الرئيسية / العلاقات الدولية / السياسة الخارجية / الأمن القومي العربي وإشكالية البرنامج النووي الإيراني
الأمن القومي العربي وإشكالية البرنامج النووي الإيراني
الأمن القومي العربي وإشكالية البرنامج النووي الإيراني

الأمن القومي العربي وإشكالية البرنامج النووي الإيراني

الأمن القومي العربي وإشكالية البرنامج النووي الايراني

 

د/ وصفي محمد عيد عقيل

أستاذ مساعد في العلاقات الدولية

كلية الآداب – قسم العلوم السياسية

جامعة اليرموك (الأردن)

الملخص:

بحثت الدراسة في اشكالية العلاقة بين الأمن القومي لدول المشرق العربي والبرنامج النووي الايراني، في ظل هواجس التخوف من تردي الوضع الأمني العربي نتيجة للتسييس الطائفي الذي تتبعه ايران تجاه المنطقة العربية، والذي تستمد قوتها فيه من مقومات بنيوية وتاريخية مدعومة بتطور برنامجها النووي، والذي لاقا اعترافا دوليا.

وقد تناولت الدراسة اشكالية التباين في مفهوم الأمن القومي وأهدافه بين الدول العربية وايران، حيث كشفت عن الاهداف الاستراتيجية للبرنامج النووي الايراني وموقف الدول العربية والاقليمية منها، وتوصلت الى أن البرنامج النووي الايراني أدى الى بروز عدة استراتيجات أمنية متنوعة فرضت نفسها كمنظومات أمنية على الدول العربية المشرقية.

كلمات مفتاحية: الأمن القومي العربي، البرنامج النووي الايراني.

Abstract :

المقدمة :

أدت حالة التغيّر وعدم الاستقرار الأمني في الشرق الاوسط منذ الاحتلال الامريكي للعراق2003، الى اتساع نطاق الجدل حول موضوع الترتيبات الأمنية للنظام الاقليمي العربي، اذ أفرز ذلك الاحتلال متغيرات جديدة في تحديد السلوك السياسي للدول العربية تجاه جيرانها، لاسيما ايران، والتي بدت أكثر تدخلا في الشأن العربي، حتى بدا مجمل العلاقات العربية-الايرانية، يحمل في طياته المنظور الواقعي لتعظيم القوة، وفق قاعدة أن مكسب طرف يعني خسارة للطرف الاخر، وهو منظور ارتبط الى حد كبير بمفهوم الأمن الاقليمي للمنطقة.

وقد ساهم في تطور هذا الاتجاه السلبي تجاه ايران، التدخلات الايرانية في الازمات العربية، في سوريا واليمن والبحرين والقضية الفلسطينية، مما أدى الى تصاعد اشكالية التوفيق بين القيم المحافظة لتلك الدول مع القيم الثورية للجمهورية الايرانية، حتى بدت العلاقة بين الاطراف كاحد أهم اشكاليات الأمن القومي العربي، وقد زاد الامر تعقيدا السعي الايراني المستمر لامتلاك التكنولوجيا النووية، وتخوف الدول العربية من طموحاتها الجيواستراتيجية.

وفي ضوء ذلك، حدث تطور متسارع في العلاقات الايرانية العربية، باتجاه تأجيج مشاعر المواجهة في المناطق التي تسود فيها الفوضى، وبدا ان هناك  امكانية لحدوث صدام اقليمي واسع، لاسيما في ظل وجود تنافر حاد بين ايران والسعودية ودول الخليج ومصر من جهة، وايران واسرائيل وتركيا من جهة اخرى، ناهيك عن ان سلوك الدول الاقليمية الاخرى بات مرتبطا بخارطة تدخلات القوى العظمى في المنطقة، والتي انخرطت هي الاخرى بالتأثير على سلوك الاطراف الفاعلة بشكل مباشر.

أما أهمية الدراسة فتتضح من دراسة جوانب التغير في الاطار المفاهيمي والاجرائي للأمن القومي لدول المشرق العربي نتيجة للبرنامج النووي الايراني، ومن خلال معالجتها لتصورات الأمن القومي في ضوء سيادة المنظور الواقعي للامن في الدول الاقليمية، مما سيكشف عن اتجاه  مسار الأمن الجماعي للأقليم عموما، والذي يبدو أن بعض دوله غير قادرة عن حماية نفسها امام التهديدات في حالة عدم الاستعانة بالحماية الخارجية.

وفي الحديث عن أهداف الدراسة فيبدو ان مستقبل الأمن القومي العربي عموما، مرهون بما تفعله حكومات الدول العربية في الوقت الحاضر، اذ لن يكون هناك مجالا لتغييره اذا سار بمسارات تؤدي الى احتدام الصراع مع الأخرين في المنطقة، في حين ان وعينا وفهمنا للحاضر سيعطينا مجال لتغيير المستقبل نحو الوجهه التي نريد، ولذلك هدفت الدراسة الى:

$1-      التعرف على اشكالية التباين في مفهوم الأمن القومي ومقوماته بين ايران والدول العربية.

$1-      التعرف على المنظومة الجديدة للامن القومي العربي وفق تطورات البرنامج النووي الايراني.

ولذلك برزت اشكالية الدراسة من وجود عدد من التحولات في الاستراتيجية الأمنية للدول العربية المشرقية، تزامن بشكل مباشر مع حدوث تطورات متسارعة في البرنامج النووي الايراني، الامر الذي أثارا كثير من التساؤلات عن احتمالية وجود ترابط بين المتغيرين، وهو ما دفع للبحث عن تحليل مفهوم الأمن القومي بالنسبة للدول العربية وايران، ضمن الرؤية الواقعية، لكونها اكثر قدرة على تفسير مفهوم الأمن القومي، والذي بات يعتمد الى حد كبير على تفاعلات الدول الاقليمية مع بعضها البعض، وهو أفرز عدد من التساؤلات:

$1-      ما هو منظور الأمن القومي الذي تتبناه الدول العربية وايران؟

$1-      ما هي الاهداف الاستراتيجية للبرنامج النووي الايراني وموقف الدول العربية منها؟

$1-      ما هو أثر البرنامج النووي الايراني على الاستراتيجيات الأمنية للدول العربية في الشرق الأوسط ؟

أما بالنسبة لفرضية الدراسة فقد انطلقت من فكرة مركزية مفادها، أن هناك علاقة بين سيادة المنظور الواقعي لتعظيم القوة النووية لدى ايران، وبين محاولات بناء منظومات جديدة للامن لدول المشرق العربي، ففي الوقت الذي تسعى فيه ايران لتعزيز أمنها القومي من خلال امتلاك برنامجا نوويا، تسعى الدول العربية لبناء منظور جديد لأمنها القومي يقوم على خلق نماذج أمن جماعية مضادة، ولذلك تم اعتبار البرنامج النووي الايراني متغير مستقل يجعل منظور الأمن القومي العربي متغيرا تابعا متأثرا فيه.

وفي الجانب المنهجي اعتمدت الدراسة على مدخل المصالح القومية باعتبارها القوة الدافعة والمحددة لاتجاهات السياسة الخارجية للدول، حيث ان الاختلاف بين الدول العربية وايران في تفسير مضمون مصالحها القومية، لا بد وان يترتب عليه اختلاف في نظرتها لاتخاذ قراراتها الخارجية وتحديد اهدافها الاستراتيجية، الامر الذي يتطلب تحديد؛ طبيعة مفهوم الأمن القومي وتحدياته والعوامل المؤثرة فيه، اضافة لتفسير الاهداف الاستراتيجية للمصالح القومية للدول الفاعلة في النطاق الاقليمي، وانعكاس ذلك على المنظومة الامنية الجماعية.

أما ابرز الدراسات السابقة، فهي دراسة عطا زهرة عام 2015 بعنوان البرنامج النووي الايراني، وفيها بيّن الباحث الدوافع النووية الايرانية مستعرضا مسيرة تطور البرنامج النووي والتداعيات على المنطقة العربية، كذلك قدم محمد حسنين هيكل عدة مقالات بين عامي 2008-2013 بعنوان نظريات الامن القومي العربي، حيث اشار إلى ان مفهوم الأمن القومي العربي بات مصطلحات متغيرا في ضوء المستجدات في النظام الاقليمي والدولي، لاسيما مع بروز خطرين اساسيين يهددان أمن الدول العربية هما السلفية الجهادية والطموحات الايرانية بالهيمنية الاقليمية، كذلك قدم وليد عبد الحي عام 2009 دراسة بعنوان مستقبل المكانة الاقليمية لايران عام 2020، حيث توصل الى ان طموحات ايران الاقليمية تشكل هاجسا أمنيا كبيرا للدول العربية، ولاسيما وان ايران باتت معنية اكثر بالانخراط بالمشكلات الاقليمية.

