الرئيسية / النظرية السياسية / فكر وفلسفة سياسية / الطغيان الجارف على العقل: صعود “الترامبية” وموت “التفكير الراقي” مترجم
الطغيان الجارف على العقل: صعود "الترامبية" وموت "التفكير الراقي" مترجم
الطغيان الجارف على العقل: صعود "الترامبية" وموت "التفكير الراقي" مترجم

الطغيان الجارف على العقل: صعود “الترامبية” وموت “التفكير الراقي” مترجم

الطغيان الجارف على العقل: صعود “الترامبية” وموت “التفكير الراقي”

Vast “Tyranny” Over Mind: Donald Trump and The Death of “High Thinking” in America

الطغيان الجارف على العقل: صعود “الترامبية” وموت “التفكير الراقي” في أمريكا

Prof. Louis René Beres

أستاذ فخري للقانون الدولي في بوردو

ترجمة: تامر نادي

“أقسمت على العداء الأبدي ضد كل شكل من أشكال الطغيان على ذهن الإنسان.” – توماس جيفرسون

قديما، كان يتم توجيه الأميركيين لتقدير قيمة “العقل الحي”. وعلى نهج توماس جيفرسون، دعا رالف والدو إمرسون، الدولة الأمريكية الناشئة إلى اعتناق “العيش البسيط والتفكير العالي”.

واليوم، تم تجاهل النداء السابق بتحسين التوازن الشخصي والاجتماعي. وقد تم استبدال “الأسلوب الساخر” لتحل محله “التلميحات الوقحة” من اتباع الرئيس المنحل. فلا يكفي مجرد القلق من هذا الرئيس – الذي وصف نفسه بـ”العبقري” – الجاهل وعالي الصوت.

اعتقد أنه من السخيف أن نتكلم بلسان الفلاسفة اليونانيين القدماء، أمام ما يقوله الرئيس ترامب، الذي غرد خلال حملته الانتخابية عام 1916 قائلا: “أنا أحب المستوي المنخفض من التعليم”. ولكل من يبحث عن سابقة تاريخية لمثل هذه الرجعية والتخلف أذكركم بالتصريح سيئ الصيت لوزير الإعلام بالرايخ الثالث جوزيف غوبلز: “التفكير يفسد الدماغ “.

كيف نفسر ذلك؟ هل يمكن تحديد الهدف والغاية؟ في البداية، يجب علينا أن ندرس توجهات أمريكا القديمة في التعليم الرسمي. في الولايات المتحدة، منذ اليوم الأول لكل طالب في المدرسة الابتدائية، يتم تلقين رسالة أساسية: “تعليمك لن يكون ممتعًا أو مريحاً أو لطيفًا. سيكون حول الوفاء القانوني للالتزامات المؤسسية والشخصية المتنوعة. نأمل أن يساعدك أيضًا في إعدادك لوظيفة ما. لا تتوقع أي شيء أكثر من ذلك.”

لذا، أيها الطلاب الأعزاء، تقول هذه الرسالة الضمنية والواضحة: “اجلس، كن مطيعًا وحاول فقط ألا تطلق النار على أي شخص”.

 

هل ما ذال الأمر غامضاً؟ ليس فقط أنظمتنا التعليمية، ولكن أيضًا في نظام الانتخابات الرئاسية، التي تعاني من تشوهات أساسية واضحة. ففي جوهرها، يظل الطموح السياسي التصاعدي الأميركي مرتبطاً ارتباطًا وثيقًا بتفسيرات متنوعة بسيطة وخجولة. في هذا المجال الأكثر عقماً في الحياة العامة الأمريكية، وفي عالم مدفوع بالشكليات الفجة والمظاهر الفارغة، يمكن لأي مهرج بارع أن يقدم نفسه كمرشح قوي في الانتخابات. هذا هو الحال، طالما كان، بأي طريقة كانت، قادرا على تكوين ثروة كبيرة، و(بشرط آخر لا غنى عنه) يتجنب أن يوصف بأنه “مثقف”.

 

في أمريكا “الترامبية”، لا يمكن تخيل أي صفة شخصية تنطبق عليه غير أنه لعنة.

 

هناك تطوراً خطيراً جارياً. منذ توماس جيفرسون إلى رالف والدو إيمرسون وحتى الوقت الحالي، كان الانحدار العلني لأمريكا واضحا وواقعاً. فالمال جيد.. والتفكير سيء. وسط روح وطنية متآكلة لدافعية الإنجاز، فإن الثروة، مهما كانت طريقة اكتسابها، تعني النجاح. ودائمًا وبشكل واضح، تقدم كقاعدة “كونك ثرياً فأنت ذكيًا“. هنا، عند التدقيق في الأمر، يكون هذا التعميم المضلل نتيجة التفكير الملتوي واضحاً ولا لبس فيه.

 

هل هناك احتمال أن يكون كلاً من توماس جيفرسون والمفكر الأمريكي المتعالي رالف والدو إمرسون قد اضطربا؟ في النهاية، كان الرؤساء والفلاسفة الأمريكيون الأوائل أشخاصًا حققوا بعض الإنجازات الحقيقية والأفكار الرصينة. فنحن نتذكرهم ليس لتحقيق نجاحات متألقة في السوق المبتذلة للأشياء المادية التي يتم بيعها وشراءها، ولكن لوجود انجازاتهم الميمونة في سوق الأفكار التي تركز على العقل.

 

يحذر نيتشه بمقولة زرادشت: “يجب ألا يسعى المرء أبدًا للرجل الأعلى في السوق”.

 

لماذا، إذن، السياسة الرئاسية الأمريكية مهينة للغاية ومتدنية للغاية؟ أين أخطأنا بالضبط؟ ربما يتعين علينا التعامل مع هذه الأسئلة الأساسية كـ “أطباء” في الهيئة السياسية الوطنية. وفقا لذلك، كما هو الحال مع أي أمراض أخرى خبيثة، يجب علينا تحديد المرض قبل أن نعالجه.

 

ولكن ما هو بالضبط هذا “المرض” الأساسي؟

 

كما يفعل كل تقييم منهجي أو علمي.. هناك إجابة تبدأ من الفرد، أي الصورة المصغرة. وأبداً، لا يستطيع الناخبون الأمريكيون أن يرفعوا قدراتهم المشتركة بأنفسهم، أي الصورة الكلية. يعترف زرادشت: “عندما يوضع العرش في الوحل، يلطخ الوحل العرش”.

 

يجب أن تمثل كل ديمقراطية المجموع النهائي لجوهر مكوناتها [1]، أي أولئك المواطنين الذين ما زالوا يأملون في البحث عن نوع من “الخلاص”. ومع ذلك، نحن في جمهوريتنا الأمريكية المنقسمة بعمق، نحن الشعب – نعاني المزيد والمزيد من اليأس للحصول على فرصة أخيرة “مناسبة” أو “الحصول على الاحترام” – نسكن في أرض شاسعة من الفرص الضائعة. ضمن هذا المجتمع الإنساني القاتم والمزدحم، نحن (رجالا أو نساءً بؤساء) مقيدون بسلاسل من المهام المرهقة، بلا هوادة، مشحونون بفظاعة كئيبة بشعة، ومراقبون من قبل “لاهوت” مهين للاستهلاك المهندس.

 

هناك المزيد، حرفياً… يشعر الأمريكيون بالملل حتى الموت من جراء الالتزامات الركيكة للحياة الأمريكية اليومية، ويتعرضون للاستنزاف من خلال الكفاح الطاحن من أجل “البقاء إيجابيين” أثناء اختناق حركة المرور وأثناء استكمال أشكال لا حصر لها من الأعمال الورقية الفارغة. يدرك الأمريكيون بفارغ الصبر أن مسار الحياة تم تحديده تقريبًا من خلال عمليات الإلهاء والخداع. ومما لا يثير الدهشة، أن مناقشاتنا الوطنية الأعلى صوتاً تدور الآن حول الأسلحة والقتل، ولا تتعلق أبدًا بالأدب أو الأفكار أو الفن أو الجمال. داخل هذا البلد الفكري الشاسع الذي لا يزال ينمو، تغرق شرائح ضخمة من السكان غير الراضين بشكل دائم في المخدرات، المنتشرة بشكل كافٍ لابتلاع آلاف السنين الكاملة من الإنجازات البشرية والمحيطات الكاملة من الشعر الفصيح.

ما الذي يجب أن نتوقع حدوثه في ظل الحالة الأمريكية غير المألوفة الشبيهة بالسيرك والخنوع والفساد؟ أكثر من أي شيء آخر، لقد تعلمنا “نحن الشعب” شيئًا مهلكا ومميتًا. لقد تعلمنا أن نتقبل وبلا هوادة لمجتمع وطني فاسد وغوغائي، مجتمع نادرا ما يقدم شيئاً من أجل تحقيق الشخصي لأي انجاز حقيقي. لنكن صريحين، الآن، وأكثر من أي وقت مضى، الأمريكيون “غير يرضين“.

 

كشعب، لا يمكن أن يكون هناك أدنى شك من أننا نتقبل الانحدار بلا تردد، ودون احتجاج جاد أو أي لمحة من إظهار الشجاعة. قبل كل شيء، فالأمريكيون في عصر ترامب يفكرون بقوة عكس التاريخ، ومن الناحية النظرية، هم سعداء للغاية لأنه لا يوجد أي جهد للقراءة أو تعلم أي شيء ذي قيمة. ومن المفارقات أن أكثر الأمريكيين ثراءً يقيمون الآن معزولون عن زحمة الناس، يعيشون حياة ممسوخة ومحزنة في الفنادق والمطارات، مندفعون إلى الأمام ليس من خلال أي أهداف نبيلة، ولكن من أجل القهوة، والكحول، وممارسة التمارين الرياضية، و (يعبرون عن الهدف النهائي “الجائزة” لأمريكا الحديثة) تتباعد الهوة لأميال كثيرة.

 

لا عجب في أن الملايين من الأميركيين يتشبثون بشكل يائس بهواتفهم الذكية أو “أجهزتهم الشخصية المتنقلة”، مشبعين بالرعب العميق والخوف من أن يُتركوا وحدهم في أي وقت ما، فهؤلاء الملايين المترابطين فعليًا يشعرون بالقلق بشكل واضح من واجبات انتمائهم للجماهير العامة الأمريكية. في وقت سابق، في القرن التاسع عشر، توقع “سورن كير كيجارد” وفهم هذه “الجماهير اللدودة”.

 

وكما قال الفيلسوف الدنماركي  “الجماهير غير صادقة”.

 

أنا أنتمي، إذاً: أنا أموجود”، هذا لما يكن في تفكير الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت في القرن السابع عشر، عندما حث ببصيرته على التفكير وعلى الشك. هذه أيضا إشكالية بائسة للغاية في القول الفج بأن: القبول الاجتماعي يعادل البقاء الجسدي، وأن الملذات التي تدعي المتعة تستحق الممارسة.

 

اليائس يستحق المتابعة:

 

في حالة بقاء أي شكوك حول هذا المبدأ المثير للشفقة، لا يحتاج المرء إلا إلى الرجوع إلى أحدث إحصائيات الانتحار للولايات المتحدة. سيتطلب تخفيض هذه الأرقام الظاهرة أكثر من مجرد “وعود ترامبية” سخيفة وعقيمة “لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى“. وهو يطلب ذلك النمط من المواطن الذي لا يهتم إلا بنفسه، وليس عضوا في مجموعة متناغمة.

 

بل الأكثر من ذلك، إن الميتافيزيقية التي تعمل بالضغط على زر “التطبيقات الإلكترونية” تسود في أمريكا. في جوهره، ينبع هذا الانجذاب الهائل بروح طفولية لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل جزئي من الوجود الأمريكي الذي يشبه الآلة. داخل هذا العالم الروبوتي المتجمد، يجب توجيه كل لمحة من العاطفة الإنسانية بشكل مناسب على طول مسارات موحدة.

وويلٌ لأي مواطن يجرؤ على الابتعاد عن هذا المسار الصارم.

 

في الوقع، إن جميع البشر هم خالقوا آلاتهم للتواصل، وليسوا عبيد هذه الآلات. ومع ذلك، لا يوجد اليوم تواصل ضمنيًا بين الخالق والمخلوق، وهذه أشرات متقنة وقاتلة بين المستَخدَمين والمستَخدِمين. هذه هي عملية الترابط التي تحتاج إلى دراسة متأنية قبل أن يمكن عكسها.

إن مجتمعنا الأمريكي المحموم يصنع إنسانا آليا من ذكر أو انثي. وبسرعة، في اندفاع صاروخي لن يغفر سفر التكوين، وقد نبدو بصورة واقعية أننا قد خُلقنا في صورة هذه الآلة. حينها لن يكون السؤال مجدياً، كمفكرين راسخين وباحثين عن روح الفردية ومشككين “مفكرين” ديكارتيين، أن نسأل “ما نوع هذا الفداء؟

 

في هذه اللحظة، لا يزال الأميركيون يبتسمون ولكن تعساء في حشد صاخب بلا هوادة. ويتم التخلي بفخر عن أي حياة داخلية ذات معنى، ويسيرون بشكل مؤقت، وفي كل مجال وجودي، بأقل قاسم مشترك. أو إذا قولنا بعبارات أكثر وضوحًا: “فقد أصبح سفرُنا جواً وبالسكك الحديدية أو بالطرق البرية صرخة تصحيحية وإيجابية للعلاج.

 

القبعات الحمراء الترامبية، أي نوع “العظمة” هي؟

 

جامعاتنا المتعجرفة تواجه نفس النوع من التراجع. بمجرد اعتبارها منارة أخيرة متبقية لبعض الحياة الفكرية الحقيقية، فإنها عادة ما تكون مجردة من أي شيء قد يشير إلى التعلم الجاد. ومع ذلك هذا أمر متوقع، حيث تحصل جيوش جرارة من الأساتذة الأميركيين على درجة الدكتوراه لإظهارهم لمحة ضعيفة من محو أميهم أو إنجاز علمي ضئيل.

حاول أن تتحدث مع أستاذ شاب عن الأدب أو الفن أو الفلسفة.. مع استثناءات قليلة جداً، ستكون محادثة قصيرة ومن جانب واحد.

 

بالنسبة للتفسيرات، فإن سياقنا المتحول هو كل شيء. في أمريكا الترامبية، تم استبدال التبجيل المقدس التقليدي الغربي للأدب والفن بمزيد من التأكيدات المطمئنة على نتائج كرة القدم وتصنيفات الجامعات ومشاهدة الأفلام الإباحية. وبصرف النظر عن إدمانها الواسع وترفيهها الذي بلا طعم، أصبحت المساحات المقدسة “للتعليم العالي” التي كانت في يوم من الأيام بمثابة خط أنابيب يحركه التجارة، أصبحت طريقاً مستهلكاً إلى وظائف لا معنى لها وغير مرضية.

 

هل يمكن لأي شخص أن يشك بشكل معقول في هذا الاستنتاج؟

 

بالنسبة لمعظم شبابنا، أصبح التعلم سلعة غير مريحة ولكنها إلزامية، ولا شيء غير ذلك. في الوقت نفسه، وكما يفهم الجميع بسهولة، توجد السلع لغرض واحد فقط. فالطلاب موجودون هنا لأنهم الدفعة التالية من خريجي الجامعات “مصانع الإنتاج الضخم” ليتم شراؤهم وبيعهم.

 

أكثر من أي وقت مضى، تحدث زرادشت عن الأمريكيين.

 

على الرغم من مواجهة التهديدات الحقيقية الملحوظة للحرب والمرض والإفقار والإرهاب، لا يزال الملايين من الأميركيين يفضلون التسلية عن طريق اللجوء إلى أشكال مختلفة من الإثارة المَرَضية، والأطعمة غير الصالحة للأكل أو المؤذية بشكل ملموس، والتكرارات المذهلة بشكل صارخ لخطاب سياسي متزايد الحماقة. لا يمر يوم حتى لا نلاحظ بعض العلامات المسبقة على حدوث كارثة وشيكة. ومع ذلك، لا تزال بلدنا “الترامبي” المخدرة تفرض على الشعب المنهك والمترنح تخفيضًا فاضحا ووقحًا في قيمة التفكير الجاد، وتدعم الوتيرة المتسارعة باستمرار من العمل غير المريح.

 

لا عجب في أن علامات “لا توجد أماكن شاغرة” تتدلى الآن بأمان خارج مستشفياتنا للأمراض النفسية ومراكز رعاية الأطفال، وقبل كل شيء في سجوننا.

 

بعد فترة وجيزة، حتى لو تمكنا بطريقة ما من تجنب الحرب النووية والإرهاب النووي، فإن تمايل السفينة الأمريكية سوف يصبح عنيفًا إلى حد كبير حتى عندما يتم إضاءة أفضل المصابيح. حينها، لن يكون من الممكن نسيان أشباح سفن الدولة العظيمة التي كانت محملة بالفضة والذهب. ثم، وربما، سوف نفهم أخيرًا أن الظروف التي أَرسَلت ذات مرة مؤلفات هوميروس، وميمونيدس، وجوته، وميلتون، وشكسبير، وفرويد وكافكا للانضمام إلى الأعمال التفكيكية للشعراء المنسيين لفترة طويلة لم تكن فريدة من نوعها ولا عابرة.

 

في مقال نشر عام 1897 بعنوان “على أن تكون إنسانيًا”، استفسر وودرو ويلسون بشكل معقول عن صحة أمريكا. وتساءل “هل متاح لنا أن نختار أن نكون صادقون؟” أجاب هذا الرئيس بـ “نعم”، لكن فقط إذا رفض الأمريكيون الانحدار للانضمام إلى “القطعان” الضارة في المجتمع الجماهيري. خلاف ذلك، كما فهم ويلسون بالفعل، سيترك مجتمع بأكمله بلا دم، فقط هيكل عظمي ميت، ومع هذا الزلزال الصدعى للآلات المكسورة، الأكثر بشاعة حتى من التحلل الحتمي لكل فرد.

 

في جميع المجتمعات، كما أدرك جيفرسون وإيمرسون وغيرهم من الأشخاص المتنورين، فإن الاهتمام الدقيق بكل روح إنسانية فردية هو الأكثر أهمية. بمعنى أنه يمكن أن تكون هناك روح أمريكية “أفضل”، وسياسة أمريكية محسنة في المقابل، ولكن ليس حتى نعترف أولاً بالتزام مسبق مقنع. هذه مسؤولية وطنية بعيدة المدى للتغلب على الحواجز المذهلة لثقافة الجماهير “الترمبية” واحتضان الضرورات التحررية “للتفكير العالي”.

 

البديل الوحيد هو الاستمرار في سحق أي فكرة فاضلة. لكن هذا الخيار من شأنه أن يصنع فقط سلامًا منعزلا مع هيمنة أمريكا التي لا تزال تسيطر بسبب “عقل” مواطنيها. في المدى القصير، سيمثل هذا خيارًا قاتلًا ولا يغتفر.

 

[1] شرح سيجموند فرويد نبوءته التراجع الأمريكي بالفعل من خلال إشارات صريحة متنوعة إلى “الروح”. في هذا الصدد، كان لا يتسامح مع أي حضارة يمكن أن تظل غير متأثرة بالاعتبارات الحقيقية للوعي الإنساني؛ ومن خلال تقدير يمكن التحقق منها من الفكر والأدب والتاريخ. وبصورة أكثر تحديداً، اعتقد فرويد أن الالتزام الأمريكي الواضح بالتفاؤل الضحل والمكاسب المادية التي لا نهاية لها لن يؤدي إلا إلى حدوث بؤس نفسي كبير.

عن تامر نادي

شاهد أيضاً

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وادواته

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وأدواته

نحو احتراف الإصلاح المجتمعي استراتيجية المصلح وأدواته تامر نادي الاحتراف هو التزام الشخص بنظام محدد …