الرئيسية / العلاقات الدولية / الجيوبوليتيك - جيوسياسية / المبادئ الجيوبوليتيكية للهيمنة الأمريكية .. (العولمة الأمريكية)
  المبادئ والنظم الجيوبولتيكة
  المبادئ والنظم الجيوبولتيكة

المبادئ الجيوبوليتيكية للهيمنة الأمريكية .. (العولمة الأمريكية)

إن مفهوم العولمة لم يتطور من فراغ، بل يعد نتاج للسياسات الجيوبوليتيكية الحديثة، كما كانت الامبراطورية والإمبريالية قديماً. فهو مفهوم شامل متعدد الأبعاد والأوجه، فهي تمثل المثال الأكبر سفوراً للضغوط الكونية علي حياة البشر والدول. فهي تمثل أحدث مستويات الجيوبولتيكا للسيطرة علي العالم. ليطور مفهوم السيطرة إلي مفهوم الهيمينة علي العالم.

قدمت المدارس الجيوبولتيكة إسهامات في إعادة رسم خريطة العالم باعتبار أن الولايات المتحدة الامريكة القوة الأعظم فى العالم القادرة علي الهيمنة. فقدم اسبيكمان مبادئ الجيوبولتيكا الامريكية لعزل وتطويق قلب الأرض والسيطرة علي العالم فى ظل القوة البحيرية الامريكية.

اربط سقوط سقوط الاتحاد السوفيتي بارتفاع النموذج الجيوبولتيكي الأمريكي تحت دعوات الحرب لجماعات المحافظين الجدد وتبنيها لأفكار سياسية قائمة علي الأفكار الجيوبولتيكة. ومن ثم أصبحت العولمة عملية جغرافية بمقدمات اقتصادية تهدف للسيطرة علي العالم. ارتبطت فيه الاتجاهات السياسية بالحقائق الجغرافية.

                                               المحبث الأول: المبادئ الجيوبولتيكة عالمية الاتجاه:

  • الإحياء الجديد للمبادي الجيوبولتيكة:

أصبحت الجيوبولتيكا مصطلحاً كثير الاستخدام والتداول فى السياسة العالمية مع نهاية القرن العشرين، وخاصة مع استخدامه بكثافة من قبل هينري كاسينجر، حيث عبر المصطلح حدثاً عن عملية إدارة التنافس الكوني من اجل تحقيق التوازن بين القوي العالمية المتصارعة، كما ارتبط بمصطلح “الجيوإيكونومكس”، كما ظهرت جماعات الضغط من المحافظين الجدد ذوي الاتجاهات التوسعية العالمية.

ومع ظهور تجليات القوي اللبرالية الجديدة علي يد كل من “ريجان وتاتشر” باعتمادها على “الداروينية الجديدة” التى تري أن الصراع محور ومبرر الوجود بين الأمم والمؤسسات. فالجيوبولوتيكا باعتبارها شكل من التفكير المنطقي يقيم الأمكنة من زاوية ضرورات الأمن المتعلقة بدولة أو مجموعة من الدول لذلك فهي متطورة ومتغيرة وفقاً لهذه الضرورات.  فالجيوبولوتيكا تصف التنافس بينما العولمة تصف الهيمنة.

وفى ظل هذه المفاهيم ظهرت المدرسة الواقعية فى العلاقات الدولية باعتبارة مدافعة عن مصالح القوي العظمي. فالجيوبولوتيكا تقوم برسم التصورات السياسية المستقبلية في ضوء التفاعلات المكانية الجغرافية. فالفكر الجيوبولوتيكي له مكانته في ظل العولمة.

فالفكر الجيوبولوتيكي للعولمة الامريكية يقوم على منع اى قوة من الهيمنة على منطقة المركز أوروبا واسيا، وذلك وفق نظرية ماكندر قلب الارض الاستراتيجية. فالمحلل السياسي الأمريكي بنظر إلي الحدود الأمريكية باعتبارها حدود الاطلنطي “مبدا منروا” ثم تطور جيوبولوتيكياً عبر الباسيفيكي والمحيط الهندي.

  • التعريف بالمبادئ الجيوبولتيكة:

فالمبادئ الجيوبولتيكة هي مجموعة الفروض الاستراتيجية التي تضعها حكومة ما فيما يتعلق بالدول الأخري في صياغتها لسياستها الخارجية أو توراتها المستقبلية في إطار تنفيذ أهادف الدولة الخارجية. وهناك ارتباط بين المبادئ الاستراتيجية والمبادئ الجيوبولتيكة، حيث تتمحور الاستراتيجية حول المبادئ الجيوبولتيكة. ويمكن التمييز بين المناطق الجيوبولتيكة والمناطق الاستراتيجية حيث الأخيرة هي تلك المناطق المحتملة لنشوب الحرب، بينما امناطق الجيوبولتيكة هي المناطق التي يمارس فيها نفوذا سياسياً تستلهمه الاستراتيجية.

وقدم كوهن نموذج يوضح العلاقة بين الحدود الجيوبولتيكة والجيو استراتيجية، حيث رتب الأهتمامات  الجيوبولتيكة إلي مناطق عالمية وإقليمية الاتجاه. من ثم فالدول الأقوي تفرض تصوراتها الجيوبولتيكة على الدول الأضعف. وتمثل المبادئ الجيبولوتيكية صلب وجوهر القواعد الجيوبولتيكة المهيئة لظهور الأنظمة العالمية، إي أن النظام العاملية برتبط بدولة واحدة تفرض هيمنتها الجيوبولتيكة وفق نظام جيبولوتيكي تقوم بحمايته استراتيجياً.

بينما قدم “مودولسكي” نموذج يوضح مراحل ازدهار وسقوط القوي الكبري، أو ما يعرف “دورات السياسة الدولية”، حيث يري أن الدولة المهيمنة عالمياً هي شئ أكبر من القوة العالمية، فباعتبارها دولة قائد تتحكم فى المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذا المزيج يمنحها القدرة على تحديد المعايير الحاكمة للناظم العالمي.

ويأتى ذلك بحسب “كوندراتيف” من امتلاك الدولة المركز لقدرات تكنيولوجية تضعها فى موقع الصدارة والتفوق وتحقق لها الهيمنة الاقتصادية، فينتقل مركز المال العالمي للدولة المهيمنة، ثم بعد ذلك مرحلة التدهور وصعو قوي اخري.

  • مستويات المبادئ الجيوبولتيكة:

تشمل مبادئ الجيوبولتيك على تصورات الدولة المستقبلية والتى يكون لها ثلاث مستويات محلي واقليمي وعالمي.

أ – المستوي المحلي: أى الاعتبارات الداخلية المرتبطة بالقيمة الجغرافية داخل الدولة، وهو ما يضع التصورات الجيوبولتيكة للدولة.

ب- المستوي الإقليمي:  تقييم أوضاع الدول المجاورة بما يحقق مصالح الدولة، من خلال وضع سياسات للتمدد أو السيطرة أو مد النفوذ علي حساب الجغرافيا الإقليمية. كما يبرز فى هذا المستوي التصورات الجيبولوتيكية القارية للسيطرة على القارة تمهيدا للسيطرة على العالم. حيث ذهبت مدرسة ميونخ إلى تقسيم العالم إللي ثلاث قارات، امريكا الكبرا تسيطر على الولايات المتحدة، وأسيا الكبرا تسيطر عليها روسيا، وأفريقيا الكبري تسيطر عليها المانيا.

جـ –  المستوي العالمي: حيث ترتبط السياسة الجيوبولتيكة بقياس القوة، حيث تنطر غلى المساحات الجغرافية ما وراء الحدور على أنها “سلع أمن” تسعي الدولة القوية للسيطرة عليها لحماية امنها أو لزيادة قوتها.

 

المبحث الثاني:

                                المبادئ والنظم الجيوبولتيكة

تعتمد المبادئ والنظم الجيوبولتيكة على عدد من المنطلقات أو المقومات التى تم صياغتها عبر المدارس المختلفة وتطويرها، ما جعلها صالحة للصياغة فى شكل مبادئ جيوبوليتيكية:

أولا: مقدمات أو المقومات الجيوبولتيكة نحو السيطرة علي العالم:

أعطي تصور راتزل للدولة بأنها كائن حي مرتبط بالأرض أساس المدرسة الألمانية لتصور أن حدود الدولة الخارجية ماهي إلا عضو يعبر عن مراحل نموها، ومن ثم يضع دول الجوار في المجال الحيوي للدولة القوية. كما تم ربط بين قوة الدولة ومساحتها، وارتبط ذلك بالأقاليم الكبري أو المناطق ذات الأهمية، بينما قدم “كانت” موضوع الدولة العالمية الساعية للسيطرة علي القارات، وحيث تنتهي سيطرتها بتادخل المجالات الحيوية لنفوذ الدول الكبري الأخري، أو ما اسماه بالمناطق الساخنة أو مجالات الدفاع.

بينما قدم ماهان مقدمة مفادها قدرة الدولة البحيرية على السيطرة علي العالم وخاصة قلب الأرض، حيث تنبأ ببزوغ نجم الولايات المتحدة. في حين رأي سبيكمان أهمية منطقة الهلال المحيط لقبل الأرض فى السيطرة على العالم.

ويمكن تحديد أهم المقومات الجيوبولتيكية للسيطرة على العالم في:

  • أفكار راتزل وقوانينه السبع لنمو الدولة، وتنبؤه بأن الدولة عملاقة المساحة هي التي ستسيطر علي العالم.
  • أفكار المدرسة الألمانية الحديثة إيمانويل كانت حول “الدولة العالمية” والتركيز علي الكتل القارية الضخمة وخاصة ذات الأهمية “فائقة القوي”، ما ساعد علي ظهور نظريات “قلب الأرض” والجزر العالمية”.
  • ما قدمه جويه حول أهمية موقع أوروبا المركزي للسيطرة علي العالم، وأن زعامة العالم تنتقل من أوروبا إلي أمريكا الشمالية.
  • هناك اتفاق تام بين واضعي الاستراتيجيات الحديثة علي أن أفاكر ماكيندر عن قلب الأرض ذات التاثير الأكبر في استراتيجيات الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكة.
  • أفكار ماهان حول السيطرة البحرية ودور الولايات المتحدة باعتبارها جزيرة ضخمة آمنة، وأفكار سبيكمان حول الهلال الهامشي المحيط بقلب الأرض كمفتاح للسيطرة علي العالم.

ومن هنا فإن جميع المقدمات الجيوبولتيكية جوهرها السيادة وهدفها السيطرة علي العالم، وان العولمة المعاصرة تمثل المرحلة العليا للجيوبولتيك.

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …