الرئيسية / العلاقات الدولية / الجيوبوليتيك - جيوسياسية / العلاقة بين علم العلاقات الدولية وعلم الجيوبولتيك
العلاقة بين علم العلاقات الدولية وعلم الجيوبولتيك
العلاقة بين علم العلاقات الدولية وعلم الجيوبولتيك

العلاقة بين علم العلاقات الدولية وعلم الجيوبولتيك

يمثل علم الجيوبولتيك اهمية قصوى فيما يتعلق بتحليل العلاقات الدولية فى إطار العلاقة بين علم الجيوبولتيك وعلم العلاقات الدولية وضح طبيعة العلاقات التالية

  • العلاقة بين طبيعة مادة العلاقات الدولية وطبيعة مادة الجيوبولتيك .
  • العلاقة بين علم العلاقات الدولية وعلم الجيوبولتيك.

 

 أولا :العلاقة بين طبيعة مادة علم العلاقات الدولية وطبيعة مادة الجيوبولتيك

1- مادة علم العلاقات الدولية : تتمثل مادة علم العلاقات الدولية في الظواهر السياسية الدولية ، أي في تلك الظواهر التي تأتي تعبيرا عن علاقة الصديق والعدو ، وهي الصورة الثانية من صور التميز السياسي ، وهو التميز السياسي الدولي علي مستوي المجتمع الدولي ، وذلك في مواجهة الظواهر السياسية الداخلية التي تمثل علم السياسة  وتأتي تعبيرا عن علاقة الأمر والطاعة وهي الصورة الأولي من صور التميز السياسي ، وهو التميز السياسي الداخلي علي مستوي المجتمع الوطني الداخلي ، وهو تميزا يؤدي إلي انقسام المجتمع إلي حاكمين ومحكومين ومن ثم وجود سلطة سياسية تقوم علي الاحتكار الشرعي لأدوات العنف ، بينما البيئة الدولية وهي إطار علم العلاقات الدولية ، فهي تتسم بغيبة السلطة المحتكرة لأدوات العنف ، ومن ثم فإن الظواهر السياسية الدولية وهي مادة علم العلاقات الدولية ، هي ظواهر تتصل بعملية فرض الإرادة أي أن تقوم دولة بفرض إرادتها علي دولة أخري بغية تحقيق مصالحها الوطنية . ومن ثم فإن العلاقات الدولية هي علاقات قوة بالأساس . وتعد المصلحة الوطنية هي محرك الدول في تفاعلاتها الدولية سعيا وراء تحقيقها عبر الوسائل الدبلوماسية والاستراتيجية.

2 – مادة علم الجيوبولتيك : يعرف علم الجيوبولتيك بعلم سياسة الأرض وهو ثمرة إلتقاء لعلم الجغرافيا وعلم السياسة ويعتمد عليهما وبخاصة الجغرافيا السياسية ، أي أن مادة علم الجيوبولتيك تتمثل في تأثير البيئة الجغرافية علي سلوك الدول في سياستها الخارجية ، وكما قال نابليون ان معرفة جغرافية الدولة تعني معرفة سياستها الخارجية . فبسبب الموقع الجغرافي كانت أثينا امبراطورية بحرية ، وبسبب الموقع الجغرافي أيضا كانت اسبرطة قوة برية.

ويعد رودلف كلين أول من استخدام مصلح الجيوبولتيك وعرفه بأنه البيئة الطبيعية للدولة والسلوك السياسي، في حين عرفه هاوسهوفر بأنه دراسة العلاقة بين الأرض والسياسة ، أي أن المعطيات الجغرافية هي من تحدد سياسات الدول .

وتجدر الإشارة إلي أن هناك ثمة خلط بين الجغرافيا السياسية وعلم الجيوبولتيك ، ومن ثم يتعين علينا طرح أهم الفروقات بين الجغرافيا السياسية والجيوبولتيك ومن بينها :

أ – أن الجيوبولتيك ترسم خطة لما يجب أن تكون عليه الدولة، بينما تدرس الجغرافيا السياسية كيان الدولة الجغرافي القائم بالفعل.

ب – أن الجيوبولتيك تضع تصورا لحالة الدولة في المستقبل، بينما تقنع الجغرافيا السياسية برسم صورة الحاضر.

جـ – أن الجيوبولتيك تتسم بالتطور والحركة، بينما تميل الجغرافيا السياسية إلى الثبات .

د – أن الجيوبولتيك تحاول وضع الجغرافيا وحقائقها في خدمة الدولة أي لتحقيق أغراضها في مجالها الحيوي حتى لو كان ذلك على حساب جيرانها ، بينما تقتصر الجغرافيا السياسية علي تحليل الدولة من ناحية جغرافيتها .

ونستطيع القول أنه عندما يتم النظر إلي الموقع الجغرافي بإعتباره مسرحا أو هدفا للسياسات الخارجية للدولة نكون هنا إزاء مادة علم الجيوبولتيك ، ومن ثم فإن السياسات الخارجية والتي تمثل أدوات ووسائل الدولة في علاقاتها الدولية ، إنما تأتي علي مقتضي خصائص بيئتها الجغرافية ( الجيوبولتيك ) ، ولذا تعد الجيوستراتيجية أشمل وأعم من الجيوبولتيك لكونها تعني التوظيف الأمثل لامكانات الدولة السياسية والاقتصادية والجغرافية والثقافية لخدمة تحقيق أهداف الدولة .

 

ثانيا: العلاقة بين علم العلاقات الدولية وعلم الجيوبولتيك :

 

نستطيع أن نوجز العلاقة بين العلاقات الدولية والجيوبولتيك في عدة نقاط أساسية :

1–  الجيوبولتيك يعد بمثابة آلية مفسرة لطبيعة صراعات القوة في العلاقات الدولية.

2 – علم العلاقات الدولية هو علم الصراع من أجل القوة ، في حين أن الجيوبولتيك هو علم علاقات القوي الراغبة في السيطرة العالمية أو الإقليمية .

3 –  العلاقات الدولية تعمل في إطار بيئة دولية يغلب عليها المصلحة أكثر من العدل والقانون في حين أن الجيوبولتيك يغلب عليه الضرورة ( من أجل بقاء الدولة ونموها ) والضرورة لاتخضع لقانون .

4  – كل سياسة خارجية هي جيوبولتيكية بالأساس ، وسياسات الدول الخارجية التي لاتعتمد علي الجيوبولتيك هي سياسات هشة غير قابلة للاستمرار .

5 – نظريات الجيوبوليتيك تتفق على مبدأ القوة التي تعد مفهوم أساس لعلم العلاقات الدولية ولكنها تختلف في تحديد نوعيتها ؛ فنجد أن عالم الجغرافيا البريطاني ماكيندر أشار أن البر هو بمثابة القوة والسيطرة الجيوبوليتيكية، في حين رأي الأمريكي الفريد ماهان أن القوة والسيطرة الجيوبوليتيكية ترتبط بالبحار والمحيطات، أما الأمريكي سبيكمان قد أشار أن قوة السيطرة الجيوبوليتيكية ترتبط بالتحالف بين قوة البحر وقوة البر معا، وقد اختلف الروسي الكسندر دى سفرسكسي عن المفكرين السابقين وقد رأى أن القوة والسيطرة للوضع الجيوبوليتيكي ترتبط بالسيادة الجوية.

6 – عوامل قوة الدولة في العلاقات الدولية ليست قوة عسكرية فقط بل هي متعددة ومتنوعة منها العوامل الطبيعية وتشمل ( المجال الجغرافي – العامل البشري – الموارد الاقتصادية ) والعوامل الاجتماعية وتشمل ( التجانس القومي – التقدم الثقافي والتقني – القيادة السياسية ) والجيوبوليتك يقوم على توظيف المجال الجغرافي الذي يعد أحد مصادر قوة الدولة في العلاقات الدولية من أجل رسم وتحديد السياسة الخارجية للدولة فهناك علاقة تلازم بين القوة والجيوبوليتك فهما مفهومان متلازمان فالقوة مرتبطة بالجيوبوليتك والعكس صحيح فقوة الدولة هي في جغرافيتها وجغرافية الدولة هيوتها.

7 –  مفهوم المجال الحيوي الذي تناوله أدولف هتلر في كتاب كفاحي والذي أشار فيه إلي تأثير العوامل الجغرافية والطبيعية في النهج السياسي للدول في علاقاتها الدولية يعد بمثابة ترابطا بين الجيوبولتيك والعلاقات الدولية.

وختاما نستطيع القول أن ثمة ترابطا بين علم الجيوبولتيك وعلم العلاقات الدولية، فالجيوبولتيك علم سياسي يستمد جذوره من علم الجغرافيا وحقائقه المتشعبة، وترجع أهمية الجيوبولتيك لأى دولة من دول العالم لعظمة إسهامه في تحديد أسس البقاء للدولة ونموها وإزدهارها، وعلي ضوئه يتم تحديد أبعاد الأمن القومي، وبالتالي تشكيل الأهداف والمصالح القومية التي يتبناها صناع القرار في الدولة في شكل سياسات خارجية.

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …