Site icon arabprf.com

سياسات الصين فى إقليم “شينجيانغ” والتعامل مع مسلمي الإيغور

سياسات الصين فى إقليم "شينجيانغ" والتعامل مع مسلمي الإيغور

سياسات الصين فى إقليم "شينجيانغ" والتعامل مع مسلمي الإيغور

سياسات الصين فى إقليم “شينجيانغ” والتعامل مع مسلمي الإيغور

 

–  أستاذ مساعد العلوم السياسية فى كلية السياسة والإقتصاد – جامعة بني سويف

–  خبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية

– محاضرة وباحثة زائرة فى مركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند فى السويد

–  مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا

–  عضو ملتقى الخبراء والباحثين العرب في الشؤون الصينية.

ـــ  قدمت هذه المداخلة ضمن فعاليات مؤتمر “الاستغلال الغربي لقضية الإويغور في الصين” بمركز الدراسات الآسيوية والصينية ببيروت، والتى نظمها مركز الدراسات الآسيوية والصينية في العاصمة اللبنانية بيروت مؤتمراً افتراضياً بعنوان: “هل تهتم الدول الغربية بحقوق الإنسان في شينغيانغ؟ ما هي خلفيات الحملة الغربية ضد الصين؟”، وذلك يوم السبت الموافق ٥ حزيران / يونيو ٢٠٢١.

 

قفز إقليم “شينجيانغ” الصيني في السنوات الأخيرة إلى قمة الاهتمامات الإقليمية والدولية لعوامل يمكن أن يكون سببها الأساس موقع الإقليم الإستراتيجي وثقله النفطي، مع اعتماد الصين سياسات تنموية فريدة وإتباع خطط وبرامج مدروسة على مدار سنوات طويلة لتنمية الإقليم وتطويره.

 

وتهتم القيادة السياسية في الصين اهتماماً كبيراً بقضية التنمية في الإقليم للتخلص من التطرف والعنف والانفصالية باعتبارها في الإقليم، وفقاً للتأكيد الدائم للرئيس الصيني “شى جين بينغ” في معظم خطاباته السياسية، حيث عُقدت (الندوة المركزية الثالثة حول العمل المتعلق بشينجيانغ) في الأول من تشرين الأول / أكتوبر 2020، وفيها دعا الرئيس الصيني إلى بذل جهود من أجل “بناء شينجيانغ تتسم بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد”.

 

ينتسب مسلمو الصين وعددهم نحو 24 مليوناً وفق أرقام العام 2009، وقد يصل إلى 30 مليوناً بحسب إحصائيات أخرى، إلى عشر قوميات أقلية من أصل الـ 56 قومية التي تتكون منها الصين، وقد نجحوا في بناء مؤسسات لهم تعتمد على المساجد (ما يقارب الأربعين ألف مسجد)، شيدت على نمط العمارة المحلية من الخارج “لتماثل الأديان الصينية الشائعة”، والمدارس والأضرحة، والتي تعد بمثابة شبكات تؤمن لهم الاستمرارية والبقاء والتماسك.

 

وفي رأى الباحث الصيني “جيان بينغ وانغ”، أستاذ الدراسات الإسلامية فى جامعة شنغهاي، تؤدي الطقوس والاحتفالات ومنها المولد النبوي الشريف، ورؤية الهلال أول وآخر يوم في رمضان، وعيد الأضحى، دوراً معتبراً في تعزيز المجتمع المسلم داخل الدولة الصينية.

ويتمتع إقليم شينجيانغ بمزايا جيوبولتيكية عديدة منها: الموقع الإستراتيجي الذي كان يمر به طريق الحرير الذي يربط بين الصين وبلاد العالم القديم والدولة البيزنطية، وفي الوقت ذاته يعتبر إقليم شينجيانغ بمثابة منطقة عبور للأنابيب التي تنقل النفط الصيني الى الخارج، بالإضافة إلى أن الإقليم يختزن العديد من الموارد الاقتصادية كالنفط والغاز الطبيعي والفحم واليورانيوم وغيرها. ويعتبر الخبراء إقليم شينجيانغ عصب الاقتصاد الصيني وعصب صناعتها الثقيلة والعسكرية وأيضاً مخزون للصواريخ البالستية النووية الصينية.

 

ونجد أن أكبر قومية من قوميات المسلمين في الصين هي (قومية الأويغور)، وإلى جانب قومية الإيغور توجد حوالى تسع قوميات أخرى تدين بالإسلام، وهي:

 

1-القازاق: يتمركزون في منطقة “شينجيانغ”، تقول السلطات إنهم أكثر من مليون وربع المليون نسمة، منهم أكثر من مليون في شينجيانغ.

2- الأوزبك والطاجيك: ذوو الأصول البدوية ويتحدثون اللغة الأوزبكية.

3- التتار: وهم متمثلون في من اجتازوا حدود (تتارستان) الحالية وفي القبائل التركية في السابق.

4- الهوى: الممثلة في العرب والفرس القدماء الوافدين مع الفتح الإسلامي للصين، وهم منتشرون في شينجيانغ ومقاطعات خوبي وخنان وشاندونغ وإقليم منغوليا ذي الحكم الذاتي. فالهوى مثلهم مثل قومية الهان، قدموا عشرات آلاف من الضحايا لقضايا أرض الوطن في الصين في مختلف الحروب. فلا يُنظر لهم من جانب الهان إلا بإعتبارهم أبناء الصين المسلمين.

5- قومية سالار: تستوطن محافظة شيونهوا ذاتية الحكم، ولهم لغتهم الخاصة وهي السالار المنطوقة.

6- دونغ شيانغ: وتقطن مقاطعة قانسو، وهم من أصول منغولية ويعتبرون أول من اعتنق الإسلام من المنغول.

7- باوآن: ويقطنون أيضاً مقاطعة قانسو، وهم فرع من المنغول، ولغتهم تنتمى إلى أرومة باللغة المنغولية.

8- القرقيز: من أصول تركية جاؤوا من (قيرقيزستان)، وللقرقيز في الصين ولاية ذات حكم ذاتي فى إطار منطقة “شينجيانغ”

 

 

يفحص “هايون ما”، أستاذ التاريخ في جامعة ماريلاند “العلاقة بين الأويغور والدولة في الصين”، ويعتقد أن تشكيل الدول المستقلة الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى في التسعينيات من القرن المنصرم نمّى لدى الأويغور شعوراً أقوى بالهوية، وأدّى بالبعض إلى المطالبة بالانفصال عن الوطن، وهم ينعمون حقيقة بحكم ذاتي منذ العام 1955.

وفي السنوات الأخيرة شهدت الصين عدداً من أعمال العنف والتوترات التي وصفتها بكين بأنها أعمال إرهابية. ونتيجة لذلك، قام الحزب الشيوعي الحاكم في الصين باتخاذ بعض التدابير الإحترازية لتحقيق الإستقرار والسيطرة على إقليم شينجيانغ، خاصةً مع إعلان “حركة تركستان الإرهابية الإنفصالية” التى تتخذ من الإقليم موطناً لها عن مسؤوليتها عن تنفيذ تلك الهجمات الإرهابية ضد بعض الأهداف داخل الصين، وإتباعها لنهج جديد لضرب بعض مصالح الصين وإستهداف شركاتها ومصانعها وإستثماراتها وسفاراتها ومواطنيها في الخارج. وما تم توثيقه مؤخراً بالصور والفيديوهات من تجنيد الآلآف من شباب “الأويغور” المسلمين من شينجيانغ في تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا وكذلك مع الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا، يؤكد صحة هذه التهديدات وخطرها على أمن الصين.

 

وقد شهد إقليم شينجيانغ ما بين عامي 2008 و2013 أكثر من 21 حادثة عنف كبيرة بينها خطف للطائرات وهجوم بالسكاكين وتفجيرات إنتحارية. في المقابل هرب بعض الأويغور إلى بلاد أخرى أو التحقوا بجماعات متشددة تنتشر حول العالم.

 

كما شهدت منطقة “أورومتشي” عاصمة إقليم شينجيانغ عام 2009، وبكين عام 2013، ومناطق كونمينغ وأورومتشي عام 2014، عمليات إرهابية. وفي الفترة من عام 1990 حتى نهاية 2016 خططت الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ من شينجيانغ مركزاً لها لآلآف العمليات الإرهابية من تفجيرات وإغتيالات، كما لقى عدد من الأبرياء في ذلك الإقليم مصرعهم جراء هذه العمليات.

 

 

يتميز موقع “شينجيانغ” الجغرافي بكونه يمكن حكومة الصين في الدفاع عن (منغوليا الداخلية) ولتقاطع حدوده مع (ثمان دول جغرافياً وإقليمياً) تشكل تحدياً للأمن القومى الصيني.

 

ومن خلال تميّز الموقع الجغرافي لإقليم “شينجيانغ”، أدى ذلك إلى دفع الصين على مر العصور للسيطرة عليه من منطلق (الدفاع عن منغوليا الداخلية التي يمثل الدفاع عنها أهمية لحماية بكين وأمنها القومي). كما يعد السيطرة على هذا الإقليم سيطرة على (طرق الإتصال الهامة بين الصين وأوراسيا والشرق الأوسط)، والتى كان يمر بها ما يسمى بــــ (طريق الحرير القديم) الذي كانت تعبره الجيوش من وسط آسيا إلى الصين، ويعتبر من أهم الطرق لنقل البضائع التجارية في العالم.

 

يشمل إقليم “شينجيانغ” حدوداً واسعة تبلغ نحو 5600 كيلومتر، ولها أهمية إستراتيجية قصوى بالنسبة للصين، حيث (يتجاور إقليم “شينجيانغ” ضمن حدوده الجغرافية والإقليمية نحو 8 دول وبعض تلك الدول تمثل خطراً داهماً على الصين كونها تضم أعداداً من “الإرهابيين كتنظيم القاعدة في أفغانستان”، لذلك تنظر الصين إلى الإقليم على أنه يجب أن يظل عبارة عن جدار صلد يمنع دخول هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين إلى الصين عبر شينجيانغ.

 

عمل الحزب الشيوعي الصيني وفقاً للدستور على المطالبة بضرورة توفير معاملة أفضل للأقليات، وأن هذه الأقليات لها من الحق ما يمنحها لتشكيل (إتحاد مع الصينيين من عرق “الهان”، بإعتبارهم الأغلبية في التركيبة السكانية الصينية)، ومن هنا، فقد إتبع الحزب عدداً من السياسات المنهجية لإستيعاب “عرقية الأويغور” في “شينجيانغ”، من خلال إتباع الآليات والخطط الآتية:

 

1- تأسيس الحزب ما يسمى بــــ”فرق الإنتاج والبناء فى إقليم شينجيانغ”: كسياسة قديمة له لحماية الإقليم، ويطلق عليها أيضاً في الصين “سياسة بنغتوان”    Bingtuanالتي ترجع إلى عام 1954 والتى (خصصت من خلالها الحكومة المركزية في بكين ومنظمات الحزب الشيوعي أكثر من مائة ألف من العسكريين لإستصلاح وزراعة المناطق الحدودية على إقليم شينجيانغ، وبالتالى تحويلهم من قوة عسكرية إلى قوة مدنية. وهي بذلك تحقق هدفين في آن واحد، هما:

 

وقد شكلت “سياسة البنغتوان” العنصر الثالث في إدارة إقليم شينجيانغ مع كل من (سلطة إدارة المقاطعة وجيش التحرير الشعبي الصينى)، حيث تقوم هذه الفرق بجانب عمليات الإنتاج، بتخطيط وتنفيذ عمليات تنمية الإقليم وتوفير فرص عمل لسكانه من الأويغور والهان، كما تقوم بتدريب بعضهم على فنون القتال حمايةً لعمليات إختراق الإقليم من جهة حدوده المترامية الأطراف مع دول أخرى إقليمية بها جماعات جهادية متطرفة كأفغانستان وباكستان وغيرهما.

 

وبعد تأسيس الدولة الصينية الحديثة، تم توحيد كل الجمعيات الإسلامية فى شكل جمعية صينية إسلامية (رسمية) أطلق عليها “الجمعية الإسلامية الصينية”، وقد عُقد أول مؤتمر لمُمثلى الحزب الشيوعى فى 11 مايو 1953، في العاصمة الصينية بكين، وأُعلن رسمياً عن إنشاء “الجمعية الإسلامية الصينية”، وأنشئ العديد من الأفرع لهذه الجمعية في العديد من المقاطعات والمدن الصينية. وكان للجمعية دور بارز في تكوين جسر من التواصل بين المسلمين من مختلف القوميات والحزب الحاكم وقيادات الدولة، وإستفادت الحكومة الصينية من تحقيق تواصل عبر قنوات رسمية وغير رسمية بين الجمعية ودول بلدان منظمة التعاون الإسلامي لإحداث مزيد من التقارب بين الصين ودول العالم الإسلامي.

 

واللافت هنا، هو رسالة الرئيس الصيني “شى جين بينغ” في 31 مايو 2019، عندما بعث برسالة تهنئة بمناسبة إفتتاح (القمة الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي) في مكة المكرمة بالسعودية. وقال في رسالته إن منظمة التعاون الإسلامي هي رمز للوحدة بالنسبة للبلدان الإسلامية، وهو يقدر تقديراً كبيراً الإسهامات التى قدمتها المنظمة في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية منذ إنشائها قبل 50 عاماً.

 

وأضاف الرئيس “شى جين بينغ” بأن “الصين والدول الاسلامية تتمتعان بعلاقات ودية تقليدية وصداقة عميقة وكذلك بدعم متبادل وتعاون مخلص”. وقال إن “الصين تعلق أهمية كبيرة على العلاقات الودية مع الدول الإسلامية وتتطلع إلى منظمة التعاون الإسلامي كجسر مهم للتعاون بين الصين والعالم الإسلامي”. وأشار إلى “تطلع الصين وإستعدادها للعمل مع الدول الإسلامية لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون العملى والحوار بين الحضارات، من أجل خلق مستقبل أفضل للعلاقات الودية بين الصين والعالم الإسلامى والمساهمة في دفع بناء مجتمع مع مستقبل مشترك للبشرية”.

 

وما يثير الدهشة والإعجاب هو عدد المساجد في الصين التي يبلغ عددها حوالى 42 ألف مسجد منتشرة في عموم الصين، وأن (رابطة علماء المسلمين الصينيين) تضم أكثر من خمسين ألف إمام. ويمكن هنا إجمال أهم تلك الجمعيات الإسلامية الصينية:

 

 

رابعاً: مراكز التعليم والتدريب المهني

إتخذت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات الفعالة في شينجيانغ وفقاً للقانون، بما فيها إنشاء مراكز التعليم والتدريب المهني، وذلك من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف. وتمكن معظم المتدربين من الحصول على عمل ودخل مستقرين وتتحسن مستويات معيشة أسرهم تحسّناً ملحوظاً من خلال تعلم اللغة الصينية الوطنية والمعرفة القانونية والمهارات المهنية في المراكز.

فقد جاء الرد الصيني الرسمي على تنامي أعمال التطرف والعنف في “شينجيانغ” بعمل مراكز “لإعادة تأهيل بعض سكان شينجيانغ” مع عمل برامج متكاملة لهم، الأمر الذي نجحت فيه الحكومة بشدة، حيث أننا لم نعد نسمع خلال السنوات الأخيرة عن وقوع أي عملية إرهابية في إقليم “شينجيانغ” مع إعتراف واشنطن والغرب رسمياً بنجاح الصين فى القضاء على الإرهاب داخل الإقليم.

ولكن توالت الإتهامات الغربية والأميركية للصين من خلال توصيف واشنطن والغرب لتلك المراكز بأنها “معسكرات إعتقال” بينما تسميها الصين بأنها “مراكز للتدريب والتأهيل وإعادة دمج مواطني وسكان إقليم شينجيانغ” في حضن الوطن الأم.

واستفاد عدد كبير من الفقراء من سياسات المساعدة الحكومية المختلفة للحصول على وظائف مناسبة والتخلص من الفقر. وفي عام 2020، حقق الناتج الإجمالي المحلي لشينجيانغ نمواً بمقدار 3.4% في ظل السيطرة الفعالة على وباء (كوفيد-19). وتم تخليص أكثر من ثلاثة ملايين فقير في “شينجيانغ” من الفقر بموجب المعايير الحالية، وتم حل مشكلة الفقر المدقع لأول مرة في تاريخ المنطقة.

كما عملت الحكومة الصينية بكل جهدها على محاربة الإرهاب والتطرف وحماية الشباب  من خلال إقامة مشاريع كبيرة وخاصة في القرى الفقيرة في الإقليم، حيث إشتركت الحكومات المحلية في 19 مقاطعة وبلدية صينية، من بينها: (بكين، وشنغهاى، وقوانغدونغ، وتشينغ يانغ، ولياونينغ) في التعهد “بتنسيق المساعدات” لدعم المشروعات الخاصة بتعزيز تنمية الزراعة، والصناعة، والتكنولوجيا، والتعليم، والخدمات الصحية في المنطقة.

 

وعلى سبيل المثال، في قرية “بيغ أواتي”، عملت الحكومة على إقامة مشروع تكلف ملايين اليوانات الصينية لتوفير أكثر من 400 ألف  فرصة عمل إضافة إلى مشاريع أخرى.

 

وتم تخصيص إستثمارات ضخمة في شينجيانغ تتراوح قيمتها بين 120 ملياراً و140 مليار يوان فى بناء طرق عامة بطول 68 ألف كيلومتر، تم الإنتهاء منها فعلياً في فترة الخطة الخمسية الثانية عشرة بين عامي 2011 / 2015.

 

كما عملت حكومة إدارة الإقليم على بناء ستة مطارات أخرى في “شينجيانغ” خلال فترة الخطة الخمسية الـــ12 فى الفترة من (2011-2015) ليصل مجموع المطارات هناك إلى 22 مطاراً.

 

وفي السنوات الأخيرة، نما إقتصاد شينجيانغ بشكل مستقر، وتحسنت معيشة السكان بشكل ملحوظ”، وتمت حماية الثقافة التقليدية الممتازة للأقليات القومية وتوريثها، وتم حل مشكلة الفقر المدقع تاريخياً. وفي الفترة من عام 2014 إلى عام 2019، إرتفع (الناتج المحلى الإجمالي لشينجيانغ) من 919.59 مليار يوان صينى إلى 1359.71 مليار يوان، بمتوسط نمو سنوى قدره 7.2%، وزاد نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان “شينجيانغ” بنسبة 9.1% سنوياً.

 

وحرصت الحكومة الصينية على إستغلال الموارد الطبيعية التي يتمتع بها إقليم “شينجيانغ”، والإستثمار في مصادر التعدين وسد الفجوة في المستوى الإقتصادي بين سكان الإقليم وغيره من المدن الشرقية الأخرى. ذلك من خلال وضع عدد من الخطط التنموية، مثل:

 

 

 

 

 

 

 

   وتعد تنمية قطاع السكك الحديدية نقطة إنطلاق للتنمية الإقتصادية فى إقليم “شينغيانغ”، فهي ليست مجرد وسيلة مناسبة لربط الموارد السياحية في المنطقة، بل إنها أيضاً الخيار الأفضل لتقليل تكاليف النقل والوقت بين الوجهتين. وقامت “شينجيانغ” بمد خط سكة حديد يمتد من الشرق إلى الغرب، ويربط بين شمال وجنوب شينجيانغ، ويربط بين آسيا وأوروبا. وتحقق التحول من “خط إلى شبكة”، وذلك إعتباراً من نهاية عام 2017، ووصل عدد الأميال التشغيلية لخطوط السكك الحديدية بشينجيانغ إلى 6244.4 كيلومتراً، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2022، سوف تتجاوز أميال خطوط السكك الحديدية فى “شينجيانغ” 8000 كيلومتراً.

 

وكانت خطوط السكك الحديدية الممتدة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب فى “شينجيانغ” داعماً قوياً للتنمية الإقتصادية السريعة التي شهدتها المنطقة.

 

وفي عام 2020، أطلقت (هيئة سكك حديد شينجيانغ) قطار بضائع تجريبي تصل حمولته إلى 10000 طن. ومن يناير حتى سبتمبر من هذا العام، نجد أن (شحنات السكك الحديدية في شينجيانغ قد تصدرت المرتبة الأولى فى البلاد من حيث معدل النمو). يتيح القطار الذي تبلغ حمولته 10000 طن دخول وخروج الفحم والمواد الكيميائية وغيرها من المنتجات السائبة من وإلى “شينجيانغ”، مما أسرع وتيرة تنمية طاقة الفحم والكهرباء، والصناعات الكيميائية، والمواد الجديدة.

 

ومع التنمية التي شهدتها البنية التحتية لمنطقة “شينجيانغ” خاصةً في السنوات الأخيرة، نفذت (هيئة شينجيانغ للسكك الحديدية) ما يقرب من 20 مشروعاً للسكك الحديدية. فيما تم تشغيل المزيد من القطارات، وتمتد الخطوط لتشمل (المناطق النائية فى شمال وجنوب شينجيانغ)، وترتفع سرعة القطارات بإستمرار وتتسع قدرتها الإستيعابية بشكل كبير.

 

وبوضع (الخطة الخمسية الجديدة التى أطلقتها الصين فى نهاية عام 2020)، فمن المتوقع أيضاً أنه عندما تكتمل شبكة السكك الحديدية فى “شينجيانغ” ويتم ربطها بالطرق السريعة والطيران ووسائل النقل الأخرى، سيصبح التنقل من وإلى “شينجيانغ” أكثر راحة، وسيكون إقتصاد “شينجيانغ” أكثر إزدهاراً عن ذي قبل.

Exit mobile version