الرئيسية / النظرية السياسية / فكر وفلسفة سياسية / الفرق بين الفلسفة والأيديولوجيا
الفرق بين الفلسفة والأيديولوجيا
الفرق بين الفلسفة والأيديولوجيا

الفرق بين الفلسفة والأيديولوجيا

الفرق بين الفلسفة والأيديولوجيا

مقارنة بين الفلسفة والأيديولوجيا

Philosophy vs Ideology

 

هناك اختلافات جوهرية بين الفلسفة والأيديولوجيا. الأيديولوجيا Ideology هي مجموعة المعتقدات والمذاهب التي تدعم مؤسسة اجتماعية معينة أو منظمة معينة. بينما تشير الفلسفة Philosophy إلى النظر إلى الحياة بطريقة براجماتية ومحاولة فهم سبب بقاء الحياة كما هي والمبادئ التي تحكمها.

كما أن الأيديولوجيا تعبر عن عدم رضاها عن الوضع الحالي وتطمح إلى أن تسود في حالة مستقبلية، بينما تحاول الفلسفة فهم العالم في حالته الحالية.

بمعنى آخر، تهدف الأيديولوجيا إلى تغيير العالم وفق منطلقاتها ومفاهيمها، بينما تهدف الفلسفة إلى البحث عن الحقيقة المجردة.

ولذلك تعد الأيديولوجيا جامدة، وثابتة على معتقدات معينة، كما أنها ترفض تغيير موقفها بغض النظر عن أي تغيير في البيئة المحيطة. ولذلك فأن هذا الموقف الثابت يعد التحدي الأصعب أمام الأيديولوجيا.

ومن ناحية أخرى، قد يصل الفيلسوف إلى في بعض السياقات إلى قوعد أساسية للحياة ولبعض القضايا الأخرى، غير أنه سيكون على استعداد دائماً لمناقشة الفلسفات الأخرى والتأمل فيها. فالفيلسوف بطبعه منفتح الذهن ومستعد للاستماع إلى النقد، بينما يدحض الأيديولوجي أي شيء يتحدى أيديولوجيته بشكل صريح.

يشير هذا أيضًا إلى أنه في حين أن الفلسفة تشجع الناس على التفكير، فإن الإيديولوجيا لا تشجع أي تفكير يتعارض مع المذاهب الأساسية التي تحكم الأيديولوجية.

تشير هذه التعريفات والاختلافات بوضوح إلى أن الفلسفة والأيديولوجيا، إذا تم قياسهما على مقياس واحد، سيحتلان طرفين النقيض من المقياس. فإن هدف أي فيلسوف هو البحث عن المعرفة من أجل الحكمة والحقيقة، بينما الهدف الوحيد للأيديولوجي هو الدفاع عن أيديولوجيته وفرضها أينما كان ذلك ممكنًا.

الفلسفة موضوعية في حين أن الأيديولوجي سيفرض دائمًا رؤيته الأيديولوجية ويتجاهل أي شيء ضدها. كما أن الفلسفة تتطلب تفكيرًا منظمًا بينما الأيديولوجية لديها الكثير من المشاعر الشخصية في اللعب.

الفلسفة ليست ضارة ولا مفيدة حيث لا يوجد مناصرة وراءها. من ناحية أخرى، يمكن للأيديولوجية أن تجلب الضرر والخير للمجتمع. وذلك لأن مجموعة المذاهب التي تحكم الإيديولوجيا قد لا تخدم دائمًا المصالح العالمية، وتتطلب الأيديولوجيا الدعوة وتحويل المعتقدات والأفكار الأخرى إلى تلك الأيديولوجية الخاصة من أجل السيطرة. ومع ذلك، فإن كل أيديولوجية ولدت من فلسفة ما.

 

وأجمالا.. نلخص الاختلافات بين الفلسفة والأيديولوجيا: –

1- تشير الفلسفة إلى نهج عملي للنظر في الحياة وتحليلها. بينما تشير الأيديولوجيا إلى مجموعة من المعتقدات والقواعد التي تنتمي إلى مجموعة معينة أو مجموعة من الناس.

2- تهدف الفلسفة إلى فهم العالم كما هو دون تغييره، في حين أن الأيديولوجيا تنبع من رؤية للمستقبل، وتهدف إلى تغيير الوضع الحالي إلى تلك الرؤية الخاصة، فهي “تبشر بمستقبل أفضل”.

3- الفلسفة موضوعية بينما الأيديولوجية عقائدية ومذهبية، وترفض المشاركة في أي نقاش لا يتفق مع تلك الأيديولوجية.

4- ليس للفلسفة تأثير كبير مثل الأيديولوجية على العالم، لأن الأيديولوجيا تهدف إلى نشر المعتقدات وفرضها على بقية المجتمع بغض النظر عن أهميتها.

5- لكل أيديولوجية بعض المبادئ الفلسفية الأساسية، ولكن ليست العكس.

عن أحمد حامد

شاهد أيضاً

النظام الشيوعي: ملامحه وخائصه

النظام الشيوعي: ملامحه وخائصه

النظام الشيوعي: ملامحه وخائصه Communist System إعداد: أحمد حامد يُعرَّف الشيوعي بأنه نظام سياسي واقتصادي …