الرئيسية / النظم السياسية / السياسة المقارنة / الدولة الهشة والتحول الديمقراطي بإفريقيا
الدولة الهشة والتحول الديمقراطي بإفريقيا

الدولة الهشة والتحول الديمقراطي بإفريقيا

الدولة الهشة والتحول الديمقراطي بإفريقيا

الدكتور حمدي عبد الرحمن

عرض مقال

دعاء عبدالله محمد عبدالجليل

 

“الدولة الهشة والتحول الديمقراطي بإفريقيا”

أولاًـ التعريف بالكاتب:

 

الكاتب : هو الدكتور “حمدى عبدالرحمن” استاذ العلوم السياسية بجامعتي القاهرة وزايد وهو كاتب متخصص في الدراسات الإفريقية، ويهتم بصفة خاصة بموضوعات التنمية والديمقراطية في إفريقيا والمجتمعات العربية ، كما يهتم بالسياسة الإفريقية والمجتمع المدني في شمال إفريقيا،وكذلك الخطاب الإسلامي في إفريقيا.

 

وقد حاز الدكتور “حمدي عبد الرحمن” على جائزة الدولة المصرية في العلوم السياسية عن كتاب قضايا في النظم السياسية الإفريقية والصادر عن مركز دراسات المستقبل الإفريقي بالقاهرة عام 1998 ، و تمثل الجائزة احدى جوائز وزارة الثقافة المصرية.

 

ثانياًـ عرض المقال:

 

تدور المقال حول فكرة رئيسية وهي علاقة الدولة الهشة بعملية التحول الديمقراطي ، فيتساءل الكاتب هل الدولة الهشة هي السبب في إعاقة عملية التحول الديمقراطي، ثم يتناول أهم التحديات أمام الدولة الهشة ،ويختتم بالعلاقة بين الدولة الهشة والتحول الديمقراطي، وفي هذا السياق يعرض الكاتب المقال في ثلاث محطات رئيسية وهي الدولة الهشة وسماتها ، التحديات الرئيسية التي تواجهها ثم العلاقة الجدلية بينها وبين عملية التحول الديمقراطي.

 

1 ـ هل الدولة الهشة هي السبب:

وفي هذا الجزء يتساءل الكاتب حول كون الدولة الهشة هي السبب في إعاقة عملية التحول الديمقراطي فيشير إلى أن التحول الديمقراطي يعني تمكين المواطنين في مؤسسات فعالة وذلك غير متوفر بالدولة الهشة التي تعاني من ضعف المؤسسات التي تفتقد الموارد والعقيدة الديمقراطية ، وبالتالي من الصعب تصور قيام ديمقراطية في هذه الدولة .

 

ثم يتطرق الكاتب إلى الفرق بين مفهوم الدولة في إوروبا وإفريقيا فيرى بينما الدولة في إفريقيا تقوم على القوة والسيطرة فيسعى الحاكم للسيطرة على مقاليد الحكم وكذلك الأفراد داخل الدولة فأن الدولة الأوروبية تسعى للاهتمام بالجغرافيا لصغر مساحتها وهو مايبرر اتجاهها المستمر للتوسع ويرى الكاتب ان ذلك يعد سبب لاتجاه الدول الإفريقية للتسلطية والاستبدادية أكثر من الدول الاوروبية.

 

ومن جهة اخرى يعرض الكاتب أراء كل من “شابال و ديلوز” حول الدولة الهشة والذين أشاروا إلى أن اسباب ضعف وهشاشة الدولة يرجع على عوامل داخلية خاصة بها مثل الفساد فالمؤسسات داخل الدولة تعاني من الفساد ويزيد على ذلك الوظيفية التي تدعم هذا الفساد، إلى جانب عدم وجود ثقافة شعبية تقوم على الديمقراطية أو تسعى للتنمية بل الثقافة الإفريقية غير تنموية، ورغم اعتبار الكاتب هذه الاراء متحيزة الإ انه لم يشر إلى نقدها أو يدفع باسباب معارضته لها.

 

كما عرض الكاتب أراء “مارينا اوتاوي” والتي أشارت إلى أن أهم عوامل هشاشة الدولة هو النزاعات الإثنية والعرقية والتي لاتتوافق مع الديمقراطية فهذه النزاعات أما ان تؤدي للتدخل الأجنبي أو إلى انهيار الدولة  ولا يمكن حلها بسهولة .

 

2 ـ تحديات هشاشة الدولة:

ويشير الكاتب إلى أن الاهتمام الدولي بصفة عامة بمفهوم الدولة الهشة جاء مع التسعينات حيث تصاعد مفهوم الحكم الرشيد ، وكذلك مع اتفاق واشنطن الذي اسس له “جون وليامسون” والذي اقترح معايير ليبرالية لتنمية والإصلاح بالدول النامية وفقاً للمدرسة الليبرالية الجديدة ، واتسع الاهتمام  بالمفهوم مع احداث 11 سبتمبر 2001 حيث اعتبر الغرب الدولة النامية مهددة للتنمية في العالم المتقدم .

 

ويشير الكاتب بصفة عامة إلى أن هشاشة الدولة تقوم على اربع اركان وهم ضعف الدولة، نزاعات داخلية ، تدهور اقتصادي ،ضعف بالتنمية.

 

وهناك عدة معايير لتصنيف الدول الهشة منها:

أـ وفقاً لنظام الحكم: وهنا تقسم الدول إلى الدولة الضعيفة و الدولة العازمة على التحول ولديها الإرداة، الدولة القوية ولكنها تسلطية.

ب ـ اتجاهات الحكم: وتقسم الدول هنا إلى دول قدراتها متدهورة ، تعطل جهود التنمية ، دول في مرحلة ما بعد الصراع.

ج ـ العنف: وهنا يتم تقسيم الدول إلى دول في مرحلة خطر العنف “نيجريا”،دولة في حالة حرب” الكونغو” ، في مرحلة بعد الصراع “ليبريا”.

 

3ـ جدلية الديمقراطية وهشاشة الدولة :

في هذا الجزء يتساءل الكاتب حول العلاقة ما بين هشاشة الدولة وانعكاس ذلك على إمكانية التحول الديمقراطي فيشير بداية إلى اراء “بول كولر” بأن الديمقراطية تتطلب الأمن والمساءلة، وهذا الامر غير موجودة بالدولة الهشة التي تعاني مؤسساتها من الفساد والضعف لذا فأن التدخل الاجنبي هو السبيل لانتقال هذه الدول من العنف وعدم الاستقرار.

كما ان كل نمط من أنماط الدول الهشة يحتاج إستراتيجية خاصة للتعامل منها الدولة التي تعاني من حرب اهلية مثل الكونغو فيجب اولا انهاء الحرب ثم الوساطة لفرض السلام ، وهنا يوجد ثلاث تحديات رئيسية:

 

أـ نزع سلاح الجماعات غير الشرعية في الدولة .

ب ـ الاحزاب السياسية والعملية الانتخابية ، فعندما يلقى المتمردون بسلاحهم فانهم يتوقعون انتخابات للوصول للحكم.

ج ـ المجتمع المدني وتقاسم السلطة: تبني صيغة تسمح بالمشاركة الشعبية.

ويشير دايموند إلى ان تعزيز الديمقراطية في ما بعد الصراع واعادة بناء النظام والسلام في الدولة الهشة يتطلب:

أـ بناء قدرات الدولة من حيث الامن والنظام والجيش والشرطة.

ب ـ بناء المؤسسات السياسية بشكل توافقي بما يشجع مختلف الجماعات على احترام قواعد الديمقراطية.

ج ـ تنمية المؤسسات الاجتماعية و السياسة بالدولة.

 

وبشكل عام التحول الديمقراطي في ظل هشاشة الدولة الإفريقية يطرح معضلتين أساسيتين:

1ـ هناك من يشير إلى مقولة الأمن أولا أي يجب تحقيق الاستقرار فلا ديمقراطية بلا امن وهناك من يشير إلى أولوية التنمية وتحسين المستويات الاقتصادية.

2 ـ اشكالية التدخل الاجنبي وغياب السياق المحلي فعلى الرغم من ان بعض الباحثين راى استحالة تحقيق الديمقراطية في ظل وجود هشاشة الدولة في إفريقيا الإ إن طرح التدخل الدولي يطرح عديد من الإشكاليات حيث يجب ان يقوم على اساس فهم السياق الداخلي،واحترام الابعاد الثقافية والاجتماعية والتاريخية لها ، والحالة الصومالية مثال على ذلك حيث أدى التدخل الأجنبي بها إلى مزيد من التعقيد .

 

ثالثاًـ نقد المقال:

1 ـ على المستوى الشكلي لم يبدأ الكاتب بطرح مفهوم الدولة الهشة من البداية بل أشار اليه في منتصف المقال.

2 ـ طرح الكاتب عديد من الآراء الأجنبية لم يفندها مثل التعددية الإثنية وهشاشة الدولة والتدخل الأجنبي كحل لانهاء الصراعات.

3 ـ لم يعرض الكاتب تأثير العوامل الخارجية على هشاشة الدولة بل ركز على العوامل الداخلية كالفساد والصراع.

4 ـ لم يطرح الكاتب إستراتيجية محددة للخروج بالدولة الهشة من ضعفها واتجهها لتبني عملية للتحول الديمقراطي.

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …