الرئيسية / النظم السياسية / الرأي العام والإعلام / طبيعة علاقة ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام
طبيعة علاقة ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام
طبيعة علاقة ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام

طبيعة علاقة ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام

 

مقدمة:

إن العلاقة ما بين الرأي العام والإعلام ليست قاصرة علي ناحية واحدة أو تكون من جانب واحد, بل يتبادل الأثنان التأثير والتأثر في بعضهما البعض, بما يخدم أهداف العملية الاتصالية, حتي أمكن القول أن الفصل بينهما أمر مخل بكل منهما. إلي جانب ذلك تعددت الآراء حول طبيعة هذه العلاقة وعناصرها, وكذا وظائف الرأي العام والإعلام.

وفيما يلي نعرض لهذا الموضوع من خلال العناصر التالية:

  • علاقة الرأي العام بالإعلام.
  • أركان العملية الاتصالية.
  • وظائف الإعلام في المجتمعات المعاصرة.

أولًا: علاقة الرأي العام بالإعلام:

قبل الخوض في طبيعة العلاقة بين الاثنين سيكون من المهم عرض المقصود بكل منهما ومن ثنايا التعريف ستضح العلاقة بينهما شيئًا فشيئًا, وغني عن البيان أنه تعدد التعريفات في العلوم الإجتماعية ولا يوجد تعريف جامع مانع, ولذا سنتخدم التعريفين التاليين:

  • الإعلام:

هو تزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة والحقائق والأخبار الصادقة بهدف علي تكوين الرأي السليم إزاء مشكلة من المشاكل أو مسألة عامة.

  • الرأي العام:

وقوع حدث مهم له صلة بمصالح غالبية أعضاء المجتمع أو إحدى جماعاته, ويتفاعل أفراد المجتمع مع الحدث, من حصيلة هذه الحوارات, يتكون رأى عام غالب, اصطلح تسميته “بالرأي العام”.

ومن التعريفين السابقين تتضح العلاقة بينهما –ابتداءً- فيما يلي:

أولًا- أن الإعلام يوفر للجمهور المعلومات التي علي أساسها يتشكل رأيها تجاه المواقف المختلفة.

ثانيًا- أن مادة الإعلام وفضاءه يعطي أرضية تتفاعل فيها الجماعات والأفراد لتشكيل رأيهم.

ثالثًا- تحاول وسائل الإعلام تقديم مادة يتفاعل معها الرأي العام, تلائم مصالح قواه الرئيسية.

مضافًا علي ما سبق فإنه يمكن تلخيص تأثير الإعلام علي الرأي العام بالاتي:

  • بعث الاستقرار: فالإعلام يعمل علي الحافظ علي الوضع القائم –غالبًا- تأثرًا بالاتجاهات السائدة.
  • تغيير الرأي: يستطيع الاعلام من خلال انتقاء الاخبار وطريقة عرضها التأثير في الاتجاهات وتغيرها.
  • تحديد الأولويات: من خلال التهويل, والتضحيم, والتهوين, والمبالغة. يستطيع تحيد سلم أولوياتها.
  • تحديد الخيارات المطروحة: فهي تطرح علي الجمهور ما هو مناسب لرؤيتها.
  • الترفيع والإعلاء: إبراز نخب وتحقير أخرى, إعلاء من من وقائع واحداث وتغطيات.
  • تأثير الرأي العام علي الإعلام:
  • يلعب دور في تحديد شكل ومضمون الرسالة الإعلامية, لذلك تكون الصحف والمجلات حريصة علي دراسة نفسية الرأي العام وقيمه والاتجاهات السائدة فيه وسبل التأثير عليه.
  • تحديد الوسيلة التي تناسب الرسالة المعينة التي يريد بثها الإعلام, لإحداث التأثير المطلوب.

ثانيًا: أركان العملية الاتصالية:

  • المصدر: مرسل الرسالة ومصدرها, صاحب الهدف في العملية الاتصالية.
  • الرسالة: مضمون الخطاب أو الرسالة الموجه من المرسل.
  • الوسيلة: القناة التي يتم من خلالها الاتصال.
  • المستقبل: الشخص المستهدف من الرسالة.
  • التأثير: الأثر أو وقع الرسالة المطلوب أو المتوقع في نفس المستقبل.
  • رد الفعل: التغذية العكسية, وردة فعل المستقبل تجاه الرسالة.

ويمكن تلخيصها في ((من؟ يقول ماذا؟ ولمن؟ وبأي وسيلة؟ وما هو التأثير؟))

ملاحظات حول أركان العملية الاتصالية:

  • بقدر حدوث التوافق في هذه الأركان الخمسة بقد ما يتحقق الهدف من الأتصال, وتضمن فعاليته, وتحقيق الهدف المرجو من ورائه.
  • ضرورة أن يتوفر مناخ أو ظروف تساعد في تمام عملية الأتصال.
  • هذه العملية لا تتم لمرة واحدة وإنما من خلال سلسلة متتابعة, فالمستقبل يتحول إلي مرسل, والمرسل إلي مستقبل, وهكذا تدور عجلة الاتصال.
  • أنه لا يمكن حدوث توافق 100% بين عناصر العملية الاتصالية.
  • كما أنه أيضًا لا يمكن أن ينعدم التأثير والاستجابة بدرجة 100%.

ثالثًا: وظائف الإعلام:

إن الإعلام هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وميولها, واتجاهتها هكذا قال (اوتغورث), ووفقًا لذلك يحدد العالم هارولد لاسويل ثلاثة وظائف للإعلام في المجتمعات المعاصرة:

  • الإشراف والرقابة على البيئة والمحيط الإجتماعي.
  • العمل علي ترابط أجزاء المجتمع في الاستجابة للمحيط.
  • نقل التراث الاجتماعي عبر الأجيال.

ولكن ثمة من يضيف إليهم وظائف أخري:

  • وظيفة تشاورية: التشاور في المسائل الاجتماعية والسياسية وايجاد فضاء للحوار.
  • وظيفة التقوية الاجتماعية: الكشف عن الانحرافات والمساهمة في تصحيحها.
  • الوظيفة التخديرية: هو تحرك سلبي لدور الإعلام يقوم بالتشويش علي الجمهور بمده معلومات ضخمه تحد من فعاليته وتشوه فهمه.
  • إلي جانب وظائف الشرح, والتفسير, الإخبار, وزيادة الوعي.
  • المساهمة في عمليات التغيير الاجتماعي وتشكيل الرأي العام.
  • تنفنيد الأفكار ونقدها ونقض الفاسد منها, وتعزيز الصالح.
  • الإعلان, والتسويق والترفيه.
  • رسم الصورة السياسية للنظم السياسية الفرعية أو النظام الرئيس, والتغيير من هذه الصورة, سواء من خلال تبرير تصرفاتها أو نقدها, والحشد ضدها.

 

خاتمة:

من خلال العرض السبق تتضح طبيعة العلاقة والدور الذي يقوم به الإعلام, فهو يؤثر في الرأي العام أثناء عملية تكوينه وأثناء عملية توظيفه, وفهو يفسر, ويحلل, يراقب ويؤيد, ويعترض, وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل برز نوع من الإعلام, هو الإعلام الكوني الذي جعل التواصل مباشر وفعال بين أرجاء العالم المختلفة, وساهم في التأثير علي الرأي العام الداخلي, وساهم في تشكيل ما يسمي بالرأي العام العالمي تجاه قضايا تمس العالم بأسره.

عن تامر نادي

شاهد أيضاً

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وادواته

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وأدواته

نحو احتراف الإصلاح المجتمعي استراتيجية المصلح وأدواته تامر نادي الاحتراف هو التزام الشخص بنظام محدد …