arabprf.com ملتقى الباحثين السياسيين العرب _ عرب برف
مقالات مشابهة
تعود الجذور التاريخية للصراع بين المعسكر السوفيتي الشرقي والمعسكر الغربي إلى الأفكار التى نادت بها الاشتراكية حول طبيعة الحروب والتى طورها “لينين”، وعلى هذه الاساس طور السوفين ترسانتهم الحربية بسرعة كبيرة بعد الحرب العالمية بما يسمح بتفوقهم على المعسكر الغربي، وحتى بداية السبعبنيات كانت العلاقة الكمية بين المعسكرين متساوية، فى سباق تطوير الصواريخ الاستراتيجية، حيث ساد عدم الثقة بين الطرفين أثناء مفاوضات انتشار الأسلحة النووية، ومع انشاء أمريكا لبرنامج حرب النجوم أعلنت السوفيت أنها ستعمل علي زيادة عدد صواريخها النووية الهجومية لعرقلة الدفاعات الفضائية الأمريكية. فى الوقت نفسه التى لم تتعارض خطط التطوير التكنيولوجي الأوروبي مع برنامج أمريكا.
على الرغم من انحلال الاتحاد السوفيتي إلا أنه ماذال قادر على خلق نوع من التوتر لدي القوات الأطلسية، ولا يشكك الأمريكان فى القدرات الروسية العسكرية الهجومية وخاصة مع تطوير الصناعة الروسية المضادة للاقمار الصناعية بعد انهيار الاتحاد السوفيني.
من الأكيد أن الروس اليوم يقفون على قدم المساواة مع الأمريكان فى التطوير والتخطيط للمستقبل وأنم لم يتنازلوا عن مخططاتهم فى ظل الاتحاد السوفيتي السابق. لقد اتخذ السوفيت من شعار “اللحاق بالخصم ثم التفوق عليه” منهاجا للتعامل مع الغرب وأمريكا.
من الناحية الاستراتيجية يستبعد اللجوء للحرب النووية فى أوروبا لأسباب موضوعية ومحاذير لدي المعسكرين، إلا أن خطط حلف شمال الأطلنطي يفترض سيناريو هجوم روسي مدرع ساحق عبر السهل الأوروبي الشمالي. ما يفرض اسمترار حفظ الردع الأوروبي فى الميدان النووي والميدان التقليدي.
تتعدد الأساب التي تجعل فكرة استخدام الأسلحة التقليدية فى الصراع الأقرب، حيث يسهل الناجة واستخدامه وتطويرة بتكلفة أقل من مثيلاتها فى السلاح النووي، هذا جعل السوفييت يرتكزون على مقومين فى سباقهم مع الغرب الأول هو زيادة القدرة التنافسية النووية مع الغرب كوسيلة وأداة تتفاوض، وثانيا ًزيادة القدرة التقليدية والتى تمثل نقطة تفوق روسية بكفائتها. ما جعل روسيا تفرض سياسة الوفاق باعتبارها اقرار غربي بنفوذها علي شرق ووسط القارة الأوروبية. فأوعزت الولايات المتحدة الأمريكية للحلفاء الأوروبيين بزيادة قدراتهم العسكرية التقليدية وترك المظلة النووية لها.
تظل سياسة حفظ الردع الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلنطي أفضل الوسائل لمنع قيام حرب أوروبية، حيث يظل الردع التقليدي أفضل الوسائل لأدارة التنافس العالمي، حيث تثبت الولايات المتحدة للروس أنها مستعدة لاستخدام القوة العسكرية عند تعرض مصالحها الهامة فى المنطقة للخطر.
تري الاستراتيجية الأمريكية أن الطريق لمنع سيطرة السوفييت على الأقاليم الأوروبية بجعل ذلك القلب “قلب ميت” من خلال الاعتماد على الحلفاء وتنمية قدراتهم ، وتطويق الروس واقامة نظم للردع والتأثير عليه اقتصاديا.