اولا: نظرية الأمن القومي العربي

يعد مفهوم الأمن مفهوما متباينا بين الباحثين تبعا لخلفياتهم النظرية، فالواقعيون التقليديون يرون بأن مفهوم الأمن اساسا مرتبط بمدى توفر القوة في الدولة(1)، في حين يعتقد الليبراليون بـأنه مفهوم يرتبط بالمسائل الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والاعتماد المتبادل(2)، وهاتان فلسفتان تباينتا كثيرا في تقديم توصيف دقيق لمفهوم الأمن لكن المجددين فيهما اتفقا على ان الأمن يمكن ان يتحقق ضمن اطار جماعي،فقد قدم “جوزيف ناي” اطارا فكريا اكثر ليبرالية من خلال اعتقاده بأن الأمن يمكن ان يتحقق جماعيا بتخلي الدول عن فكرة استعمال القوة(3)، في حين سعى” باري بوزان” لتسميته “بالمجمع الأمني”، مع ضرورة التأكيد على اهمية تحرير مفهوم الأمن من اطار المسائل العسكرية باتجاه المسائل غير العسكرية.

في ضوء ذلك، تتباين مفاهيم الأمن القومي للدول استنادا الى تباين نظرية الأمن التي تتبناها الدول نفسها، فمثلا تستند نظرية الأمن القومي الامريكي الى سلامة الارض الامريكية امتدادا عبر المحيطات، في حين تستند نظرية الأمن القومي البريطانية الى جعل البحار التي تحيط بها أمنه(4)، اما نظرية الأمن القومي الاسرائيلي فستند الى استراتيجية هجومية صهيونية، تدعو الى اقامة دولة اسرئيل على حساب الاراضي العربية(5)، في حيتن تستند نظرية الامن القومي التركية الى تاريخها العميق وجغرافيتها الحضارية(6).

وعلى الرغم من ان مفهوم الأمن القومي متباين بين الدول، الا انه لا يخرج منهجيا عن اطار تفاعل العلاقة بين السياسة من جهة، والجغرافيا والاقتصاد والتاريخ واللغة والديموغرافيا من جهة أخرى، وهذه تعد ضمن مقومات مفهوم الأمن الاساسية(7)، وهذا ما يراه أغلب منظري النظرية الواقعية الجديدة، والذين يركزون على ثقافة الأمن والتجمعات الأمنية وتوسيع مفهوم الأمن ليشمل الأمن الجماعي(8)، لكنهم يختلفون مع نظرائهم الليبرالييين في الوسائل والاستراتيجيات، ففي حين يركز الواقعيون على الجانب الاستراتيجي المتعلق بالتهديد الخارجي، فان اليبراليون يعتقدون بأن مصادر التهديد لا تقتصر فقط على التهديد الخارجي وإنما أيضًا على التهديد الداخلي، حيث يعطون أهمية للتنمية الوطنية(9).

1.- الاتجاه العربي لمفهوم الأمن القومي

يعتبر مفهوم الأمن القومي العربي، مفهوما موسعا خارج اطار الحدود الجغرافية لدولة عربية واحدة، ويقصد به كيفية قيام الدول العربية بتوفير الأمن لكيانها ولمواطنيها، من خلال وثيقة متكاملة طويلة الامد، تتناول سلسلة من المواضيع بالغة الاهمية التي يعتقد انها تمثل تهديدا حقيقيا لوجودها الجماعي(10)، وهذا ما يمكن تسميته نظاما أمنيا عربيا، اذ يرى البعض ان هناك خمسة اسباب رئيسية تدفع الدول العربية لصياغة سياسة متكاملة للامن القومي، هي: ضمان قيام الحكومات العربية بالتعامل مع التهديدات على نحو شامل، زيادة فاعلية القطاع الأمني، توجيه عملية تنفيذ السياسة، الخروج باجماع عربي، رفع مستوى الثقة والتعاون بينها(11).

بالنظر الى ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945، نجد انه لم يذكر صراحة مصطلح “الأمن القومي”، الا انه تحدث في المادة (6) عن مسألة “الضمان الجماعي”، ثم جاءت معاهدة الدفاع المشترك عام 1950م، لتشير إلى التعاون في مجال الدفاع، لكنها لم تشر إلى “الأمن القومي العربي” ايضا، وفي اعقاب حرب الخليج الثانية تأسست القوة العسكرية للدفاع المشترك لدول الخليج العربي، وفيعام 1992، اعدت الامانة العامة لجامعة الدول العربية ورقة عمل حول مفهوم الأمن القومي العربي، حيث حددته “بقدرة الأمة العربية على الدفاع عن أمنها وحقوقها وصياغة استقلالها وسيادتها على أراضيها”(12)، وفي هذه الدراسة سيتم اقتصار استخدام المفهوم على الدول العربية في المشرق العربي تحديدا.

2. تحديات الأمن القومي العربي

يجد بعض الخبراء أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجهة الأمن القومي العربي، ابرزها تحدي التجزئة ومواجهة التبعية واستكمال الاستقلال الوطني، وتحدي بناء النظام السياسي، وتحدي مواجهة التوسع الاسرائيلي والمخاطر الأمنية الاقليمية، وتحدي الحداثة والحفاظ على الهوية الثقافية الحضارية(13)، لكن برغم تلك التحديات لم يتشكل اطار أمني مؤسسي يجمع الدول العربية كافة، حيث طغت الخلافات السياسية على اية امكانية لبناء منظومة أمنية مشتركة، لا بل لم تستطع تشكيل قوة دفاع عربي مشتركة، وبقييت مشاريع قوة درع الجزيرة وقوة شمال افريقيا مشاريع هزيلة غير فعالة، مما دفع بعضها للاتجاه لعقد اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة بهدف اقامة قواعد عسكرية فيها، وكما يوضح الجدول رقم (1).

جدول رقم(1)

القواعد العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط

الدولة

الوجود العسكري الامريكي

السعودية

قاعدة الأمير سلطان الجوية، قواعد الدمام،الخبر،تبوك القاعدة البحرية في جدة..

الكويت

قاعدتي عبدالله السالم وجابر الأحمد، منظومات صواريخ باتريوت

البحرين

قاعدة الشيخ عيسى، مقر للاسطول الخامس، مهبط لطائرات التموين

قطر

قاعدة العديد للخدمات الجوية واللوجستية كتخزين الأسلحة والعتاد

عمان

قاعدتا سيب ومازيرا تومران ونصيرة

الامارات

قاعدة لتوفير الوقود للطائرات

اليمن

تسهيلات في ميناء عدن

المصدر :وليد عبد الحي، المكانة المستقبلية لايران 2020، ص258

وخلافا للاتجاه السابق، برز التحدي الخارجي والمتمثل بالبرنامج النووي الايراني، كمتغير رئيس لجعل القرار السياسي العربي تابعا للمتغيرات في النظام الاقليمي والدولي، حيث سعت معظم الدول العربية، لزيادة انفاقها العسكري، لمواجهة التغيرات الاقليمية، ولمواجهة زيادة الانفاق العسكري لدول الشرق الاوسط الاخرى، وكما يوضح الجدول رقم(2).

جدول رقم (2)

 الانفاق العسكري للدول العربية المركزية وبعض دول الشرق الاوسط- مليون دولار امريكي 2002-2014

البيان

2002

2004

2006

2008

2010

2012

2014

السعودية

25761

28849

39600

44769

47879

54913

73717

تركيا

20094

16551

16512

16142

16956

17538

17964

الامارات

8677

10199

9238

11959

17658

18898

21877

ايران

7948

11988

16776

14841

15801

11453

16453

اسرائيل

15770

16397

16428

15555

15833

15636

15283

الجزائر

3222

3585

3847

5259

6045

9104

11862

مصر

4990

4936

5050

4737

4596

4343

4584

معهد استكهولم للدراسات الدفاعية: SIPRI+military+expenditure+database+1988-2012

وبالاضافة الى تلك التحديات الخارجية، ظهرت هناك تحديات داخلية، حيث بدت الدول العربية وكأنها عاجزه عن اداء مهامها الصغرى والكبرى معا، فلا هي خلقت المجتمع المدني وصهرت اقلياتها الاثنية في بوتقة الدولة الوطنية، وكما يوضح الجدول رقم( 3)،ولا هي احتفظت بسيادتها الخارجية، فمعظم تلك الدول تتعرض للانتقادات الدولية بأضطهاد واقصاء أقلياتها من قبل حكوماتها غير الديمقراطية(14)، والتي يساهم استبدادها وفسادها، في اذكاء صراعاتها الاثنية وتنامي الحركات الانفصالية والارهابية المتطرفة فيها، الامر الذي جعلها تقع ضمن سندان التفتت الداخلي ومطرقة التدخل الخارجي.

جدول رقم (3): توزيع السكان لبعض الدول في المشرق العربي حسب الأصول العرقية والاديان لعام 2012م

الدولة

السكان

مليون نسمة

القوميات %

الاديان والمذاهب %

عرب

اكراد وتركمان

ايرانيين

اأسيويين،افارقة وغيرهم

مسلم سني

مسلم شيعي

مسيحي

اخرى

مصر

80.7

90

10

90

1

8

1

السعودية

28.2

90

10

90

10

العراق

32.5

76

22

1

1

35

62

3

سوريا

22.4

89

10

1

76

13

10

1

اليمن

26.1

98

2

65

35

الامارات

5.6

39

3

58

80

16

2

2

البحرين

1.3

51

10

39

30

69

1

Worldbank.org/region/data/MNA-Countrywatch 2014 Central Intelligence Agency 2014

ثانيا: اشكالية البرنامج النووي الايراني

تعد ايران دولة شاسعة المساحة، اذ تقدر مساحتها ب (1.6 مليون كم مربع)، وتضم خليطا من الاعراق والقوميات، اكبرها القومية الفارسية وتقدر ب51%، تليها القومية الاذرية 25% ثم الكردية وبنسبة (15)، ولكنها تعاني من زيادة سكانية واضحة، اذ ارتفع عدد السكان فيها من 63 مليون عام 2000 الى 78 مليون عام 2014(16)، ولذلك تدعي بأن أهدافها الرئيسية من البرنامج النووي هو تأمين ما نسبته 20% من الطاقة الكهربائية التي تحتاجها البلاد بهدف مواجهة النمو المتزايد على الطلب المحلي(17)، حيث ترفض الاتهامات اليها بالسعي للحصول على السلاح النووي، لكونها تسعى للحصول لانتاج الطاقة الكهربائية(18).

لكن الاشكاليات القائمة بين ايران والدول العربية تفرض نفسها على صعيد العلاقة الامنية بين الطرفين، فعلى سبيل المثال، لا زال هناك اختلافعلى تسمية الخليج، هل هو فارسي ام عربي، كما أن التواجد العسكري الامريكي في الدول الخليجية يشكل هاجسا امنيا كبيرا لايران، كذلك فأن ايران لا زالت تحتل الجزر الاماراتية الثلاث، ولا زالت تدعم الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، هذا فضلا عن اتهامها بالاخلال بأمن البحرين ودعم الشيعة فيه للانقلاب على الحكم، والاختلاف على استراتيجة التعامل مع القضية الفلسطينية، واقتناع الدول العربية بسعي ايران المستمر لتصدير الثورة الاسلامية الشيعية اليها.

1. الاتجاه الايراني لمفهوم الأمن القومي

سعت ايران منذ نجاح الثورة الاسلامية الى تبني نهج يقوم على تعزيز قدرتها على التعبئة الايديولوجية للشعب الايراني في مواجهة التحديات الداخلية التي مثلتها التيارات العلمانية والليبرالية الموالية للشاه، كما بدأت في الوقت نفسه تلوّح بشعار تصدير الثورة الى دول الجوار الاقليمي الذي واجهها باندلاع الحرب ضدها 1980، حيث مثل وقوف الدول العربية الى جانب العراق ودعمه عسكريا تحديا كبيرا للأمن القومي الايراني، ولم تتوقف التحديات للأمن القومي الايراني مع نهاية حرب الخليج الثانية او الثالثة، لا بل نمت وازدادت مع تعاظم الشكوك العربية تجاه سلوك ايران المذهبي في المنطقة، والذي يشير الى أن ايران لن تتوقف عن السعي نحو زعامة المنطقة، انطلاقا من معطياتها المذهبية والجيواستراتجية(19).

وبالنظر الى الدستور الايراني، تتضح ملامح نظرية الأمن القومي، حيث نجد نصوص في المادة(ا) تدلل على عظم الامة الاسلامية الايرانية وأهمية الموقع الجيواستراتيجي للدولة الايرانية، اما على الصعيد السياسي الخارجي فتشير المادة(3) على ارتباط الأمن القومي الايراني بتصفية النفوذ الاجنبي من المنطقة، ودعم المستضعفين في الأرض(20)، ولذلك تبنت ايران جمله من السياسات التي تجعلها لاعب رئيس في المنطقة، منذ الاحتلال الامريكي للعراق، حيث انتقلت من أستراتجية الدفاع المقدس كما يسميها “أية الله خامنئي” الى استراتجية الهجوم المضاد، وهذا ما تؤكدة الوثيقة المستقبلية التي اقرها مجلس تشخيص مصلحة النظام 2008، والتي تبين أن هناك طموح لجعل ايران إلى قوة إقليمية أساسية في غرب أسيا 2025(21).

2.ألاهداف الاستراتيجية للبرنامج النووي الايراني

تتمثل أبرز ألاهداف الاستراتيجية للبرنامج النووي الايراني في المعطيات التالية:

أ-تنمية مقدرات الدولة من القوة وتعظيمها

تجد ايران في نفسها بأنها الدولة الطبيعية الوحيدة التي تأسست في منطقة الخليج العربي عبر التاريخ، وأن دول الخليج الأخرى تشكلت وفق ظروف غير طبيعية(22)، كما أن الحرب التي خاضتها مع العراق واستخدمت فيها كافة انواع الاسلحة، كانت غير مبررة لكونها كانت دعوات مذهبية ضد نجاح ثورتها الشيعية(23)، ومع نهاية حرب الخليج الثانية، مثل التواجد العسكري الامريكي، وقيام دول الخليج العربي بتوقيع اتفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة، والتوصيفات الامريكية لها بكونها محور الشر مزيدا من المخاوف الأمنية.

وبموازاة ذلك تصاعدت التهديدات الاسرائيلية تجاه ايران، وبرزت احتمالية قيام اسرائيل بضربة خاطفة لاهداف حيوية ايرانية، اذ ما انفكت اسرائيل تعتبر ايران الخطر الحقيقي على وجودها في الشرق الاوسط(24)، وبالرغم من أن اسرائيل تنفي امتلاكها للتكنولوجيا العسكرية النووية، الا أن تصاعد وتيرة التهديدات الايرانية، كان عاملا حاسما في تصريحات القادة الاسرائيليين تجاه ايران، فقد صرح وزير الدفاع “بنيامين اليعازر” في لقاءه مع جنرالات الحرب الاسرائيليين 2008، “بأن اي عمل عدواني ايران سيقابل بنهاية الامة الايرانية”(25)، اذ تجد ايران في ذلك تهديدا صريحا لأمنها القومي، لاسيما وأن الصحف البريطانية نقلت عن الخبير النووي الاسرائيلي “مردخاي فعنونو” بأن اسرائيل لديها برنامج نووي عسكري سري منذ ثمانينيات القرن العشرين(26).

ومن اجل مواجهة تلك المخاطر، سعت ايران لأن تصبح قوة عسكرية مركزية في الاقليم، اذ وجدت بالسلاح النووي السبيل الوحيد لردع لاي عدوان، ويفند القادة العسكريين الايرانيين اي ادعاءات بالسعي للهيمنة الاقليمية، اذ يدعون بان عقيدتهم العسكرية هي عقيد دفاعية وليست هجومية(27)، ولذلك حاولت ايران الاستفادة من خبرات الدول النووية المجاورة لتطوير قدراتها، حيث عقدت عدة اتفاقيات للتعاون النووي مع باكستان والهند والصين تضمن تبادل للخبرات العلمية والاكاديمية، لكن الاتفاقيات مع روسيا كان لها الدور الحاسم في تقدم برنامجها النووي الى مراحل متقدمة، ففي عام 2001 وقع “محمد خاتمي” في موسكو اتفاقا مع الحكومة الروسية للتعاون الاقتصادي، وفي مقدمتها التعاون التكنولوجي في المجال النووي(28)، الامر الذي مكنها من زيادة عدد اجهزة الطرد المركزي الى 5000 جهاز، ودخول مفاعل “بوشهر” مرحلة التشغيل الاولي(29).

ب. زيادة شرعية نظام الحكم الشيعي وحفز التسيس المذهبي

يخشى الجناح المتشدد في النظام الايراني من تعرض النظام الشيعي للزوال في حال ضعفت القدرات العسكرية الايرانية، والتي بات مصيرها مرتبط بامتلاكها للقدرات النووية كسلاح ردع ضد الخصوم المفترضين، اذ يعتقد هذا الجناح بأن التهديد الحقيقي يكمن في بقائها كدولة اسلامية ذات ثقافة شيعية(30)، ويجد هذا الجناح ان مصدر العداء يكمن في الحركة الوهابية السعودية التي تخلق جماعات سنية متطرفه في المنطقة، فقد شكلت حالة الفوضى والحرب الاهلية منذ ثورات الربيع العربي 2011، ميدانا للمواجهة بينهما.

وتدلل فتاوى المرجعيات الدينية بين الطرفين على عمق الازمة المذهبية بينهما، فعلى سبيل المثال؛ اعتبر الشيخ السعودي “عبد الرحمن أل براك” الشيعة أخطر من اليهود والنصارى”، كما اعتبر “عبدالله جبرين” الشيعة بانهم غير مسلمين حقيقيين”(31)، وفي معرض رفضه للفلم الذي انتجته ايران عن حياة النبي محمد (ص) عام 2015، قال المفتي العام للسعودية عبد العزيز آل الشيخ إن عرض إيران للفيلم “لا يجوز شرعا”، واصفا إياه بأنه “فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام”(23)، لا بل وصلت الدعاية الدينية الى الدعوة لمقاطعة المنتجات الايرانية، ففي تغريده عرضها الشيخ عائض القرني على موقع تويتر في 16 رجب 1436 هـ، قال “ان من يدفع درهمه او رياله لمنتج ايراني انما يدعم دوله معتدية صفوية تسعى الى لتدمير المنطقة”(33).

وبالمقابل جاءت الفتاوى من المرجعيات الدينية الايرانية لتؤكد عمق الاحتقان المذهبي بين الطرفين، ففي موضوع الزعم بتعاون السعودية مع اسرائيل لضرب المنشآت النووية الايرانية، نشرت صحيفة جمهوري اسلامي الايرانية في 16/6/2010 تأكيدات من مباشرة من مستشار المرشد الاعلى حول تلك المزاعم(34)، وفي حادث وفاة الحجاج الايرانيين على جسر الجمرات عام 2015، أكد  محمد جعفري القائد العام للحرس الثوري، “إن الحرس مستعد  لتوجيه رد سريع وعنيف ضد السعودية”(35)، اما فيما يتعلق بعاصفة الحزم، فقد حذر المستشار الديني للمرشد الاعلى “يد الله جواني” من أن السعودية ستتحمل تبعات ثقيلة جراء هجومها العسكري على اليمن(36)، ثم تطور الامر الى تبادل حال الاعدام لكل من المعارضين الشيعة والسنة في كلا البلدين.

لذلك تجد ايران بان نظامها السياسي الشيعي مستهدف، وأن أي محاولة للمس بمكتسباها النووية يمثل تهديدا لوجودها كدولة شيعية، حيث بات هذا الامر مطلبا عقائديا وشعبيا، وتشير الدراسات الإيرانية الى أن 85% من الايرانيين يؤيدون امتلاك برنامجا نوويا، وأن 56% يؤيدونه حتى لو أدى لضربة عسكرية لإيران(37)، وفي ضوء هذه المعادلة، زاد النشاط الايراني في مجال تخصيب اليورانيوم، مع مجيئ حكومة نجاد اليمينية 2005-2013، وقد ترافق ذلك بتأكيدات المرشد الاعلى “أية الله علي خامنئي””بان ذلك يعتبر حقا شرعيا لأيران أسوة بدول الجوار النووية”(38).

ج. حماية السيادة القومية وتعزيز المكانة الاقليمية

تمثل فكرة الدولة المركز، احد القضيتين التي يجري عليهما توافق كبير بين مختلف القوى السياسية الإيرانية، فالى جانب موضوع حق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية تعتبر قضية الدولة المركز نقطة تلاق بين مختلف التيارات السياسية الايرانية(39)، اذ تمثل الإمكانيات والموقع الجيواستراتيجي والموارد الطبيعية التي تمتلكها إيران، مؤشرات قوية لتأهلها للعب دور الدولة المركز في الإقليم، ويتلاقى هذا الطرح مع وصف الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون لإيران “بأنها تمتلك موارد تجعلهاأعظم قوة إقليمية مسيطرة في الخليج(40).

لكن التواجد العسكري الامريكي في منطقة الخليج يعد محدد رئيس لطموحات ايران الاقليمية، كما يعد توسع حلف الاطلسي في اسيا الوسطى خطر واضح يهدد مجالها الحيوي، وهي رؤية تتوافق بها تماما مع حليفتها روسيا، والتي بات على توافق كبير مع ايران تجاه القضايا الاقليمية والدولية، ولعل تحالفهما في سوريا دليلا واضحا على مواجهة حلفاء الولايات المتحدة (السعودية وتركيا) واعاقتهما عن خلق انظمة حكم موالية لهما في المنطقة، وهو ما دفع كل منها لبناء إستراتيجية تعزز مكانتها الإقليمية، من خلال إتباع سياسة المحاور، وبشكل يتجاوز المنظومة الوطنية للدول ليصل الى مستوى التنظيمات والجماعات الموالية لكل طرف.

وتعتقد ايران ان العراق يمثل الحلقة الأولى في مواجهاتها الأمنية مع الاعداء المفترضين، اذ عززت تواجدها فيه سياسيا ودينيا واجتماعية منذ الاحتلال الامريكي له، لكن وعلى الرغم من ان السعودية والدول العربية كانت قد ادركت خطورة التمدد الايران متأخرا، وهو ما يبدوا من تصريح وزير الخارجية السعودي أمام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي عام 2008 “بأن السعودية أساءت تقدير موقفها من الحرب الامريكية على العراق، اذ سلمته لإيران دون سبب”(41)، الا انها سعت منذ العام 2011 للحد من التمدد الايراني في المنطقة.

ثالثا: انعكاسات البرنامج النووي الايراني على الأمن القومي العربي

في أعقاب حرب الخليج الثالثة، لم يشهد النظام الاقليمي العربي اعادة ترميم لمنظمومة العلاقات الاقليمية، لا بل شهدت تواجدا كثيفا للقوات الامريكية، وقيام ايران بتسريع العمل ببرنامجها النووي عبر عقد العديد من الاتفاقيات مع روسيا والصين للتعاون التقني(42)، ونتيجتين هامتين: الاولى وتتمثل بزيادة الهيمنة التقليدية للسعودية داخل منظومة الجامعة العربية، والثانية وتتمثل بتغلغل ايران في المنظومة الاجتماعية-السياسية للعراق، ومضيها قدما في تطوير برنامجها النووي، والذي انعكست أثاره فيما يلي:

1- بروز التحالفات الامنية في مواجهة المخاطر المذهبية   

التحالفات الامنية هي صيغة تعاونية دولية تجمع بين التكتل أو الأئتلاف وتشابه التعاون الاستراتيجي، تشمل مجالات جيواستراتيجية تقوم في الأساس على التعاون العسكري(43)، فخلال الفترة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق وثقت ايران علاقاتها بسوريا، من خلال توقيعها اتفاقية أمنية واقتصادية 2004، مكنتها من تجاوز العقوبات الدولية عليها، والتي رفضتها سوريا بتأكيدها على حق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية(44)، اما على الصعيد العراقي، فقد دفعت ايران الاحزاب الشيعية للانخراط بالعملية السياسية التي تقودها امريكا، كما دعمت حكومة “ابراهيم الجعفري” وحشدت له اصوات كافية لتشكيل اغلبية برلمانية لحكومته(45).

ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، وبروز ظاهرة التنظيمات الجهادية الدولية، حدثت تحولات جيواستراتيجية ايرانية تمثلت بزيادة انخراطها في مناطق النزاع، سواء النزاع العربي-الاسرائيلي، او النزاع العربي-العربي، وهو ما دفع السعودية ودول الخليج العربي والاردن ومصر والسودان، للسعي لتشكيل تحالفات عربية-عربية لمواجهة التمددات الايرانية في سوريا واليمن والبحرين من جهة، وتشكيل تحالفات عربية-دولية لمحاربة التنظيمات الارهابية الجهادية في سوريا والعراق من جهة أخرى، في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة التخصيب الايراني للمفاعلات النووية، حيث منعت ايران مفتشي الوكالة الدولية من الوصول الى موقعي “بارشين” و”لافيزان” الخاصين بتطوير الابحاث النووي في المجال العسكري(46)، مما دفع الولايات المتحدة لاتهامها بزيادة تخصيب اليورانيوم وبدرجات تتطابق مع مستويات انتاج السلاح النووي(47).

وفي ضوء مجريات الثورة السورية، اعتبرت ايران ان ضمان امن سوريا احد اهم اولوياتها الاستراتيجية، حيث سعت لتوثيق عرى تحالفها مع العراق وسوريا وحزب الله عضو الائتلاف الحاكم في لبنان، الامر الذي نقل الموضوع السوري من مصلحة استراتيجية ايرانية الى مصلحة امنية ايرانية، حيث تعتقد ايران ان لها مصلحة كبرى في الحفاظ على امن  سوريا، باعتبارهما حليفين لديهما التزامات اخلاقية تجاه حزب الله(48)، وتتهم ايران اسرائيل والسعودية والولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحداث المتفجرة في سوريا، والقيام بعمليات الخطف والاغتيال للعلماء الايرانيين(49).

ومع تفاقم هذه الرؤية الصدامية، تراجعت حدة الصراع العربي-الاسرائيلي، مقابل تصاعد حدة التوتر المذهبي مع ايران، مترافقا مع صراعين مفترضين: الاول ويتعلق بوجود صراع بين العلمانية والاسلام السياسي والجهادي من جهة، والثاني ويتعلق بوجود صراع مذهبي سني-شيعي من جهة أخرى، فقد اشار ملك الاردن 2004 الى ان ايران تسعى لاقامة هلال شيعي، وفي مقال نشره نواف العبيد مستشار الملك السعودي، في صحيفة واشنطن بوست 2006 ذكر بأن السعودية ستدعم السنة في العراق في حال نشوب صراع طائفي واسع، وانها قد تسعى لخفض اسعار النفط للضغط على ايران(50).

وقد وجدت الولايات المتحدة الفرصة المناسبة لتغذية هذه المخاوف، بتشكيل تحالف ضد الارهاب، وبالعمل على وصف ايران بأنها “راعية الحرب الطائفية في العراق”(51)، ففي عام 2007 اصدرت وكالة المخابرات الامريكية تقريرا تؤكد فيه قيام ايران بتطوير نظام اطلاق الصواريخ الموجهه من نوع “شهاب” من مواقع تحت الارض يصل مداها الى 2000كم(52)، وقد اكد هذه الشكوك تقرير مدير الوكالة الدولية عام 2008، لمجلس الأمن، حول اخفاء ايران لمعلومات حساسه تتعلق بتحديد ما اذا كانت تحاول انتاج اسلحة نووية(53)، وفي العام 2010 اصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم (1929)، والقاضي بتوسيع اطار العقوبات الاقتصادية على ايران، لكنها ضاعفت قدرتها على التخصيب عام 2013 لانتاج 7.6 كغم من الكعكة الصفراء وبنسبة 20%(54).

2- تبلور المجمعات الأمنية وبروز الدور الاسرائيلي

تقوم فكرة المجمع الأمني على قيام مجموعة من الدول في صب اهتماماتها الأمنية تجاه مسائل مشتركة تجعل الأمن الوطني لكل منها مرتبطا بالاخر(55)، ووفق هذا التعريف بدت هناك مجموعة من المسائل التي اتفقت عليها ايران والدول العربية، لعل من ابرزها مسألة الارهاب والتطرف، لكن بالمقابل حدث تحول في النظرة الى اسرائيل، من حيث اعتبارها الخطر الأمني الاول على الأمن القومي العربي، الى القبول بها كدولة اقليمية، ففي اجتماع القمة العربية 2005، اقرت الدول العربية بفكرة حل الدولتين والاعتراف بحدود اسرائيلية أمنة.

ولذلك تبدل شعار العداء المطلق لاسرائيل باتجاه امكانية التطبيع السياسي معها، حيث دعت الولايات المتحدة لتشكيل شبكة تعاون شرق اوسطية لمحاربة الارهاب ووتعزيز قضايا الديمقراطية والتجارة الحرة(56)، وبالمقابل ظهرت ايران وكأنها طرف مستبعد عن دعوات التكامل الاقليمي، فقد توافقت الرؤية العربية مع الرؤية الاسرائيلية بان امتلاك ايران للتكنولوجيا النووية يعد عاملا حاسما في الاخلال بتوازن القوى في المنطقة(57)، لاسيما وأن ايرأن بدت وكأنها قادرة على انتاج نظائر اليورانيوم المشع من مفاعل”أراك النووي”(58)، مما دفع اسرائيل والدول العربية لتأييد قرار مجلس الأمن رقم (1737) والخاص بفرض عقوبات اقتصادية عليها، وردت ايران باعلانها امتلاك الجيل الاول من اجهزة الطرد المركزي في مفاعل “ناطنز”، وقامت بانتاج اليورانيوم محليا في معامل اصفهان للابحاث النووية، مما جعل العرب والاسرائيليين يعتقدون انه بات بامكانها انتاج السلاح النووي اذا ما قررت ذلك(59).

في ضوء تنامي المخاوف العربية والاسرائيلية، ادعت اسرائيل أن هناك توافقا عربيا اسرائيليا نحو خطورة الملف النووي الايراني، فقد رأى “أفي ديختر” وزير الأمن الاسرائيلي “ان ايران الثيوقراطية تعد خطرا حقيقيا على الأمن القومي الاسرائيلي والعربي، ولاسيما دعمها للنظام السوري والحركات “الارهابية”، وانه لا بد من اتباع احدى الاسترتيجيتين، الاولى اقامة تحالف أمني مع الدول العربية السنية لمواجهة ايران الشيعية، والثاني، محاولة فصل سوريا عن التحالف مع ايران(60).

وقد تبلور رأى في اسرائيل يرى بضرورة الاستفادة من التحالفات القائمة، والقيام بضربة استباقية تجاه المفاعلات النووية الايرانية، وعلى ان يجري ذلك بتنسيق مستمر مع الولايات المتحدة(61)، وهو ما عبر عنه الجنرال “شلومو بروم” مدير معهد دراسات الأمن القومي، عن اعداد اسرائيل لقائمة تضم 50 هدفا يجب ضربها في حال اقتربت ايران من انتاج اسلحة نووية(62)، كما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية عام 2010 عن وجود اتفاق اسرائيلي سعودي يسمح لاسرائيل باستخدام المجال الجوي السعودي في حال شنت هجوم على المنشات النووية الايرانية (63).

لكن هذا الموقف تعارضه تركيا، حيث تدعو لخفض التوتر بين ايران والسعودية، والعمل على تسوية مسألة الملف النووي بالطرق السلمية، لكن على الرغم من تقارب وجهة النظر السعودية-التركية تجاه اسقاط نظام الحكم في سوريا، وانتقاد السلوك الايراني في المنطقة، والذي وصفه رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو “بأنه سلوكا طائفيا”(64)، الا أن تركيا عارضت قرار مجلس الأمن رقم (1929) بخصوص فرض عقوبات جديدة على ايران، كما رفضت استخدام قاعدة “انجرليك” لضرب المنشأة النووية الايرانية(65).

3- تشكيل المنظومة الأمنية للشرق الاوسط الكبير

يقصد بالمنظومة الأمنية، قيام مجموعة من الدول بالتعاون لحل نزاعاتها الاقليمية عبر سلسلة من الاجراءات التي تدفع لتفادي الحرب بينها(66)، وهي فكرة قد تبدو أكثر وضوحا ضمن الطرح الامريكي لاقامة الشرق الاوسط الكبير، والذي استند الى فكرة نشر الديمقراطية وتعميق قيم الحرية في المنطقة(67)، ولعل دول الاعتدال العربية غير مستثناه من ذلك التوجه، اذ أعلنت “كونداليزا رايز” مستشارة الامن القومي الامريكي “انه يتعين على دول الاعتدال ان تتحول الى قوى ديمقراطية معتدلة والا فأن الشرق الاوسط لن يكون مستقرا”(68)، وقد دللت احداث الربيع العربي بأن السياسة الامريكية استندت الى استراتيجية “الفوضى الخلاقة”، والتي تقوم على فكرة دعم وتشجيع عناصر اجتماعية محلية لاحداث تغيير داخل دولها(69)، ثم تطورت تلك الاطروحات الى حد الترويج لاعادة رسم الحدود السياسية للدول بشكل يتناسب مع الحدود الثقافية لمجتمعاتها(70).

وقد بدا واضحا ان التركيز أنصب على دول بعينها كالعراق ومصر وسوريا، حيث خضع العراق لخطة امريكية اسفرت عن تقسيمه الى ثلاثة اقاليم أثنية، في حين دخلت مصر بمواجهة مسلحة بين السلطة وحركات الاسلام السياسي، في الوقت الذي واجهت فيه سوريا حربا اهليه ذات ابعاد طائفية، لا يمكن تبرئة اسرائيل منها، اذ تدلل الوثيقة التي صدرت عن مركز الدراسات الاستراتيجية الاسرائيلي وشارك فيها السيناتور الامريكي “ريتشارد بيرل” عام 1996، عن نية اسرائيل حصار حزب الله عن طريق اضعاف النظام السوري، واستحداث فوضى خلاقة ،عبر اثارة التوترات الاجتماعية والاثنية فيه لتوفير مناطق رخوة محاذية للحدود الاسرائيلية(71).

وعلى الرغم من تبني السعودية نهجا مناهضا للتوجهات الايرانية، الا ان ذلك تم بمعزل عن مشاركة فعلية لأعمدة السياسة الامريكية في المنطقة، “اسرائيل ومصر وتركيا”(72)، كما انه تم بمعزل عن دعم امريكي واضح، في ظل الانخراط الروسي القوي في الازمة السورية، مما جعلها عاجزه عن حسم الصراع نهائيا لصالحها، وهو ما انعكس سلبا على الرؤية الامريكية لمكانتها كحليف استراتيجي في المنطقة، حيث تسارعت وتيرة التفاوض مع ايران حول ملفها النووي، كما تراجع الموقف الامريكي المتشدد ضد نظام الحكم في سوريا.

فقد وقعت ايران في فيينا 2015، اتفاقية دولية بشأن برنامجها النووي، بمشاركة الولايات المتحدة حيث وافقت على اخضاع كافة منشآتها النووية لتفتيش الوكالة الدولية، مع توقفها عن تخصيب اليورانيوم عند حدود 3.67%، على ان ترفع عنها العقوبات الدولية المفروضة عليها مباشرة(73)، مما يدلل على امكانية عودة العلاقات الامريكية-الايرانية الى سابق عهدها، واحتمالية ادماج ايران في مشروع الشرق الاوسط الكبير، لاسيما وأن الولايات المتحدة تجد في ذلك مصلحة امريكية يمكن تأمينها باقل جهد ممكن في حال نجاح المشروع(74).

الخاتمة :

بينت الدراسة أن هناك تباينات في نظرية الامن القومي بين دول المشرق العربي وايران، لكن ذلك لم يدفع الدول العربية لتأسيس منظومة أمنية مؤسسية مستقرة لمواجهة المخاطر الأمنية التي تواجهها، لا بل سعت الى تشكيل تحالفات أنية عربية-عربية لمواجهة تداعيات التدخل الايراني وطروحاته المذهبية من جهة، وتشكيل تحالفات عربية-دولية لمحاربة المجموعات الارهابية التي أفرزها الربيع العربي من جهة أخرى، الامر الذي الذي أفرز  ظاهرة أخرى تتعلق بظهور المجمّع الامني بمشاركة اسرائيلية وتحول النظر لها، من عدو مغتصب الى شريك محتمل، لمواجهة المخاطر الايرانية ومشروعها النووي، وصولا الى تشكيل المنظومة الامنية للشرق الاوسط الكبير مع احتمالية دخول ايران كلاعب رئيس فيه، لاسيما بعد تسوية ملفها النووي مع القوى العظمى.

ان سوء ادارة التعاطي مع تحديات الامن القومي العربي، لم تفرز سوى نمط جديد من الثنائيات الأمنية الاقليمية، كوقوف دول عربية في تحالف مع دول غير عربية ضد دول عربية أخرى وبالعكس، حتى وصل الامر الى حد الادعاء بانتهاء دعوى التناقض بين النظام العربي والنظام الشرق أوسطي، حيث جاء البرنامج النووي الايراني ليشير الى احتمالية اعادة رسم خارطة حدود النظام الاقليمي العربي من جهة، وليؤكد على وجود ارادة ايرانية لزيادة التراكم المكثف للقوة العسكرية فيها من جهة أخرى، مع السعي لفرض رؤية ايرانية للسلام في المنطقة، فقد باتت ايران منخرطة الى حد كبير في الازمات العربية، لاسيما تلك المتعلقة بالصراع العربي-الاسرائيلي، او الصراع العربي-العربي، حيث بدت كأحد الفاعلين المؤثرين في اي تسوية سلمية داخل النظام الاقليمي العربي نفسه.

وبناء على ما سبق، توصلت الدراسة الى أن الاستراتيجية العربية للأمن القومي تستند الى منظور قطري لا قومي، كما أن مجمل النظام الامني الاقليمي هو أقرب إلى النظرية الواقعية، حيث يؤكد ذلك انخراط الدول المركزية بمواجهات عسكرية غير مباشر مع بعضها البعض، وبروز عدد من الدول الفاشلة فيه، وتنامي ضعف التعاون العسكري العربي-العربي نتيجة الاعتماد المفرط على الذات، وفشل تجارب التعاون العسكري العربية المشتركة، وبقاء الحرب كخيار أساسي من معالم السياسة الخارجية للدول المركزية فيه.

الهوامش :

$11)   Paul Viotti et Mark V. Kauppi, International Relation Theory: Realism, Pluralism, Globalism and Beyond, USA, Boston, Allyand Bacon, 1997, P 56.

$12)    Doyle, M, W,  On the Democratic Peace International Security, 19(4), 1995, p180.

$13)   جون بيليس، الامن الدولي في حقبة ما بعد الحرب الباردة، في، عولمة السياسة العالمية، تحرير جون بيليس وستيف سميث، دبي، مركز الخليج، 2004 ، ص 425-431..

$14)    محمد حسنين هيكل، مستويات حماية الأمن القومي، الجزيرة نت، 13/1/2008، على الموقع الاليكتروني: http://www.aljazera.net

$15)    ايغال الون، بناء الجيش الاسرائيلي، سلسلة الكتب المترجمة، الهيئة العامة للاستعلام، القاهرة، 1984،ص46.

$16)    الرؤية السياسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لعام 2023، أنقرة، تقرير المؤتمر العام، 2012، ص53.

$17)   عبد الرفيق قشوط، مفهوم  الأمن في العلاقات الدولية، مجلة الحكمة، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر،  العدد، 24، الجزائر، 2014م، ص70-  71

$18)    خالد المصري، النظرية البنائية في العلاقات الدولية، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد30، العدد2، 2014.، ص328.

$19)    Robert Mac Namora ,The Essence Of  Security ,NewYork : Haspen And Row ,1988, p 60.

$110)عبد الوهاب الكيالي وأخرون، موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ج1، بيروت، 1998 ص330

$111)سياسة الأمن القومي، تقرير موجز-مركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة، جنيف، تشرين اول 2005،ص2

$112)زكريا حسين، الأمن القومي، على الموقع الاليكتروني:

http://www.khayma.com/almoudaress/takafah/amnkaoumi.htm

$113)علي الدين هلال، وجميل مطر، النظام الاقليمي العربي؛ دراسة في العلاقات السياسية العربية، ط3، كتب عربية، القاهرة، 1988، ص4

$114)    Central Intelligence Agency 2014,  https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/

$115)Robert C. Kelly (Founder and Chairman),Iran Country Review is the property of CountryWatch, 2012

$116)البنك الدولي، 15/5/2015على الموقع الاليكتروني:http://data.worldbank.org/region/MNA

$117)رائد حسين حسنين، البرنامج النووي الايراني وانعكاساته على الامن القومي الاسرائيلي 1979-2010، رسالة ماجستير، جامعة الازهر، غزة، 2011، ص20.

$118)IAEA ,Board of governors, Implementation Of The NPT Safeguards Agreement And Relevant Provisions Of Security Council Resolution In The Islamic Republic Of Iran ,2012,p3-6.

$119)وليد المبيض وجورج كتن، خيارات ايران المعاصرة، منشورات دار علاء الدين، دمشق، 2002، ص69.

$120)وليد عبد الحي، مستقبل المكانة الاقليمية لايران عام 2020، الجزائر، 2009، ص169

$121)http;//iran1404.ir/swavisionsite-ar/swavisionen/forumNews/tabid/62/ctl/Details/mid/42/itemID/83/Default.aspx

$122)    Anoushirvan Ehteshami and Ramond A.Hinnebusch-Syria and Iran :Middle Powers in a Penetrated Regional System,Routledge,1997.p.28

$123)وليد عبد الحي، مستقبل المكانة الاقليمية لايران عام 2020، مرجع سابق، ص212

$124)             Policy, and Iran: Is the Time Ripe for Basic Changes? INSS Insight No. 478, October 22, 2013

$125)صحيفة معاريف، 7/4/2008، على الموقع الاليكتروني: http://www.nrg.co.il/online/1/art1/719/138.html

$126)رائد حسنين، البرنامج النووي الايراني ، مرجع سابق، ص126.

$127)عطا زهرة، البرنامج النووي الايراني، مركز الزيتونة، بيروت، 2015، ص85.

$128)Moscow Times. 5 Septempar.2001.http:www.themoscowtimes.com/index.php.

$129)      ندين الخريشي، اثر المشروع النووي على السياسة الخارجية الاسرائيلية 2001-2012،  رسالة ماجستير، جامعة اليرموك،اربد، 2013، ص24.

$130)جنيفر كنيبر، الاسلحة النووية والثقافة الاستراتيجية الايرانية، دراسات عالمية، العدد 88، مركز الامارات، 2009، ص16.

$131)أنظر :http://www. Al-Arabiya.net.18/8/2006

.انظر ايضا: صجيفة الحياة،27/12/2006-

و صحيفة الشرق الأوسط,16/1/2007

$132)http://www.aljazera.net/news

“وسائل الاعلام الايرانية تشن حمله شرسه ضد مفتي السعودية وتصفه بالاعمى”،

$133)             انظر http://www.sahafah24.net/show166780.html

$134)صحيفة جمهوري اسلامي 16/6/2010، تكذيب تعاون السعودية مع الكيان الصهيوني ضد ايران

$135)      حركة العدل والمساواة الاسلامية السودانية، “هل تعتدي ايران على السعودية بسبب موت 464 حاجا ايرانيا”، على الموقع الاليكتروني: http://www.sudanjem.org/2015/

$136)الجزيرة نت، تصريحات ايرانية حول عملية عاصفة الحزم في اليمن، “جنرال ايراني يحذر السعودية من تبعات ثقيلة لعاصفة الحزم”، على الموقع الاليكتروني:

http://www.aljazeera.net/news/international/2015/4/5/

$137)             Ted Galen Carpenter & Ashoo Jessica-A View to A Coup,National Interest,Issue.88.May April.2007.p.64.

$138)رياض الروي، البرنامج النووي الايراني وأثره على منطقة الشرق الاوسط، دمشق، دار الاوائل للنشر، 2006، ص23-24.

$139)انظر مجموعة الازمات الدولية على الموقع الاليكتروني:

http://www.ipis.ir/English/index.htm

$140)             ريتشارد نيكسون، ما وراء السلام، ترجمة مالك عباس،الأهلية للنشر والتوزيع،عمان،1995.ص150-151.

$141)             James N.Miller,Christine Parthemore,Kurt M.Campbell ,(eds)-Iran:Assessing U.S.Strategic Options,Center for A New American Security,2008.footnote.9

$142)Anthony H. Cordesman,Iran and Nuclear Weapons, Center for Strategic and International Studies, Washington D.C.2006, http://www.csis.org/media/csis/pubs/irannuclear.pdf,23.8.2006.

$143)ممدوح منصور، سياسات التحالف الدولي: دراسة في أصول نظرية التحالف الدولي ودورالأحلاف في توازن القوى واستقرار الأنساق الدولية، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1997م، ص 256.

$144)             جريدة السفير، ایرانتتوقىالضربةالأمریكیةبتفجیرلبنانأوالبحرین،العدد 294 من 14 إلى 20 كانون اول 2006 ،ص15.

$145)             Kenneth Katzman, “Iraq: Politics, Elections, and Benchmarks,” Congressional Research Service,

2 June 2009, 6, www.fas.org/sgp/crs/mideast/RS21968.pdf.

$146)عبدالله فالح المطيري، أمن الخليج العربي والتحدي الايراني، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الاوسط، عمان، 2011، ص38

$147)أحمدإبراهيممحمود،الأزمةالنوويةالايرانية:تحليللاستراتيجيات الصراع، كراسات استراتيجية، مركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام، العدد 149، 2005،ص13.

$148)             عبلة مزوزي، العلاقات الايرانية-السورية في ظل التحولات الدولية الراهنة، رسالة ماجستير، جامعة باتنة، الجزائر، 2010، ص144

$149)      دياتير بيدتارز ورونين بيرغمان، حرب اسرائي الخفية ضد ايران، الموساد يصب اهتمامه على برنامج طهران النووي، صحيفة الجريدة 30/11/2010، على الموقع الاليكتروني: http://aljarida.com/aljarida/article>aspx?id=192510

$150)محمد ادريس، انماط التحديات لدول مجلس التعاون لالخليجي ، مرجع سابق، ص78.

$151)محمد ادريس، مرجع سابق، ص81.

$152)             Implementation of the NPT Safeguards Agreement and Relevant Provisions of Security Council Resolutions in the Islamic Republic of Iran, “Statements by the DirectorGeneral,sep.10,2007. http://www.iaea.org/NewsCenter/Statements/2007/absp2007n013.htmi#iran

$153)             Communication dated 26 March 2008 received From the Permanent Mission of the Islamic Republic of Iran to the Agency,IAEA,Infcire/724,Mar,28,2008,General Distribution Original English.

$154)             الجزيرة نت، 18/1/2015 على الموقع الاليكتروني :

http://www.aljazera.net/news/international.2015

$155)جون بيليس، الأمن الدولي في حقبة ما بعد الحرب الحرب الباردة، مرجع سابق، ص425.

$156)      Harvard University، Securing peace in the Middle East : Project on economic transition. Cambridge، Mass 1993.p12-14.

$157)عبد الله المطيري،أمن الخليج العربي والتحدي النووي الإيراني، مرجع سابق، ،ص 86

$158)عطا زهرة، البرنامج النووي الايراني، مرجع سابق، 2015، ص28.

$159)             Anthony H. Cordesman and Abdullah toucan, Study on apossible Israeli Strike on  Irans Nuclear Development Facilities, Site of center for strategic and international studies(csis), 14-3-2009,PP27-31, HTTP://csis.org/files/media/csis/pubs/090316_israel istrikeian.pdf.

$160)رائد حسنين، البرنامج النووي الايراني ، مرجع سابق، ص126.

$161)      نظير مجلي, نتنياهو يستغل ذكرى «المحرقة» لإقناع الإسرائيليين بأنه لا يبث مشاعر الخوف عبثا, صحيفة الشرق الاوسط ,2012 العدد 12197على الموقع الاليكتروني: http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=673575&issueno=12197#.Un-1DdKJQg0

$162)             Kevin Peraino and John Barry-Will Israel Strike Iran.Newsweek,13.Feb.2006.p.32.

$163)زهير ،كمال ،ورقة التوت والعلاقات السعودية الاسرائيلية ن جريدة مصرنا ،مطبوعة شهرية تصدر عن المركز الامريكي للنشر الالكتروني ،ديسمبر 2013 http://www.ouregypt.us/B.zohair/kamaaal17.html

$164)             Pieper, Moritz. Alternatives,2013,Turkish Foreign Policy toward the Iranian Nuclear Programme: In Search of a New Middle East Order after the Arab Spring and the Syrian Civil War, Turkish Journal of International Relations, Vol. 12 Issue 3, p87-89.

$165)صحيفة هأرتس، شئون سياسية، خارطة طريق تركيا جديدة للمساعدة في التفاوض حول برنامج ايران النووي، 17/2/2011، على الموقع الاليكتروني: http://www.haaretz.com/news/international/turkey-to-help-negotiate-new-road-map-for-iran-nuclear-program-1.343939?locaLinkEnabled=false.

$166)مصطفى علوي، الأمن الإقليمي بين الأمن الوطني والأمن الدولي، مجلة مفاهيم الأسس العلمية للمعرفة، العدد 4،القاهرة، 2005، ، ص 15.

$167)             Harvard University، Securing peace in the Middle East : Op.Cit.p12.

$168)             رايس تسعى الى حشد القوى المعتدلة في الشرق الاوسط، يو اس انفو، منشورات نشرة واشنطن، على الموقع الاليكتروني:

http;//usikfo.state.gov.2-10-2006

$169)      ھاديقبیسي،السیاسةالخارجیةالأمریكیةبینمدرستینالمحافظةالجدیدةوالواقعیة،مصر،القاھرة،الدارالعربیةللعلوم، ناشرونومكتبةمدبولي، 2008، ص58.

$170)      في مؤتمر نظمته جامعة جورج واشنطن أواخر 2015، أكد مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه، أن الحرب في سوريا والعراق تُنذر بتغيير خريطة المنطقة، في حين قال نظيره الأميركي جون برينان “أن البلدين لن يستعيدا أبداً حدودهما الحالية”.

$171)      بالة عمار، مكانة الولايات المتحدة الامريكية ضمن الترتيبات الأمنية في منطقة البحر الابيض المتوسط، رسالة ماجستير، جامعة باتنة، الجزائر، 2012، ص81-82.

$172)      برادليأتایلر،السلامالأمریكيوالشرقالأوسط،ترجمةعمادفوزيشعیبي،لبنان،بیروت،الدارالعربیةللعلوم،الطبعة1،2004،ص1.

$173)بكر البدور، ملخص الاتفاق النووي الايراني، دراسات شرق أوسطية،2015، السنة19، العدد73، ص139-142

$174)             Abdennour Benantar, ” What Role does the USA Play in the Mediterranean”,political jornal, Med 2009, P 40.

المراجع العربية :

$1-   أحمدإبراهيممحمود،الأزمةالنوويةالايرانيةتحليللاستراتيجيات الصراع، كراسات استراتيجية، مركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام، العدد 149، 2005.

$1-       ايغال الون، بناء الجيش الاسرائيلي، سلسلة الكتب المترجمة، الهيئة العامة للاستعلام، القاهرة، 1984.

$1-   بالة عمار، مكانة الولايات المتحدة الامريكية ضمن الترتيبات الأمنية في منطقة البحر الابيض المتوسط، رسالة ماجستير، جامعة باتنة، الجزائر، 2012.

$1–       برادليأتایلر،السلامالأمریكيوالشرقالأوسط،ترجمةعمادفوزيشعیبي،لبنان،بیروت،الدارالعربیةللعلوم،الطبعة1،2004.

$1-       بكر البدور، ملخص الاتفاق النووي الايراني، دراسات شرق أوسطية،2015، السنة19، العدد73.

$1-   جون بيليس، الامن الدولي في حقبة ما بعد الحرب الباردة، في، عولمة السياسة العالمية، تحرير جون بيليس وستيف سميث، دبي، مركز الخليج، 2004

$1-       جنيفر كنيبر، الاسلحة النووية الاستراتيجية الايرانية، دراسات عالمية، العدد 88، مركز الامارات، ابو ظبي، 2009.

$1-       خالد المصري، النظرية البنائية في العلاقات الدولية، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد30، العدد2، 2014.

$1-   رائد حسين حسنين، البرنامج النووي الايراني وانعكاساته على الأمن القومي الاسرائيلي 1979-2010، رسالة ماجستير، جامعة الازهر، غزة، 2011.

$1-       رياض الروي، البرنامج النووي الايراني وأثره على الشرق الاوسط، دمشق، دار الاوائل للنشر، 2006.

$1-       ريتشارد نيكسون، ما وراء السلام، ترجمة مالك عباس،الأهلية للنشر والتوزيع،عمان،1995.

$1-       عبدالله فالح المطيري، أمن الخليج العربي والتحدي الايراني، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الاوسط، عمان، 2011.

$1-       عبلة مزوزي، العلاقات الايرانية-السورية في ظل التحولات الدولية، رسالة ماجستير، جامعة باتنة، الجزائر، 2010.

$1-       عطا زهرة، البرنامج النووي الايراني، مركز الزيتونة، بيروت، 2015.

$1-       عبد الرفيق قشوط، مفهوم  الأمن في العلاقات الدولية، مجلة الحكمة، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر،  العدد، 24، الجزائر، 2014م.

$1-       عبد الوهاب الكيالي وأخرون، موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ج1، بيروت، 1998 .

$1-       علي الدين هلال، وجميل مطر، النظام الاقليمي العربي؛ دراسة في العلاقات العربية، ط3، كتب عربية، القاهرة، 1988.

$1-       مصطفى علوي، الأمن الإقليمي بين الأمن الوطني والأمن الدولي، مجلة مفاهيم الأسس العلمية للمعرفة، العدد 4،القاهرة، 2005.

$1-   ممدوح منصور، سياسات التحالف الدولي: دراسة في أصول نظرية التحالف الدولي ودورالأحلاف في توازن القوى واستقرار الأنساق الدولية، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1997.

$1-       وليد المبيض وجورج كتن، خيارات ايران المعاصرة، منشورات دار علاء الدين، دمشق، 2002.

$1-       وليد عبد الحي، مستقبل المكانة الاقليمية لايران عام 2020، الجزائر، 2009.

$1-   ھاديقبیسي،السیاسةالخارجیةالأمریكیةبینمدرستینالمحافظةالجدیدةوالواقعیة،مصر،القاھرة،الدارالعربیةللعلوم، ناشرونومكتبةمدبولي، 2008.

المراجع الاجنبية :

$1-       Abdennour Benantar, ” What Role does the USA Play in the Mediterranean“, political journal, Med 2009, p 40.

$1-       Anoushirvan Ehteshami and Ramond A.Hinnebusch-Syria and Iran :Middle Powers in a Penetrated Regional System,Routledge,1997.p.28

$1-       Communication dated 26 March 2008 received From the Permanent Mission of the Islamic Republic of Iran to the Agency,IAEA,Infcire/724,Mar,28,2008,General Distribution Original English.

$1-   Harvard University، Securing peace in the Middle East : Project on economic transition. Cambridge، Mass 1993.p12-14.

$1-       Doyle, M, W,  On the Democratic Peace International Security, 19(4), 1995, p180.

$1-       James N.Miller,Christine Parthemore,Kurt M.Campbell ,(eds)-Iran:Assessing U.S.Strategic Options,Center for A New American Security,2008.footnote.9

$1-       Paul Viotti et Mark V. Kauppi, International Relation Theory: Realism, Pluralism, Globalism and Beyond, USA, Boston, Allyand Bacon, 1997, P 56.

$1-       Pieper, Moritz. Alternatives,2013,Turkish Foreign Policy toward the Iranian Nuclear Programme: In Search of a New Middle East Order after the Arab Spring and the Syrian Civil War, Turkish Journal of International Relations, Vol. 12 Issue 3, p87-89.

$1-       Policy, and Iran: Is the Time Ripe for Basic Changes? INSS Insight No. 478, October 22, 2013

$1-       Robert Mac Namora ,The Essence Of  Security ,NewYork : Haspen And Row ,1988, p 60.

$1-       Ted Galen Carpenter & Ashoo Jessica-A View to A Coup,National Interest,Issue.88.May April.2007.p.64.

المواقع الاليكترونية :

$1-   الجزيرة نت، تصريحات ايرانية حول عملية عاصفة الحزم في اليمن، “جنرال ايراني يحذر السعودية من تبعات ثقيلة لعاصفة الحزم”، على الموقع الاليكتروني: http://www.aljazeera.net/news/international/2015/4/5/

$1-   دياتير بيدتارز ورونين بيرغمان، حرب اسرائي الخفية ضد ايران، الموساد يصب اهتمامه على برنامج طهران النووي، صحيفة الجريدة 30/11/2010،: http://aljarida.com/aljarida/article>aspx?id=192510

$1-   زهير ،كمال ،ورقة التوت والعلاقات السعودية الاسرائيلية ن جريدة مصرنا ،مطبوعة شهرية تصدر عن المركز الامريكي للنشر الالكتروني ،ديسمبر 2013 ،http://www.ouregypt.us/B.zohair/kamaaal17.html

$1-       صحيفة معاريف، 7/4/2008، على الموقع الاليكتروني: http://www.nrg.co.il/online/1/art1/719/138.html

$1-   صحيفة هأرتس، شئون سياسية، خارطة طريق تركيا جديدة للمساعدة في التفاوض حول برنامج ايران النووي، 17/2/2011، على الموقع الاليكتروني: http://www.haaretz.com/news/international/turkey-to-help-negotiate-new-road-map-for-iran-nuclear-program-1.343939?locaLinkEnabled=false.

$1-       وسائل الاعلام الايرانية تشن حمله شرسه ضد مفتي السعودية ttp://www.aljazera.net/news

$1-   حركة العدل والمساواة الاسلامية السودانية، “هل تعتدي ايران على السعودية بسبب موت 464 حاجا ايرانيا”، على الموقع الاليكتروني: http://www.sudanjem.org/2015/

$1-       محمد حسنين هيكل، نظريات الأمن القومي، الجزيرة نت، 13/1/2008-2013: http://www.aljazera.net

$1-       نظير مجلي, نتنياهو يستغل ذكرى «المحرقة»http://www.aawsat.com/details.asp?section-

$1-       MoscowTimes.Septempar.2001.http:www.themoscowtimes.com/index.php.http;//iran1404.ir/swavisionsite-ar/swavisionen/forumNews/tabid/62/ctl/Details/mid/42/itemID/83/Default.aspx

$1-       Implementation of the NPT Safeguards Agreement and Relevant Provisions of Security Council Resolutions in the Islamic Republic of Iran, “Statements by the DirectorGeneral,sep.10,2007. http://www.iaea.org/NewsCenter/Statements/2007/absp2007n013.htmi#iran

$1-       Kenneth Katzman, “Iraq: Politics, Elections, and Benchmarks,” Congressional Research Serv

2 June 2009, 6, www.fas.org/sgp/crs/mideast/RS21968.pdf.

$1-       Anthony H. Cordesman,Iran and Nuclear Weapons, Center for Strategic and International Studies, Washington D.C.2006, http://www.csis.org/media/csis/pubs/irannuclear.pdf,23.8.2006

$1-       Anthony H. Cordesman and Abdullah toucan, Study on apossible Israeli Strike on  Irans Nuclear Development Facilities, Site of center for strategic and international studies(csis), 14-3-2009,PP27-31, HTTP://csis.org/files/media/csis/pubs/090316_israel istrikeian.pdf

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …