جواز أن تنعقد الإمامة لشخصين “الماوردي مثلاً”، وضع الإمام الجوينى ضوابط لحكم الاستثناء.

خامساً: فكر الشوامخ والتعددية الوظيفية للجماعات في المجتمع السياسي:

يتفق الجميع على وجود سلطة سياسية عليا يؤول في النهاية إلى تقسيم السياسي إلى طرفين، حكما ومحكومين. فالفرابي يقسمهم إلى خمسة مراتب في المدينة الفاضلة، وابن أبى الربيع يدرجهم في سبعة أقسام، واتفق الماوردي وأبو يعلى في تقسيم شامل للولايات، بحيث تختلف كل ولاية عن الأخرى.

لتحميل الدراسة كاملة: مفهوم التعددية في الفكر السياسي الإسلامي.. رؤية منهاجية

——-

لتحميل باقي اعمال الندوة:

1- الأبعاد السياسية لمفهوم التعددية: قراءة في واقع الدولة القطرية العربية واستقراء لمستقبلها.

د. نيفين عبد الخالق

http://arabprf.com/?p=2576

2- “التعددية”.. الرؤية الإسلامية والتحديات الغربية

د. محمد عمارة

http://arabprf.com/?p=2592

3- التعددية الحزبية في الوطن العربي

د. صفي الدين خربوش

http://arabprf.com/?p=2586