الرئيسية / العلاقات الدولية / التفاعلات الدولية / حرب السبع سنوات أسبابها وأحداثها ونتائجها
حرب السبع سنوات
حرب السبع سنوات

حرب السبع سنوات أسبابها وأحداثها ونتائجها

بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة الإسكندرية

كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية

قسم العلوم السياسية

تمهيدي الماجستير

 

 

بحث:

حــــــرب الســـــــبـــع ســـــــــنــــوات

                           مقدم إلى:

الأستاذ الدكتور

محــــــــــــرز الحـســــــــيـــــــــني

                         مقدم من:

رانـيـا ســعيــد بلـبـع           قسم العلاقات الدولة

تامر نادي عبد العظيم          قسم النظم السياسية

2018

 

حرب السبع سنوات

مــــقــــــــدمــــــــــــة:

حرب السنوات السبع ويطلق عليها أحياناً الحرب (اليومرانية)، وأيضاً (الحرب الفرنسية والهندية)، جرت بين عامي 1756 -1763. شاركت فيها بريطانيا وبروسيا ودولة هانوفر ضد كل من فرنسا والنمسا وروسيا والسويد وسكسونيا “الألمانية”، ودخلت إسبانيا والبرتغال في الحرب بعد مدة من بدايتها عندما هوجم إحدى جيوش المقاطعات المتحدة الهولندية في الهند.

حرب السبع سنوات اشتركت فيها جميع دول أوروبا تقريباً، وامتدت إلى أمريكا والهند وسميت في أمريكا بالحرب الفرنسية – الهندية، وفى أوروبا نشبت الحرب بين كل من بروسيا والنمسا من أجل السيطرة على ألمانيا التي لم تكن دولة موحدة، وقد أقدمت بريطانيا على الحرب ضد فرنسا من أجل السيطرة على بحار وأراضي أمريكا الشمالية.

انتهت الحرب بعقد معاهدة باريس (1763) حيث ثبتت الحرب مكان بروسيا الجديد كدوله عظمى وجعلت بريطانيا الدولة الاستعمارية الكبرى على حساب فرنسا ونتيجة لهذه الحرب فقدت فرنسا سلطانها فى أراضي أمريكا الشمالية التي استولت عليها بريطانيا.

  • بداية الحرب:

عندما بدأت فرنسا بالتوسع في وادي نهر أوهايو، حيث بدأ الصراع مع زيادة المطالبات من المستعمرات البريطانية، وخاصه ولاية فرجينيا خلال عمى 1754 و1755م، وهجوم الفرنسيين في تتابع مستمر وسريع من الشاب جورج واشنطن والجنرال لدواردبرادوك وحاكم ولاية ماسا تشوستس، وخاصة ولاية فرجينيا، ودارت سلسلة من المعارك أدت إلى الإعلان البريطاني الرسمي للحرب في عام 1756م، مع الاستفادة من تمويل رئيس الوزراء ووليام بيت في المستقبل، وتحول المد البريطانيين لتحقيق الانتصارات في لويس بورج، وحصن فرونتيناك، والمعاقل الفرنسية الكندية في كيبيك.

في البداية خططت فرنسا لغزو واجتياح إنجلترا. لكنها تعرضت لسلسلة من الهزائم البحرية الأولى عام 1759م قرب البرتغال، والثانية فى خليج كويبررون فى العام نفسه.

استمرت حرب السبع سنوات، خلال عام 1756 – 1763م، والتي تشكل فصلاً فى الصراع الإمبراطوري بين فرنسا وبريطانيا، وفى مؤتمر السلام عام 1763م، أخد البريطانيون أراضي كندا من فرنسا وفلوريدا من إسبانيا، وفتح وادي المسيسيسبى إلى التوسع غرباً.

  • لماذا تختلف حرب السبع سنوات؟

نشبت الحرب الفرنسية -الهندية كجزء من حرب السبع سنوات، والتي انتشرت في معظم أنحاء العالم.

من الخطأ أن يعتقد أن الفرنسيين قاتلوا مع الهنود. ولكن فى الواقع كان أكبر عدوين فى الحرب هما الفرنسيين والإنجليز، وكان كلا الجانبين حلفاء للولايات المتحدة، وكان الفرنسيين متحا لفين مع الهند، ومع عدة قبائل منها (شوني و الإوجيبوا و اوتاوا)، أما البريطانيين كانو متحالفين أيضاً مع عدة قبائل منها (شيروكى و ماتاوبا و الايروكوا).

 

  • موقع الحرب:

نشبت معظم الحرب فى شمال شرق الهند على طول الحدود بين المستعمرات البريطانية والمستعمرات الفرنسية.

وقامت الحرب الفرنسية والهندية بين عامى 1754 – 1763 فى أمريكا الشمالية، حيث نشبت بين المستعمرات الأمريكية البريطانية وفرنسا الجديدة. وكلا الجانبين بدعم من وحدات عسكرية من الدول الأم: بريطانيا العظمي وفرنسا، وحلفاء أمريكيين. فى بداية الحرب كانت مستعمرات أمريكا الشمالية الفرنسية يبلغ عدد سكانها ما يقرب 60000 من المستوطنين الأوروبيين مقارنة، بالمستعمرات البريطانية التي يبلغ عدد سكانها    200000. وكانت المستعمرات الفرنسية تعتمد بشكل خاص على الهنود فى زيادة العدد.

  • الوضع الجيوسياسي فى أوروبا بداية الحرب:

كانت بريطانيا وفرنسا أكبر وأقوى دولتين فى أوروبا، يملكان أكبر عدد من المستعمرات فى أمريكا الشمالية ( أمريكا وكندا )، وكان الصراع على اّخره بين انجلترا وفرنسا للسيطرة على أراضي العالم الجديد فى أمريكا التى لم تكن موحدة، وكانت مقسمة إلى مستعمرات، وكندا التي كان بها مستعمرات مونتريال وكوبيك تابعتين لفرنسا،

كانت بريطانيا قد أسست شركة الهند الشرقية، وكان هناك نزاعا أوروبياً اّخر بين بروسيا والنمسا من أجل السيطرة على ألمانيا إلتي كانت مقسمة إلى عدة أقاليم. وساعدت بريطانيا بروسيا وفرنسا ساعدت النمسا.

رغبة حكومة النمسا فى استعادة ممتلكاتها فى إقليم سيليسيا من ملك بروسيا الذي استولى على معظمها من النمسا، فتحالفت حكومة النمسا مع حكومة روسيا، وتحالفت بصعوبة مع فرنسا. وتم الاتفاق بين بريطانيا وبروسيا الأمر الذي أدى إلى انزعاج الفرنسيين واعتبروه خيانة من حليفهم ملك بروسيا.

كان هناك دول أخرى قوية فى أوروبا ومنها إسبانيا- هولندا – النمسا –   روسيا  –  تركيا فى الشرق.

فى عام 1756م، كان فريدريك الكبير ملك بروسيا يراقب تحركات أعدائه بحزر لحرصه على أن يقوم بالضربة الأولى فقام بغزو ولاية سكسونيا الألمانية وأجبرها على التسليم. مما أشعل فتيل الحرب.

 

  • أسباب قيام حرب ال 7 سنوات:

أولا: الأسباب الجيوبوليتيكية:

الصراع بين انجلترا وفرنسا للاستحواذ على أكبر عدد من الأراضي والمستعمرات فى أمريكا الشمالية والهند. وتنطبق على هذا الصراع نظرية القوة البحرية لماكيندر، ذلك للأهمية البحرية والاستراتيجية لموقع أمريكا الشمالية.

ثانياً: الأسباب السياسية:

1- المنافسة الاستعمارية بين بريطانيا وفرنسا فى أمريكا.

2- المنافسة بين دول أوروبا ( بروسيا والنمسا )  من أجل السيطرة على ألمانيا التي لم تكن موحدة فى ذلك الوقت، وكانت فرنسا حليفه للنمسا وبريطانيا حليفة لبروسيا.

3- يمكن اعتبار حرب ال 7 سنوات جزء من الحرب الأوروبيه التى استمرت 9 سنوات بين بريطانيا وفرنسا.

ثالثاً: الأسباب الاقتصادية:

1- رغبة بريطانيا وفرنسا في السيطرة على موارد وخيرات العالم الجديد ( أمريكا الشمالية) .

2- التصارع بين دول أوروبا من أجل السيطرة على إقاليم ألمانيا الغنية بالموارد.

 

** الثورة الدبلوماسية:

تعتبر الثورة الدبلوماسية الأصل لحرب الـ7 سنوات، في عام 1748 تم إبرام معاهدة “أيكس لا تشابيل” وهى معاهدة انهت حرب الخلافة النمساوية إلا أنها كانت بنظر الكثيرين عبارة عن توقف مؤقت للحرب، وكانت النمسا قد فقدت سيلبيسيا، بعد سيطرة بروسيا عليها كما زاد قلق روسيا بسبب قوة بروسيا المتزايدة. وبدأت تبحث عن شن حرب وقائية لإيقاف نمو قوة بروسيا. وفى الوقت نفسه رأت بروسيا شن حرب وقائية لإبقاء سيليسيا بحوزتها. كما بدأت تحلم بالسيطرة على أراضي جديدة.

فى الخمسينيات ن القرن السابع عشر، ازدادت التوترات بين بريطانيا وفرنسا من أجل السيطرة على أمريكا الشمالية، وحاولت بريطانيا أن تمنع الحرب من خلال تغيير تحالفاتها مع الدول الأخرى. أما فريدريك الثانى ملك بروسيا فقد آثار الثورة الدبلوماسية، التى أسفرت عن تغيير التحالفات السابقة، فتحالفت بذلك فرنسا والنمسا وروسيا ضد بريطانيا العظمى وبروسيا وهانوفر.

  • نهاية الحرب:

انتهت الحرب بعقد معاهدة باريس 1736م، وبالنسبة للحرب داخل أوروبا بقيت سيلسيا تحت الحكم البروسى. وعزز موقف بروسيا كقوة عظمى ولم تحدث تغييرات إقليمية فى أوروبا. وبقيت مناطق أخرى كما كانت قبل الحرب.

أنهت معاهدة باريس 1763 الخلافات بين فرنسا وبريطانيا وإسبانيا. وتخلت فرنسا تقريباً عن كل أراضيها فى أمريكا الشمالية لصالح بريطانيا كما تخلت عن سلطتها فى الهند.

  • نتائج حرب الـ 7 سنوات:

1- جعلت الحرب لأول مرة المستعمرات متحدة لمحاربة عدو مشترك، وجمعت الميليشيات الاستعمارية، واكتسبت الثقة فى قدراتهم القتالية، وفى النهاية لعبت أحداث الحرب الفرنسية الانجليزية دوراً مهماً فى قيام الثورة الأمريكية.

2- كان للحرب بعض الآثار على مستقبل المستعمرات الإنجليزية فى أمريكا، والتي كانت مكلفة للحكومة البريطانية، فتم إصدار ضرائب على المستعمرات بحجة الحماية، مما كان له أكبر الأثر فى قيام الثورة فى أمريكا.

3- اضطرت فرنسا إلي التخلي عن أراضيها في أمريكا الشمالية، وزادت مساحات بريطانيا من شرق القارة حتى شرق الميسيسبى واكتسبت إسبانيا أراضي غرب الميسيسبى.

4- تأكيد مكانة بروسيا باعتبارها قوة أوروبية مهمة.

5- أظهرت روسيا بأنها قوة عظمى، قادرة على التأثير الهائل، وحصولها على أكبر قدر من النفوذ في بولندا هذا سيؤدي مستقبلاً إلي تقسيم بولندا.

6- أكدت بريطانيا نفسها بوصفها القوة المهيمنة فى العالم بحريه واقتصادية، وقوة يحسب لها حساب فى توازن القوى الأوروبي.

7- أصبحت بريطانيا هي القوة المهيمنة فى الهند، مما مكنها من إخضاع الهند، واستغلال موارده. ويقول بعض المؤرخين أن استغلال موارد الهند كان له أكبر الأثر فى قيام الثورة الصناعية في أوروبا.

8- شرعت فرنسا وإسبانيا في تعزيز قوتهما البحرية مع احتفاظ فرنسا لحقوق الصيد قبالة ساحل كندا والذي ساعد في الانتصار الأمريكي في الحرب الثورية.

9- الديون التي تكبدتها فرنسا في الحرب ولاحقاً فى الثورة الأمريكية، وإذلال الجيش، أدت إلى قيام الثورة الفرنسية، وأدت إلى الإصلاحات والابتكارات، واتضح بعد ذلك فى نجاحات نابليون بونابارت.

10 – أظهرت الحرب قوة بريطانيا البحرية.

11- تشابه الأسلحة المستخدمة فى الحرب داخل أوروبا، جعل من المستحيل تحقيق الانتصارات بشكل ساحق، مما أنهى الحرب دون أي مكاسب تذكر لأى طرف.

12- من أهم نتائج الحرب توسعات بريطانيا الاستعمارية فى جميع أنحاء العالم، بعد إنهاك قوة الإمبراطورية الفرنسية.

13- توحيد ألمانيا 1870.

14- لم تغير الحرب داخل أوروبا ( الحرب بين النمسا وبروسيا وحلفاؤهما ) شيئاً على أرض الواقع بعد انفاق الملايين وموت الآلاف، وبعد التوقيع على معاهدة باريس 1763م.

15- دخول فرنسا الحرب داخل أوروبا كمحور مضاد لبريطانيا بالإضافة لدخولها الصراع مع بريطانيا فى مستعمرات أمريكا الشمالية والهند جعل الحرب عالمية المسرح.

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …