الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام
الأسطورة والإيتوس الصراعي
عبد القادر عبد العالي
جامعة سعيدة ـ الطاهر مولاي ـ
ملخص:
تلعب وسائل الإعلام الجماهيرية دورا معتبرا في الترويج للمعتقدات المتعلقة بوضع مجموعة قومية أو إثنية تجاه أخرى، وذلك من خلال نسج مجموعة من الأساطير الإعلامية حول منشأ الصراع والأدوار البطولية للمجموعة القومية أو الاثنية وصياغة روايات تاريخية حول مراحل الصراع تكتسب طابعا أسطوريا، وعلى هذا الأساس تتأسس لدى المجموعة القومية خصوصا في حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مجموعة من الأساطير الصراعية وإيتوس (خليقة صراعية) تحدد مجموعة من المعتقدات المركزية وثوابت في التعامل مع المجموعة القومية أو الإثنية أو الدينية التي ينظر إليها كعدو دائم وأبدي، وهذا ما يجعل حل الصراع أو تناوله إعلاميا بطريقة موضوعية متوازنة صعبة المنال لأن مجال الصراع يمتد حتى إلى المصطلحات الإعلامية.
الكلمات المفتاحية:الإيتوس الصراعي، وسائل الإعلام، المجموعات القومية، إسرائيل، فلسطين.
مقدمة:
تحفل الكتابات والدراسات الإعلامية بالكثير من الدراسات حول التأثير المعتبر لوسائل الإعلام على الفرد والمجتمع والمجموعات الاجتماعية وعلى الرأي العام، و تتعدد المقتربات والنظريات التي تحاول التطرق إلى التأثير والإقناع والتعبئة والنطاق الذي تصل إليه، بل ترى بعض الدراسات أن الرأي العام تصنعه وسائل الإعلام اليومية، وأن المواقف والمعتقدات والأفكار تصنعها نخب إعلامية سياسية لتطرحها وسائل الإعلام[1]، ويزداد تأثير وسائل الإعلام في شحن العواطف والمواقف وإثارة المشاعر، ليصل بذلك إلى مستوى من الحرب النفسية وغسيل الدماغ والتحريض، حين يكون الرأي العام هي جماهير تنتمي إلى مجموعات متصارعة مثلما هو الحال في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تساهم وسائل الإعلام بدورها في إدارة الصراع وتغذيته والتعبئة ضد الطرف الآخر، وفي صناعة ثوابت لا يمكن التنازل حولها، وأسطرة (من الأسطورة) العدو و نزع الصفة الإنسانية عنه، والتعامل مع القضية الصراعية بأسطرتها و اختزالها إلى ثنائيات تتقلص أمامها الخيارات.
ومن هذا المنطلق فهذه الورقة البحثية تدرس التصورات التي تطرحها وسائل الإعلام الإسرائيلية ووسائل الإعلام الفلسطينية للقضية التي يدور حولها الصراع، والأساطير الأساسية التي تتضمنها الخطابات الإعلامية لكل طرف، وما هي المعتقدات المحورية حول تصور “الأنا” و” الآخر” كمحصلة لذلك؟
النظرة إلى إعلام الطرف المعادي أنه إعلام دعائي:
إن مصطلح الدعاية أول ما استعمل كان عند تأسيس مجموعة تبشيرية كاثوليكية في أمريكا اللاتينية التي اختصر اسمها في كلمة بروباغاندا[2]، وتطور مدلولها عند الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية إلى أنها أداة إعلامية تساهم في الجهد الحربي، وبأنها مجموعة من الإجراءات والتخطيط الذي يهدف إلى الرقابة والتحكم في المعلومات والرسائل الإعلامية للترويج لسمعة وعدالة القضية التي تعكسها سياسة النظام. فهي نمط من الاتصال يهدف إلى ترسيخ قناعات وأفكار معينة في الجمهور المتلقي[3]. وفي إطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الرؤية السائدة بين الطرفين حول إعلام الطرف المقابل، أنه ينتمي إلى منظومة إعلامية دعائية تفتقر إلى المصداقية ولا تقول الحقيقة، وأنه إعلام يقدم معلومات مغرضة وغير بريئة. وهي رؤية مركزية عند الإعلاميين والباحثين العرب والمواطن العادي على حد سواء تجاه الإعلام الإسرائيلي، والأمر لا يختلف بالنسبة لرؤية الطرف الإسرائيلي تجاه المنظومة الإعلامية العربية، وسبب ذلك أن الأمر يتعلق بإعلام العدو.
فعبد الوهاب المسيري يرى بان الخطاب الذي يمرره الإعلام الإسرائيلي هو خطاب مراوغ تتعدد فيه الخطابات إلى حد التضارب والتناقض، بتعدد المجموعات التي يتوجه إليها الخطاب، والمحصلة هو إعطاء صورة غير متناسقة لإسرائيل دولة ومجتمعا، فهو خطاب متلون[4]. يتوجه إلى العالم الغربي الأمريكي والأوروبي ليصور إسرائيل حديقة وسط صحراء قاحلة: فهي دولة ديمقراطية ليبرالية علمانية تواجه خطر الإبادة و”الهولوكوست” من قبل العالم العربي بدوله الدكتاتورية والمليء بالحقد والتعصب ضد القيم الغربية الديمقراطية، ويتوجه الخطاب إلى الآسيويين ليصور إسرائيل دولة آسيوية ونموذج ناجح في التنمية، ويتوجه إلى الأفارقة بصورة دولة تعاني مثلهم من الحروب وأنها دولة فتية حققت استقلالها وتبحث عن التنمية والتعاون مع دول الجنوب[5].
ويرى إدوارد سعيد في الدعاية الصهيونية بأنها ” أرهب جهاز دعاية في العالم يقوم بمسخ صورة شعب بأكمله”[6]، وذلك بانتهاج الإعلام الإسرائيلي لأسلوب الإغراق الإعلامي والتكرار في الرسالة الإعلامية (أسلوب طلقات المدفع)[7]، واستعمال أسلوب التباين والثنائية الاختزالية بتقديم إسرائيل المتقدمة الرائدة في الشرق الأوسط مقابل تقديم معلومات دراسات وتقارير وإحصاءات عن التخلف في العالم العربي ونسبة الأمية، وحالة التعصب الديني والأعمال الإرهابية وقمع السلطات وسوء معاملة الأقليات[8] .
أما النظرة الإسرائيلية لوسائل الإعلام العربية حسب مراكز البحث الإسرائيلية (معهد ميمري على سبيل المثال) فتراه بدورها إعلاما دعائيا يروج للاسامية (معاداة اليهود) والتحريض ضد اليهود وضد دولة إسرائيل وشعب إسرائيل، وهو إعلام غير مستقل يستهدف غسل أدمغة مواطنين لا حول لهم ولا قوة، وهو مسؤول عن أوضاع العداء والتحريض ضد إسرائيل[9]. بل إن الصراع الإعلامي بين العرب والإسرائيليين وصل إلى مرحلة الحرب النفسية، خصوصا في ظروف الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وهناك من يرى أن هذه الحرب النفسية أحادية الاتجاه، يفرضها الطرف الإسرائيلي الأقوى إعلاميا ضد الطرف الفلسطيني الأكثر ضعفا. وباستثناء إعلام المقاومة اللبنانية التي قادها حزب الله و إدارته لحرب نفسية ضد إسرائيل وتواجدها في جنوب لبنان كان ممن ثمارها تحرير الجنوب اللبناني.
فالحرب النفسية باعتبارها السيطرة على المعلومة الموجهة للجماهير بهدف خلق الارتباك والإخلال بالوضع النفسي وبث اليأس داخل صفوف العدو وجماهيره، فبهذا المفهوم فالمنظومة الإعلامية الإسرائيلية بجملتها تمارس حربا نفسية ضد الفلسطينيين، وهنا يختلف تقييم هذه الحرب النفسية والقوة الإعلامية ومن يمتلك ميزات القوة والوضوح في الرسالة الإعلامية. فكل طرف يتهم الآخر بممارسة الدعاية والحرب النفسية والتحريض ضده وضد مجتمعه، أو أنه ضحية لدعاية سوداء كما يرى الفلسطينيون[10]. وأصبح ينظر إلى الصراع ليس على أنه مجرد أعمال عنف متبادلة وتوازن في الردع بل كذلك توازن في الصور الإعلامية، وتصوير الذات الجماعية بأنها مستهدفة وأن الطرف المعني هو الضحية.
فقد صورت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأحداث التي اندلعت بسببها الانتفاضة بأنها مجرد اضطرا بات قام بها شباب عرب في ساحة المسجد الأقصى قاموا برمي الحجارة على المصلين اليهود فتصدت لهم قوات الأمن الإسرائيلية، وتعاملت مع زيارة شارون التي اندلعت المظاهرات بسببها بنوع من التجاهل أو بنوع من التبرير وبأنها مسألة طبيعية لا تحمل أي طابع استفزازي وأن أي يهودي له الحق في زيارة الأماكن المقدسة الموجودة على جبل الهيكل[11].
و للتغلب على الحرج الذي وقعت فيه إسرائيل بانكشاف الصورة الموضوعية لممارستها العنف والتقتيل ضد المدنيين الفلسطينيين، ولو كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية، ومن خلال عدد الضحايا لاسيما المدنيين والأطفال والنساء الفلسطينيين وكذا من خلال الصور الحية التي تنقل الوقائع باستمرار، فقد انتهجت إسرائيل خططا إعلامية مستفيدة من الأخطاء أثناء الانتفاضة الأولى، وذلك بزيادة التنسيق بين الجهاز الإعلامي العسكري والجهاز الإعلامي المدني، لمعالجة الأخبار والمبادرة بصنعها وجمعها، وبث المعلومات التي تريد إسرائيل رسم نفسها أمام العالم، وذلك بتخصيص متحدث إعلامي رسمي للجيش الإسرائيلي (شاب وسيم ) يتقن التحدث برزانة ولباقة لإعطاء صورة جيدة لجيش الدفاع الإسرائيلي (تساهالצ”חל)، و أنه يقوم بمهام دفاعية ضد المخربين والإرهابيين ويقوم بحماية المستوطنين، ويقوم بعمليات أمنية مبررة أخلاقيا وقانونيا، وكذلك المبادرة بخلق الأحداث واستغلال هذه المبادرات والمناسبات للتأكيد على صورة إسرائيل الضحية المعتدى عليها[12]. وقد تمكنت إسرائيل والإعلام الإسرائيلي من استغلال مثل هذه المناسبات واستغلالها إعلاميا ولأطول مدة ممكنة، فاستغلت حادثة ضبط السفينة المحملة بالأسلحة واغتيال وزير الحكومة السابق رحبعام زئيفي وأولى العمليات الاستشهادية لتمارس ضغوطا على السلطة الفلسطينية، واعتبار ذلك ذريعة لتدمير البنية التحتية للسلطة الفلسطينية والاقتحام المتكرر للمدن والمخيمات الفلسطينية والتصفية الجسدية لكثير من القيادات الفلسطينية وبناء السور العازل وتبرير كل ذلك إعلاميا بأنها إجراءات أمنية[13].
كما استفادت من درس الانتفاضة الأولى لتعيين مرافقين إعلاميين في وحدات الجيش أثناء العمليات الأمنية وتغطيتها ميدانيا وتزويد وسائل الإعلام العالمية والإعلاميين بالصور والمعلومات، خصوصا مشاهد الاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين لتصويرهم بأنهم وراء مأساة المدنيين العزل وليس الجيش الإسرائيلي، وفق إستراتيجية أن تعرض نفسك بأنك ضحية وفي نفس الوقت لك إمكانية للردع والانتقام للضحايا من المجرمين[14].
و لمواجهة العمليات الاستشهادية فقد مارست وسائل الإعلام الإسرائيلية ضغوطا نفسية على السلطة الفلسطينية، وعرضت الضحايا الإسرائيليين على الوسائل الإعلامية العالمية، خصوصا إذا كانوا من الأطفال اليهود، وتم نعت الاستشهاديين بأنهم إنتحاريون مجانين ومضطربين نفسيا وقعوا تحت التخدير والتغرير، وأن هذه العمليات غير مجدية لأن حصيلتها ضحايا محدودي العدد حيث يجري في أحيان كثيرة التكتم على الحصيلة الثقيلة للإصابات، وتم استغلال ذلك أيضا في شن هجوم إعلامي ودبلوماسي على القيادة الفلسطينية (في عهد الراحل ياسر عرفات) بأنها وراء هذه العمليات، وأنها تشجع على الإرهاب، وبالتالي من المشروع عزلها دبلوماسيا وسياسيا[15].
وبعد أحداث 11 سبتمبر تقدمت الحرب الدعائية والإعلامية خطوات إلى الأمام من خلال محاولة مطابقتها بين الفلسطينيين والطالبان، فقد حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية جاهدة البحث عن أي نوع من الارتباط بين الفصائل الفلسطينية وتنظيم القاعدة، وتم تدعيم التبرير المقدم لأعمال القتل والقصف العشوائي بأنه قصف استهدف مخازن أسلحة ومصانع صنع الصواريخ وملاجئ يختبيء فيه الإرهابيون أو أن الهجمات هي لإحباط عمليات إرهابية[16].
والعنصر الآخر في الحرب النفسية من خلال وسائل الإعلام هو محاولة الضغط على الأطراف الفلسطينية ومحاولة تصويرهم أنهم في صراع داخلي : صراع بين فتح و حماس، بين الجناح العسكري لفتح وجناحها السياسي بين جناح الإصلاح داخل السلطة الفلسطينية ورجال السلطة الفاسدين، كل ذلك هو محاولة لزحزحة مركز القضية الفلسطينية واختزال القضية في أنها مشكلة مع سلطة فلسطينية فاسدة وزعيم فلسطيني (ياسر عرفات) أو قيادات فلسطينية ( حماس في غزة) تشجع على الإرهاب وتمارسه، لذا فالسلطات الإسرائيلية لا تجد من تحاوره من الفلسطينيين، فالرئيس الفلسطيني الراحل صور على أنه هو وراء أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف إسرائيل وسكانها، وعلى أنه يقف وراء فشل محادثات كامب ديفيد الثانية التي زعمت فيها وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إيهود باراك قدم فيها عروضا سخية لحل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لكن ياسر عرفات رفض هذه العروض السخية[17] .
الأساطير التي يمررها الإعلام الإسرائيلي:
إن الصراع الإعلامي بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني من خلال المضامين الإعلامية تميل إلى تمرير مجموعة من الأساطير على أساس أنها حقائق أساسية تبرر الشروط السائدة والوضع القائم، وتعطي شرعية لأهداف وقضايا المجموعة التي يعبر عنها هذا الإعلام، هذه الأساطير تعمل على تعبئة الداخل ضد العدو ضمن تصور يغالي ويبتعد عن الحقائق الموضوعية ويشوهها أو يتجاهل بعض عناصرها ليتسق ذلك مع الصورة الذاتية للمجموعة القومية، فإذا أردنا أن نتفحص أهم العناصر الأسطورية لدى كلا الطرفين والتي يظهرها المحتوى الإعلامي نجد أن أهم الأساطير التي يكرسها الإعلام الإسرائيلي (الصحف و المجلات والراديو والتلفزيون الناطق باسم الأغلبية اليهودية) ما يلي:
1. أسطورة ” القلعة المحاصرة” والعالم الذي يقف ضد شعب إسرائيل: هذه الأسطورة بمختلف تنوعاتها تغرس في نفسية الأفراد الإسرائيليين اليهود وفي الذاكرة الجماعية اليهودية بأنهم في خطر دائم وقائم، سببه عداء الأغيار(غير اليهود) لشعب إسرائيل بالمصطلح التلمودي. وهي في الواقع تعكس خبرة متراكمة لذاكر جماعية للجماعات اليهودية خصوصا يهود أوروبا الشرقية الذين كانت لهم خبرة طويلة مع المذابح والاضطهادات المتكررة، ويعاد تعزيز هذه الأسطورة بمجموعة من الأساطير التاريخية مثل أسطورة “الماسادا” أو القلعة اليهودية التي حاصرها الرومان عام 70 م، بعد سقوط أورشليم حيث رفض المقاتلون اليهود الاستسلام حسب الأسطورة و قاموا بانتحار جماعي، وفضلوا الانتحار على الوقوع أسرى بين أيدي الرومان[18]. وهذه الأسطورة التي تطرح واقعة “الماسادا” بهذا الشكل، لها وظيفة تعزيز الانتماء القومي وإحياء البطولة اليهودية التي ترفض الاستسلام للأغيار[19]. وتتجلى كذلك أسطورة الخطر الدائم من خلال أسطرة وقائع “الهولوكوست” أو المحرقة النازية باعتبارها حدث تاريخي جرى التهويل والمبالغة في أحداثها الفعلية، رغم أن بعض المؤرخين الإسرائيليين ” المؤرخين الجدد” عمل على دحض هذه الأساطير التاريخية [20].
2. أسطورة اللاسامية: باعتبارها ظاهرة ملازمة للشتات اليهودي وأن اليهودي يظل مكروها خارج وطنه، لذا لابد للشعب اليهودي من وطن أو ملجأ يحتمي به ويجعله يعيش مثل باقي الشعوب الأخرى، وهي أسطورة صهيونية تختزل الواقع التاريخي لتواجد المجموعات اليهودية وتشوه الحقائق وتختصر الموقف من اليهود في ثنائية إما مع أو ضد وتغفل الموقف الثالث : عدم الاكتراث باليهود[21]، و تغفل الأسباب الموضوعية التاريخية لكراهية اليهود المرتبط بظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية لليهود وتمثيلهم لجماعات وظيفية تمتهن التجارة وبعض الحرف الخاصة وتتحالف مع السلطات العليا في أي بلد تحل به. لذا فإن الكثير من المجموعات اليهودية ظلت معرضة للاضطهاد كلما تبدل واقع السلطة وكانت ضحية للانتفاضات الشعبية مثلما وقع في روسيا وأوكرانيا وبولونيا خلال القرن الثامن والتاسع عشر[22].
3. أساطير الأرض: المجموعة الموالية من الأساطير تتعلق بأسطورة ارض الميعاد وفلسطين كأرض قاحلة شبه خالية من السكان ومن أي شعب، وهي أسطورة توراتية جرى تطويرها صهيونيا مع نشوء الحركة الصهيونية والأدب الصهيوني الرومانسي[23]، لتصبح الحركة الصهيونية حركة قومية علمانية ولكن على أسس إثنية ـ دينية تستلهم الأساطير الدينية اليهودية وتعلمنها (جعلها علمانية)، فمثلا تم النظر إلى التوراة ليس ككتاب سماوي وإنما كوثيقة تاريخية، والتقاليد الدينية تم النظر إليها كفولكلور قومي حافظ على الشعب اليهودي من الذوبان.
4. أسطورة المنفى: والأسطورة الأخرى هي أسطورة النفي القسري التي تعرض له اليهود من أرض فلسطين ( بالعبرية : جالوت)، وتفيد الأسطورة بأن الشعب اليهودي تعرض للنفي القسري عن بلاده عبر فترتين من التاريخ: الأولى في عهد الدولة البابلية الآشورية بقيادة نبوخذنصر حيث نفي الإسرائيليون على بابل، والنفي الأخير تم في عهد الرومان وتم فيه تهديم الهيكل عام 70م. والحقيقة التاريخية تشير إلى انتشار كبير للجماعات اليهودية عبر كبرى مدن البحر الأبيض المتوسط قبل هذا التاريخ بكثير ( الأسكندرية، أثينا، روما، …)، عبر هجرات وتنقلات أملتها المصالح التجارية لليهود في ذلك العصر[24]، وتفيد هذه الأسطورة إعلاميا في التحريض على الهجرة وإثبات شرعية الهجرة اليهودية إلى فلسطين و إقامة المستوطنات بها على حساب السكان الأصليين.
الأساطير الإعلامية الفلسطينية:
أما الأساطير التي يمررها الإعلام الفلسطيني و باعتباره نموذجا للإعلام العربي الذي يكرس لخطاب ما بعد النكبة وما بعد النكسة فنجد أن الإعلام الفلسطيني طور مجموعة من الأساطير في مجملها هي رد على الخطاب الصهيوني وتصد له، ومن ذلك الإنكار الإسرائيلي لهوية وتاريخ فلسطيني متواصل، ورد الفعل هو إنتاج خطاب قومي يستعيد الفولكلور والتقاليد المحلية الفلسطينية وعرض لتاريخ المنطقة قبل العصر التوراتي وأثناءه وفي الفترة الإسلامية، لينتج الإعلام الفلسطيني تاريخا أسطوريا لقومية فلسطينية متواصلة عبر التاريخ، وأن الفلسطيني المعاصر هو سليل شعب العماليق والكنعانيين..الخ. و نركز على الأساطير التالية:
1. أسطورة البروتوكولات الصهيونية: وهي أسطورة تلقفها الإعلام العربي منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي من مصادر إعلامية وكتابات أجنبية تأثرت بأجواء معاداة السامية في أوروبا الوسطي والشرقية وروسيا. ومفاد الأسطورة النظر إلى الحركة الصهيونية كحركة سرية عالمية لها تحالف وطيد مع الحركة الماسونية، وأن لها مخططات عالمية للسيطرة على العالم، وهذا التصور ألتآمري يبالغ في إعطاء صورة للعدو ولتخطيطاته الشاملة، وهي تغفل الواقع التاريخي لنشأة الصهيونية في الوسط المسيحي من خلال حركات البروتستانت قبل أن تبرز الصهيونية في الوسط اليهودي في روسيا وأوروبا الشرقية متمثلة في تنظيمات أحباء صهيون [25].
2. أسطورة الوحدة والانسجام اليهودي الداخلي والوحدة بين القومية اليهودية والدين اليهودي: وهي أسطورة نجدها كذلك في بعض أوساط الصهيونية الدينية، وهي تفيد في تحفيز الفلسطينيين إلى النظر إلى الصراع على أنه صراع عقائدي وديني بالأساس. وأن اليهود قدموا إلى الأرض الفلسطينية من منطلق ديني، ومن الناحية الواقعية فهذا التصور هو جزء من الحقيقة فبالنظر إلى تاريخ الهجرات اليهودية فإنها اختلفت في منطلقاتها وأن الهجرات المنظمة الأولى قامت بها الحركة الصهيونية التي كانت تقودها قيادات علمانية تروج للقومية اليهودية وليس للدين اليهودي الذي اعتبرته شيئا رجعيا، والهجرات التي جرت بعد تأسيس الدولة كانت في معظمها هجرات اضطرارية رغم تدين أعضائها خصوصا بالنسبة لليهود الشرقيين من العراق والمغرب. واليهود من الناحية التاريخية والاجتماعية لا يشكلون قومية متحدة فهم طوائف مختلفة ومجموعات إثنية متمايزة لغويا وحضاريا وثقافيا بقيت هذه الفوارق قائمة حتى بعد الهجرة، فالمجتمع الإسرائيلي منقسم إلى أشكناز وسيفاراد ومنقسم وفق تقسيمات متعددة داخل السيفاراد والأشكناز وخارج هذين التقسيمين، والمجتمع اليهودي في إسرائيل علماني لا يكترث بالتعاليم الدينية للدين اليهودي، وهذه الأسطورة هي مزيج من القراءة السطحية لنصوص القرآن والعهد القديم[26].
الإيتوس الصراعي:
هذه المنظومة من الأساطير تساهم في إنشاء وعي بالذات وبالتضامن بين أعضاء المجموعة تجاه الخطر والعدو الذي يكتسب أبعادا أسطورية، لتخلق ما يسمى بالايتوس وهو مجموعة من المعتقدات داخل الجماعة تشمل مجموعة من الثوابت الأخلاقية والقيمية تحدد توجهات الجماعة تجاه الأجنبي وضمن الحياة اليومية. وهذا يجعل الصراع في حالة تشكل ايتوس حوله يقترب إلى الحل الصفري ويظل ينتقل من جيل إلى جيل آخر وتصبح التعبئة على أساسه سهلة من الناحية الإعلامية. وتعزز النظرة العدائية المتبادلة ونزع السمة الإنسانية للطرف الآخر[27]، وهنا يمكن أن نتكلم عن إيتوس صراعي.
عناصر الإيتوس الصراعي:
تتشكل المعتقدات الٍأساسية في الإيتوس الصرعي من العناصر التالية حسب دراسة يارتال:
1. الصورة السلبية للعدو
2. الصورة الإيجابية للذات الجماعية و شرعية اهدافها
3. تصوير الذات أنها في موقع الضحية
4. الصورة الإيجابية للجماعة و تقرير المصير
5. التصورات الذاتية للأمن
6. التصورات الخاصة حول الوطن و القومية
7. مسألة الوحدة القومية
8. قضية السلام و التسوية النهائية[28]
و تم التركيز في دراسة بار تال على ثلاث عناصر للأيتوس الصراعي لكلا الطرفين وهي : عدالة الهدف الذاتي مقابل عدم عدالة أهداف الخصم، شرعية الأهداف الذاتية مقابل عدم شرعية أهداف الخصم، اعتبار الجماعة ضحية. فإذا تم تفحص الإيتوس الصراعي الخاص بالإسرائيليين يمكن وصفه بالإجمال أنه إيتوس لمجموعة خائفة تملك سلاحا مما يجعلها تشكل خطرا على جيرانها وعلى ذاتها
إيتوس عدالة القضية:
التبريرات الأساسية لقضية الصراع لدى الإسرائيليين إعلاميا ومحاولة الإقناع المتجهة نحو إثبات أحقيتهم بالأرض (ايريتس يسرائيل) تدور حول: تبريرات تاريخية باعتبار أنها أرض إسرائيل التاريخية يحق لأي يهودي العيش فيها ، وان التواجد اليهودي فيها كان مستمرا عبر التاريخ في مقابل الترويج لعدم عدالة القضية الفلسطينية إما من خلال إنكار وجود شعب فلسطيني بالكلية كما اشتهر عند خطابات غولدا مائير، أو أن مساحة الدول العربية هي بالحجم الكبير لإسكان الفلسطينيين النازحين، وأن فلسطين لم تكن بها حضارة متمدنة وحواضر مهمة بعد سقوط الهيكل، بل كانت أرضا جرداء وقاحلة، وأن العرب كانوا بدوا رحلا أو فلاحين في أرياف متقطعة، فجاء الصهاينة الطليعيون فحولوا المستنقعات والأراضي الجرداء إلى مساحات خضراء[29]. وتبين إحصاءات سبر الآراء التي أجراها مركز تامي ستينمتز مقدار قوة هذا الإيتوس المتعلق باعتقاد الإسرائيليين بعدالة قضيتهم وضرورة احتفاظهم بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل وأهمية أن تكون الدولة يهودية فهناك 81% من الإجابات في سبر الآراء يعتقدون بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، و 8% وافقوا على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، و 72% يعارضون الانسحاب الكامل من الضفة الغريبة[30].
أما إيتوس عدالة القضية عند الفلسطينيين فيتضمن معتقدات الوجود الأصلي على الأرض باعتبار الفلسطينيين هم السكان الأصليون، وبالتالي ضرورة إقامة دولة فلسطينية وعودة اللاجئين بإثباتات تاريخية واجتماعية تشمل التأكيد على قدم التواجد العربي الفلسطيني ومظاهر الفولكلور الفلسطيني[31]، وإثبات ديمغرافي بأن أغلبية السكان قبل 1948 كانوا عربا فلسطينيين، والحق في تقرير المصير مقابل النظر إلى الإسرائيليين: غزاة، مهاجرين غير شرعيين، وأن التواجد الإسرائيلي هو مجرد تواجد ظرفي وعابر مثل ما جرى مع الفرس واليونان والرومان والصليبيين وحتى الأتراك، وأن القدس مدينة عربية قديمة منذ العهد الكنعاني[32]( أنظر الجدول رقم 1).
إيتوس الشرعية:
أما إيتوس عدم عدالة وعدم شرعية أهداف الطرف المعادي، فنجد وسائل الإعلام المختلفة الإسرائيلية وحتى في الكتب المدرسية تعطي صورة دونية للفلسطيني، وقد تطورت حدة هذه الدونية من اعتبار الفلسطيني بدائيا، عبي، سريع الهيجان، مخرب، عنيف، إرهابي أو إرهابي محتمل، والمضامين الإعلامية الإسرائيلية من دافار، إلى هاآريتس ترسخ في أذهان الإسرائيليين بأن الفلسطينيين والعرب عموما هم وراء كل الحروب التي خاضتها إسرائيل، و أن العرب والفلسطينيين يريدون القضاء على دولة إسرائيل ويرمون باليهود في البحر[33]. ومع اندلاع الانتفاضة الأخيرة تعزز الاعتقاد لدى الإسرائيليين بأن الفلسطينيين يميلون إلى القتل والعنف ضد اليهود (أنظر الجدول رقم4 ).
أما تصورات الفلسطينيين إلى أهداف الإسرائيليين فهناك النظرة إلى اليهودي باعتباره ماكر ويرتكب القتل والعنف ضد الفلسطينيين ببرودة دم، وأن هدف الدولة العبرية هو القضاء على التواجد الفلسطيني على الأرض الفلسطينية بمختلف الأساليب (الطرد، الاستيطان، الإبعاد، القتل، تهديم البيوت،….)، وقد تعززت هذه النظرة مع اندلاع الانتفاضة الأخيرة[34].
إيتوس الضحية:
الإسرائيليون من خلال وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وحتى في كثير من المؤلفات التاريخية، يحاولون أن ينسبوا قسما كبيرا من تاريخ اضطهادهم إلى العصور الإسلامية و إلى المجتمعات الإسلامية حيث عوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية ومن أهل ذمة الذي تعني في الكتابات الإسرائيلية شكلا من التحقير والدونية ، أما الفلسطينيين فهم بنظر الإعلام الإسرائيلي ومن خلال التركيز على العمليات الفدائية التي يقوم بها قسم من الفلسطينيين، يعطي صورة بان المجتمع الإسرائيلي يتعرض لحرب يشنها عليه الفلسطينيون والمنظمات الفلسطينية التي تنعت بالإرهابية المتحالفة مع حزب الله عن طريق الهجمات الانتحارية ورمي الحجارة على اليهود[35].
أما الفلسطينيون فصورة الضحية أوضح منها لدى الجانب الإسرائيلي الذي يرى قسم منه أن الحرب التي تشن على الفلسطينيين غير عادلة رغم أن هذا القسم من أنصار السلام أخذ يتضاءل تحت وقع الحملات الإعلامية والتخوين وفوز اليمين الإسرائيلي واعتلائه للحكم، فالفلسطينيون يرون أن الحرب الأخيرة فرضت عليهم وأنهم ضحايا للسياسات الإسرائيلية وأعمال القتل والتشريد منذ 1948.
خاتمة:
ترى الدراسة من خلال ما سبق أن مكونات الإيتوس الصراعي وقوتها عند أفراد المجموعة من العوامل التي تحول دون حل الصراعات الطويلة الأمد، نظرا لأن الأساطير التي يشكلها كل جانب تصبح أساطير مؤسسة لإيتوس صراعي يحول دون الرؤية الموضوعية لواقع الصراع، من خلال وسائل الإعلام أو من خلال الكتابات المنهجية العلمية. وأن حدة الصراع هي سبب جوهري وراء هذا البناء الأسطوري الذي تعكسه وسائل الإعلام من خلال المعالجات الجزئية للواقع، وكل طرف يفرض على جمهوره وعلى الرأي المحلي والعالمي الصورة التي يراها ويتبناها هو للصراع ولأسبابه، مركزا على عدالة القضية التي يدافع عنها، أي وصف للواقع كما يراه، وتمرير مجموعة من الصيغ والمصطلحات والمفردات لها مدلول خاص ومتحيز، أو الميل إلى عرض القضية من خلال التبسيط والتسطيح والاختزال إلى حزمة من الثنائيات.
لذا لابد من قراءة موضوعية للمادة الإعلامية لكل طرف من خلال التمييز بين الواقع والأسطورة، بين المفهوم الذي يمرر إعلاميا ومضامينه الكامنة ( الإرهاب، السور الواقي، خريطة الطريق التي يسميها الجانب الإسرائيلي خريطة الطرق)، وضرورة إدراك ودراسة الأحداث وعرضها إعلاميا بإشباعها بمعالجة تاريخية وميدانية، وضرورة التعامل مع المصادر والنصوص الدالة والمرجعية داخل ثقافة أي مجموعة ، والإحاطة بالبعد التاريخي للظواهر الصراعية وطبيعة الوجود التاريخي لإسرائيل حاليا، وبنية العلاقات والتحالفات والمصالح التي تربطها مع الغرب خصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي لها تأثير مباشر على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وإدارته من الناحية الإعلامية.
ملاحق:
جدول1 : الحل الأمثل و النهائي لمدينة القدس
اليهود الإسرائيليين ن=502
فلسطينيين
ن=1199
القدس الشرقية و الغربية عاصمة موحدة لدولة إسراييل
81
0.8
القدس الغربية عاصمة لدولة إسرائيل و المدينة القديمة تحت سيادة مشتركة و القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين
6,7
4,4
القدس الغربية عاصمة لدولة إسرائيل و القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين
4
18,6
القدس مدينة مفتوحة و عاصمة لكلا الدولتين
3
7,6
القدس دولية
4,2
9,1
القدس موحدة وعاصمة لدولة فلسطين
1,1
32,9
عاصمة للمسلمين
–
25
إجابات اخرى
–
0,3
لا اعرف
–
1,3
المصدر:
Source: Israeli-Palestinian People to People Peace Index, carried out by The Tami
Steinmetz Center for Peace Research at Tel-Aviv University, and Jerusalem Media
and Communication Center in 1999. The data appeared in The Tami Steinmetz
Center’s web site at www.tau.ac.il/peace/Peace_Index/IPPPPI
جدول2: أين يمكن للنازحين الفلسطينيين أن يستقروا نهائيا
اليهود الإسرائيليين
الفلسطينيين
إرجاعهم إلى مساكنهم الأصلية داخل فلسطين 1948
7,8
71,3
إلى أراضي الدولة الفلسطينية
31,1
21,1
اليقاء في أماكن النزوح و توطينهم فيها في الشرق الأوسط او أي مكان في العالم
52,6
5,3
لاأعرف
8,5
2,3
المصدر:
Source: Israeli-Palestinian People to People Peace Index, carried out by The Tami
Steinmetz Center for Peace Research at Tel-Aviv University, and Jerusalem Media
and Communication Center in 1999. The data appeared in The Tami Steinmetz
Center’s web site at www.tau.ac.il/peace/Peace_Index/IPPPPI
جدول3: الحل النهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني
اليهود الإسرائيليين
الفلسطينيين
كونفيدرالية بين دولتين
7.8
3.6
دولة يهودية على كامل الضفة الغربية لنهر الأردن
63.2
1.2
دولة فلسطينية على كامل الضفة الغربية لنهر الأردن
1.5
35.5
دولة إسلامية على كافة أراضي الضفة الغربية
1.0
42.8
دولة فلسطينية كاملة السيادة
6.6
كونفيدرالية مع الأردن
1.2
مغادرة اليهود لفلسطين
10.9
1.2
إجابات أخري
5.0
1.8
ليس هناك حل للصراع
10.6
4.8
لا أعرف
1.3
جدول4: صورة الإسرائيلي و الفلسطيني
صورة الفلسطيني في عيون الإسرائيليين
1977
1999
2000
عنيف
39
37
68
عديم الشرف
42
35
51
غير ذكي
37
30
*
ضعيف
*
*
35
صورة الإسرائيلي في عيون الفلسطينيين
عنيف
77
75
94
عديم الشرف
62
67
81
غير ذكي
12
15
*
ضعيف
*
*
23
* لم تؤخذ إجابات.
المصدر:
Source: Israeli-Palestinian People to People Peace Index, carried out by The Tami
Steinmetz Center for Peace Research at Tel-Aviv University, and Jerusalem Media
and Communication Center in 1999. The data appeared in The Tami Steinmetz
Center’s web site at www.tau.ac.il/peace/Peace_Index/IPPPPI
المراجع:
1. بدير خالد، الدعاية الصهيونية و الإنتفاضة الفلسطينية، موقع باحث للدراسات, http://www.bahethcenter.org/arabic/derasat/ald3ia_alsahyouni.htm (02/02/ 2005.)
2. بن يهودا نحمان ، ” أسطورة المسادا”، مجلة الكرمل، عدد 67، ربيع 2001، ص 205-24.
3. خشيم مضطفى عبد الله ، موسوعة علم السياسة : مسطلخات مختارة، بنغازي: الدار الجماهيرية للنشر و التوزيع و الإعلان، 1995.
4. جارودي روجيه، الخرافات الموسسة للسياسة الإسرائيلية، ترجمة: م ع كيلاني، الجزائر: دار هومة، 1997.
5. شيلر هربرت، المتلاعبون بالعقول، ترجمة: عبد السلام رضوان، الإصدار الثاني، الكويت: المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، 1999.
6. شيلفر رون، ” الحرب النفسية في إسرائيل”، المركز الفلسطيني للإعلام،19 أفريل 2005.”< www.palestine-info.net\arabic\shoonalkaian\researches\haarb.htm> .
7. المسيري عبد الوهاب ، ” الخطاب الصهيوني المراوغ: فك الشيفرة”، الاتحاد الإماراتية 26/7/2003.
8. المسيري عبد الوهاب، ” الخطاب الصهيوني المراوغ”، صحيفة الشعب , 6-6-2003.
9. المسيري عبد الوهاب، موسوعةاليهود واليهودية والصهيونية، القاهرة: دار الشروق، 1999.
10. Baskin Gershon and al Qaq Zakaria (dir), Creating a Culture of Peace, Israel Palestine center for research and information, Jerusalem, 1999.
11. Deborah L. West, Myth and narrative in the Israeli- Palestinian conflict, Cambridge, Massachusetts: world peace foundation, number 42, 2003.
12. Dunsky Marda, Israeli-Palestinian conflict: Roadmap to a balanced media picture, new routes, vol 8, num: 2 , 2003, p 11-14.
13. Oren Neta, Bar-Tal Daniel, and David Ohad, “Conflict, Identity, and Ethos: The Israeli-Palestinian Case” in: The Psychology of Ethnic and Cultural Conflict,
14. Riccardo BOCCO, Matthias BRUNNER, Isabelle DANEELS, Jalal USSEINI, Frederic LAPEYRE, Jamil RABAH, Palestinian Perceptions on Politics, Government, and Media in Palestine, IUED – Graduate Institute of Development Studies, University of Geneva, Report I, November 2003.
مواقع على الأنترنيت:
المركز الفلسطيني للإعلام http://www.palestine-info.net/arabic/index.shtml
المشهد الإسرائيلي www.almash-had.org\index.html
موقع باحث للدراسات http://www.bahethcenter.org
موقع جريدة هاآريتس www.haaretz.co.il
موقع غاملا ( إسرائيلي) www.gamal.org.il
موقع ميمري معهد أبحاث وسائل الإعلام في الشرق الأوسط www.memri.org
موقغ تامي ستينمتز http://spirit.tau.ac.il/socant/peace/peaceindex/peaceindex.htmls
الهوامش:
* ورقة قدمت في الملتقى الدوليحول إشكالية حضارة المجتمع الإعلامي، لقسم علوم الإعلام و الإتصال جامعة السانيا وهران، 14 – 15 مارس 2005.
[1]هربرت شيلر ، المتلاعبون بالعقول، ترجمة: عبد السلام رضوان، الإصدار الثاني، الكويت: المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، 1999. ص 07. [2]رون شيلفر ، ” الحرب النفسية في إسرائيل”، المركز الفلسطيني للإعلام،19 أفريل 2005.”< www.palestine-info.net\arabic\shoonalkaian\researches\haarb.htm> . [3]مضطفى عبد الله خشيم ، موسوعة علم السياسة : مصطلحات مختارة، بنغازي: الدار الجماهيرية للنشر و التوزيع و الإعلان، 1995.،ص 157. [4]عبد الوهاب المسيري، ” الخطاب الصهيوني المراوغ”، صحيفة الشعب , 6-6-2003. [5]بدير خالد، الدعاية الصهيونية و الانتفاضة الفلسطينية، موقع باحث للدراسات, http://www.bahethcenter.org/arabic/derasat/ald3ia_alsahyouni.htm [6]الرجع نفسه. [7]هربرت شيلر، مرجع سابق، ص 42. [8] خالد بدير، مرجع سابق. [9] documentation project, www.memri.org\antisemitism.html. [10]خالد بدير، مرجع سابق. [11]المرجع نفسه. [12]رون شيلفر، مرجع سابق. [13]خالد بدير، مرجع سابق. [14]رون شيلفر، مرجع سابق. [15]المرجع نفسه. [16]خالد بدير، مرجع سابق. [17] المرجع نفسه. [18]نحمان بن يهودا، ” أسطورة المسادا”، مجلة الكرمل، عدد 67، ربيع 2001، ص209، 211. [19]المرجع نفسه، ص 213. [20]روجيه جارودي ، الخرافات الموسسة للسياسة الإسرائيلية، ترجمة: م ع كيلاني، الجزائر: دار هومة، 1997. ص 146. [21]عبد الوهاب المسيري، الرجع السابق. [22]المسيري عبد الوهاب، موسوعةاليهود واليهودية والصهيونية، ج3، ص 22. [23] روجيه جارودي، مرجع سابق، ص 163. [24] المسيري عبد الوهاب، موسوعةاليهود واليهودية والصهيونية، ج4، ص 242. [25]أنطر ريجينا الشريف، الصهيونية المسيحية، [26]عبد الوهاب المسيري، الموسوعة اليهود واليهودية و الصهيونية، ج 5و ج7. [27]الإيتوس: تشكيلة من المعتقدات المركزية الإجتماعية التي تعطي توجها خاصا للمجتمع، و إضفاء نمط من المعاني على الحياة الخاصة للمجموعة و عويتها(بارتال، 2000). كذلك: Deborah L. West, Myth and narrative in the Israeli- Palestinian conflict, Cambridge, Massachusetts: world peace foundation, number 42, 2003. p8.
[28]Idem. [29]Oren Neta, Bar-Tal Daniel, and David Ohad, “Conflict, Identity, and Ethos: The Israeli-Palestinian Case” in: The Psychology of Ethnic and Cultural Conflict, p 137. [30] Ibid, p138-139. [31] Ibid, 140. [32]Ibid, p140. [33]Ibid, p143. [34]Ibid, p146. [35] Ibid, p 147, 148.