عملية التواصل بين إساءة الاستخدام وحسن التوظيف

نظرة نفسية

د. محمد حسن محمد عبد الله

جامعة المنيا – مصر

ضمن أعمال ندوة التعددية الحزبية والدينية والطائفية في قلب العلم الإسلامي “الوطن العربي”

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

يصعب على أفراد الجيل الحالي تصور أنهم يعيشون في عالم بدون وسائل اتصال، فهم نتاج مجتمع على موجات مستمرة من الرسائل التي تنقل عن طريق وسائل التواصل والاتصال، وأصبحت تشكل جزءا هاما في حياتنا اليومية لدرجة أننا نسلم بوجودها، كما أننا نسلم بالقوة غير المحدودة لأثر الأحداث الخارجية التي تلفت أنظارنا كل يوم وعلى الرغم من أن الإنسان في كل لحظة يحياها وفى كل مكان يوجد فيه لا يلفت من تأثيرها. كان الاصال دائما حتى من قبل اختراع الطباعة والكتابة نفسها، فأفلاطون أهتم بعاملين أولهما القيادة أو الزعامة والثانى الفن وخاصة الشعر الموسيقي، باعتبارهما اخطر وسائل التأثير في النفوس.

وأكد افلاطون أن الفكر لا يولد من اللغة، ولكن اللغة هي التي تتولد من الفكر، فلكي نسمى الأشياء بأسمائها لابد لنا من أن نعرفها أولا.

أما أرسطو وضع الاتصال في كتابة “الخطاب” بوصفة وسيلة للاقناع وتوصيل الرسالة، وتطرق إلى التفاعل الجماهيري بين الخطيب، وقدرة الخطيب على السيطرة على نفوس السامعين.

أما عند المسلمين، فقد استخدمت لفظة “السياسة” على عملية الدعاية والاتصال بالجماهير، كما عند المسعودي في وصفة لمعاوية وقدرته على التأثير في الجماهير.

ويري الباحث أن من أهم العوامل التي أدت لتعميق الخلاف بين العرب تتمثل في شقين:

أ -إساءة توصيل الرسالة “من المصدر”

ب – إساءة فهم الرسالة “من المتلقي”

وما يترتب على ذلك من إساءة التوظيف.

أما في العصر الحديث، فقد كان سوء الاتصال وأسباب الخلاف بفعل الانفتاح على الثقافة الغربية والانبهار بحضارة الغرب بدرجة أفقدت البعض الانتماء للوطن أوجدت الجذور بل وجعلت الكثير منهم بحاول أن يحاكي النموذج الغربي في سلوكه وقيمه واتجاهاته ، وقد تجلت مظاهرها في:

1- الانفصال الحداثي بين علوم الدين وعلوم الدنيا

2- القطيعة الحادثة بين الفكر والنظر الوافد إلينا عن الغرب في مقابل الفكر والنظر الموروث، والتي تتعمق في وعي الناس من خلال ما يبث وما يعرض في وسائل الاتصال والمؤسسات الثقافية والاجتماعية.

3- كما إن المأساة أن الكثير من المشتغليين بالعلوم الحديثة تفاخرهم بالحضارة الغربية.

وقد ترتب على ذلك:

1- الازدواج الحادث في المؤسسات الونظم والهيئات سواء في التعليم أو القضاء أو الاقتصاد او الإدارة والحكم.

2- التنوع الكبير للرؤى الإسلامية للواقع الراهن وهو من الغموض الذي يعيق حسن إدراك الأوضاع المعيشية والحياتية.

3- التفتت والتشرذم التي تعانى منها أوطاننا من خلال تعميق مفهوم الإقليمية والقطرية وما ادي إليه هذا الوضع من ظهور عناصر التباعد في كل قطر.

4- الفجرة الهائلة في المجال المعرفي الإسلامي والتي تعد بالقرون والتي حفلت بالقضايا والتحولات، مما جعل حياة المسلمين تخضع لأنماط وقيم لا صلة لها بالحياة القديمة التي عرفها العلماء المجتهدون، والتي استنبطوا لها الأحكام المناسبة في زمانهم.

من هنا فالاتصال هو العملية التي ينقل من خلالها فرد ما “مصدر” منبهات عادة لفظية لتعديل سلوك أفراد آخرين “المتلقين”.

وقسم الاتصال إلى ستة أقسام

1- الاتصال الذاتي.

2- الاتصال بين فردين.

3- الاتصال الجماعي.

4- الاتصال عبر الثقافات.

5- الاتصال العام.

6- الاتصال بوسائل الإعلام الجماهيري.

أما عناصره فتشمل:

1- المصدر

2- الرسالة

3- المتلقي