ظاهرة الرأي العام
ظاهرة الرأي العام

ظاهرة الرأي العام

ظاهرة الرأي العام

تلخيص الباب الأول من كتاب “الرأي العام” فاروق يوسف

مقدم من/ رجب عيد أبوزيد الطلخاوى

طالب تمهيدي ماجستير علوم سياسية، مسار نظم سياسية

 

ويشمل:

الفصل الأول تعريف الرأي العام

تطور الاهتمام بظاهرة الرأي العام

تعريفات الرأي العام

مفهوم العام

خصاص الرأي العام

بعض القوانين في الرأي العام:

الفصل الثاني تكوين الرأي العام

أولا: مقومات تكوين الرأي العام

ثانيا: عملية تكوين الرأي العام

النموذج الأول: قمع السببية

النموذج الثانى: دافيسون

نموذج مقرح لتكوين الرأي العام

 

مقدمة

يتناول الدكتور فاروق يوسف في مؤلفه ” الرأي العام ” الباب الأول المعنون بظاهرة الرأي العام فصلين، أولهما معنون ب” التعريف بالرأي العام ” ويتضمن: التطور التاريخي للظاهرة والتعريفات المختلفة للمفهوم إلى جانب بعض الخصائص والقوانين، وثانيهما تحت عنوان ” عملية تكوين الرأي العام ” والذى يشتمل على: مقومات تكوين الرأي العام بالإضافة إلى بعض النماذج التي قدمت لتفسير ماهية ومراحل الرأي العام.

الفصل الأول (التعريف بالرأي العام)

بادىء ذي بدء يشير الدكتور فاروق يوسف إلى أن مفهوم الرأي العام من المفاهيم الحديثة نسبيا ولكن الظاهرة نفسها من الظواهر القديمة قدم ظهور المجتمعات، كما أن الاهتمام بالظاهرة نفسها مثله مثل الاهتمام بالمفهوم هو وليد العصر الحديث.

أولا: تطور الاهتمام بظاهرة الرأي العام

باعتبار الرأي العام ظاهرة قديمة بقدم المجتمعات فإنها وجدت في الحضارات القديمة على سبيل المثال دول المدينة الاغريقية إذ كانت الأمور العامة يتم مناقشتها من قبل المواطنين المتمتعين بصفة المواطنة خاصة في أثينا، بكل تأكيد فلاسفة اليونان لم يستخدموا مفهوم الرأي العام بشكل دقيق كالذى يتم استخدامه الآن ولكنهم أشاروا إليه بألفاظ ومصطحات أخرى تعطى نفس المعنى.

وأما عن الحضارة الرومانية فوجد الاهتمام بالرأي العام ولكن نظرا لغلبة الجوانب الشكلية القانونية على الكتابات آنذاك لم يكن هناك اهتمام كبير بظاهرة الرأي العام.

وأما عن العصور الوسطى لم يكن هناك اهتمام بظاهرة الرأي العام أيضا بسبب نظام الاقطاع القائم على علاقة السيد بالعبد بالاضافة إلى سيطرة المعتقدات الدينية، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى اضعاف ظاهرة الرأي العام واضعاف الاهتمام بها.

وعند الحديث عن عصر التنوير، فلابد من الإشارة إلى بداية الاهتمام بالرأي العام أو ما كان يطلق عليه على وجه الدقة رأى الجماهير، وذلك كما هو واضح في كتابات مالمسبورى وماكيافيللى، الأمر الذي دفع البعض إلى اعتبار ماكيافيللى هو أول من استخدم مفهوم الرأي العام بمدلوله الحديث، وما كان لاختراع الطباعة من عوامل رئيسية ساعدت على بروز ونمو ظاهرة الرأي العام الأمر الذي ترتب عليه انتشار الأفكار وزيادة وعى الجماهير وذلك في منتصف القرن الخامس عشر، كما ظهر ذلك جليا في بعض الكتابات السياسية التي جاءت فيما بعد خاصة في القرنين السابع عشر والثامن عشر مثل كتابات فولتير وجان جاك روسو الذي استخدم اصطلاح الارادة العامة.

ثم جاءت مرحلة ظهور المجتمعات الكبيرة كالمدن الكبيرة مما ترتب عليها نمو التجارة الدولية وانتهاء بقيام الثورة الصناعية، مما ترتب علي ذلك ازدحام المدن بالسكان وتشعب العلاقات الاجتماعية الأمر الذي ادى إلى تبادل الآراء والمعارف والمناقشات المختلفة حول الموضوعات الأساسية التي تقع في إطار المجتمعات.

ومما ينبغي الإشارة إليه ما كان للتعليم وانتشاره من آثار إيجابية كأن يعطى للعقل الانسانى الفرصة في التفكير والمناقشة وذلك كما ظهر في صالونات فرنسا، وما تبع ذلك من ثورة فرنسية 1789 والتي تعتبر في جوهرها مظهرا من مظاهر الرأي العام ذي الطابع العنيف، وما احدثته تلك الثورة من صدى في أوروبا والأميركتين وفرنسا والمانيا.

في القرن التاسع عشر زاد الاهتمام بالرأي العام لأسباب عدة منها: آثار الثورة الفرنسية وانتشار الصحافة الديمقراطية الأمر الذي ترتب عليه في نهاية المطاف زيادة الاهتمام بالرأي العام وظهور أفكار ومبادئ مثل: مبدأ أكبر سعادة لأكبر عدد من الناس، الشعب يستطيع أن يميز بين المفيد وغير المفيد من أجل سعادته وبالتالي تم معالجة ظاهرة الرأي العام ودورها في الضبط الاجتماعي ومنع الاستبداد وشيوع الديمقراطية.

في القرن العشرين زاد الاهتمام بدراسات الرأي العام بدرجة كبيرة بسبب زيادة اهمية الجماهير في الحياة السياسية، واصبح الاهتمام بالرأي العام من أهم سمات المجتمع الحديث بغض النظر عن الدافع الكامن وراء ذلك؛ فقد يكون الاهتمام بالرأي العام محاولة لنشر الحقائق لتحقيق الصالح العام عند اتخاذ القرارات المهمة، وقد يكون الغرض فرض وصاية على الجماهير وتوجيهها.

وبالتالي ظهر الاهتمام بشكل غير مسبوق في دراسات الرأي العام منذ بداية القرن العشرين تزامنا مع التقدم العلمى في مجال الدراسات الكمية والاحصائية والتقدم التكنولوجى في مجال الاتصال الجماهيرى واختراع الراديو والتليفزيون والاقمار الصناعية، وتعددت الدراسات منذ بداية هذا القرن والتي من اهمها كتابات دايسى، لويل، وليبمان، لازويل، برلسون، وظهور دراسات الرأي العام التي تجمع بين اهتمامات عدة علوم كعلم السياسة وعلم الادارة وعلم النفس وعلم الاجتماع، ثم ظهرت دراسات الرأي العام كدراسات مستقلة وان كانت مرتبطة بدراسات آخري كالاعلام والاتصال.

ثانيا: تعريفات الرأي العام

1-      بعض تعريفات الرأي العام:

بسبب حداثة مفهوم الرأي العام وتعقده فإنه لا يوجد تعريف واحد يقبله الجميع، إلى ان ذلك لم يمنع من وجود عدة محاولات سواء أجنبية أو عربية، كالتالى:

أ‌-        المحاولات الأجنبية:

ب‌-      المحاولات العربية:

 

2-      تعريف الرأي العام عن طريق تعريف مكونات المصطلح:

ومن خلال هذه الطريقة يتم التعريف بالمصطلحات المركبة عن طريق التعريف بمكوناتها كل على حدى؛ وبالتالى ينبغي علينا الوقوف على كل من مفهوم الرأي ومفهوم العام ثم نجمعهما في تعريف واحد يحتوى أو يضم المفهومين ويعطى اصطلاح الرأي العام.

أولا: مفهوم الرأي:

يشير إلى وجهة نظر معلنة أو مفصح عنها تجاه مسألة مثارة طابعها الجدل والمناقشة ويتم التعبير عنها بألفاظ أو رموز مما يسمح بفهمها.

ولتوضيح المقصود بالرأي بشكل أكثر وضوحا سيتم الوقوف على التفرقة بين مفهوم الرأي وبعض المفاهيم الآخر التي قد تختلط به، وهى كالتالي:

أ‌-        الرأي والقيم والمعتقدات

ب‌-      الرأي والمعرفة الثابتة

ج- الرأي والاتجاه

د- الرأي والحكم

و- الرأي والتصويت في الانتخابات

ز- الرأي والسلوك

 

ثانيا: مفهوم العام:

هناك ثلاث معان رئيسية لكلمة عام:

أ‌-        عام تشير إلى الوحدة الكلية وليست الوحدة الذاتية، وبالتالى يكون العام عكس الخاص كأن يقال قانون عام أو ملكية عامة، وبالتالى الوحدة الكلية هنا متعلقة بالجماعة والمجتمع ككل وبالتالى فالعمومية مصدرها الجماعة أو المجتمع التي يعبر عنها الرأي.

ب‌-      عام بمعني مشترك أي يشترك فيه غالبية الأعضاء وبالتالى تكون المشاركة نوعا ما في الرأي هي مصدر العمومية.

ج- عام تشير إلى الأمر العلنى أو المعروف للجميع وبالتالى يكون مصدر العمومية مدى اتساع عمومية موقف ما

ليشمل الجميع.

ومما ينبغي الإشارة إليه أن لفظ عام في اصطلاح الرأي العام تشمل المعاني الثلاث السابقة مع ملاحظة أن العمومية قد تتضمن وجود بعض الآراء المعارضة المخالفة للرأي العام.

وبالتالى يمكننا الوقوف على اصطلاح للرأي العام بتجميع شقى المصطلح الى: وجهة نظر معلنة لقطاع كبير من الجماعة الواعية تجاه مسألة عامة مثارة طابعها الجدل والمناقشة وتعدد الآراء كناتج جمعى كيفى وليس مجرد مجموعا حسابيا للآراء الفردية لأفراد هذه الجماعة.

ثالثا: خصاص الرأي العام

أ‌-        الرأي العام الظاهر:

ب‌-      الرأي العام الباطن أو المستتر:

ج- الرأي العام الكامن:

د- الرأي العام في الدول المتقدمة والدول المتخلفة:

هـ- بعض القواين في الرأي العام:

البعض حاول صياغة قوانين تتسم بالعمومية في دراسات الرأي العام الا انها لم ترق لدرجة القوانين، وانما هي مجرد اتجاهات عامة، وتتمثل في الآتى:

1-      الرأي العام يصبح شديد الحساسية بالأمور الغير العادية أو الهامة، وبالتالي قد تؤدى إلى تذبذب الرأي العام.

2-      يتشكل الرأي العام بالأحداث أكثر منه بالكلمات، الافعال أكثر تأثيرا من الكلمات.

3-      تميل الجماهير قبل أن يتبلور الرأي العام لديهم إلى الاستهواء والانقياد، وبالتالى يزداد دور الخبراء والمتخصصين في هذه الفترة لأن الناس يثقون في رأيهم.

4-      يتشكل الرأي العام من الناحية النفسية على اساس المصالح الخاصة لأفراد الجماعة ومدى ارتباط القضية بمصالح الأفراد الشخصية.

5-      لابد من توافر الثقة من قبل الأفراد تجاه القادة حتى لا يحدث تردد في الحالة الظروف الحرجة.

6-      قد يستمر الرأي العام لفترة طويلة إذا تعلق بمصالح الافراد الشخصية.

7-      يتقبل الافراد القرارات الخطيرة إذا شعروا انهم شاركوا في اتخاذها، وبالتالى تكون المحصلة النهائية هي قبول هذه القرارات.

8-      يتجه الرأي العام للتطرف والتقلب الشديد إذا اعتمد على الاهواء والرغبات بدلا من البيانات والمعلومات.

9-      يصبح الرأي العام قويا إذا توافر التعليم الجيد، شاعت الديمقراطية، توافرت البيانات والمعلومات.

 

 

الفصل الثاني (تكوين الرأي العام)

في هذا الفصل سيتم تناول مقومات أو شروط تكوين الرأي العام بالاضافة إلى عملية تكوين الرأي العام والنماذج التي قدمت لتفسير ماهيته ومراحله.

أولا: مقومات تكوين الرأي العام

تتمثل هذه الشروط في عناصر ثلاثة (قضية – تفاعل اجتماعى – جمهور)

أ/ الجمهور

بشكل عام يمكننا التفرقة بين ثلاث أنواع من الجماعات الاجتماعية (الحشد – الجمهور العادى – جماعات منظمة تنظيما كاملا)، وهى كالتالى:

أ‌-        الحشد.

ب‌-      الجمهور العادى.

ج- الجماعات المنظمة.

وبشكل عام فان جماعة الرأي تتشكل ويتنوع حجمها حسب المشكلة المثارة، تؤثر فيها عوامل عديدة (ثقافية – اقتصادية – ايديلوجية – دينية – عوامل دخلية)

ب/ القضية أو المشكلة

ج/ التفاعل الاجتماعي أو المناقشة

ثانيا: عملية تكوين الرأي العام

في البداية ينبغي الإشارة إلى انه لا يوجد اتفاق على المراحل التي يمر بها الرأي العام اثناء تكوينه، فهناك آراء ونماذج متعددة، ولكن سيتم تناول ثلاث نماذج وهى كالتالى:

النموذج الأول: قمع السببية

هو نموذج تحليلى مثل نموذج ديفيد ايستون اي انه غير حقيقى وغير واقعى إنمّا هو مجرد أداة تحليلية.

ويتسم هذا النموذج بعدة فوائد كالتالى:

النموذج الثانى: دافيسون

يقوم هذا النموذج على دراسة عملية تكوين الرأي العام من خلال مراحل عدة كالتالى:

دور الجماعات الأولية، وظهور القيادة، الاتصال بين الجماعات المختلفة، التغير في سلوك الآخرين بعد بلورة اتجاه معين.

 

نموذج مقرح لتكوين الرأي العام

يشير الدكتور فاروق يوسف إلى أنه هناك نماذج عديدة قدمت لفهم عملية تكوين الرأي العام لم تختلف الا طفيفا، فالبعض يضيف مقدمات ونتائج كمراحل، والبعض يقسم أحد المراحل إلى أكثر من مرحلة، واخرون يستبعدون المقدمات والنتائج.

ومن جانبه، يقدم الدكتور فاروق يوسف نموذجا لعملية تكوين الرأي العام، يرتكز على خمس مراحل:

أولا: مرحلة إدراك المشكلة

ثانيا: مرحلة المناقشة الاستطلاعية وتعدد الآراء

ثالثا: مرحلة الصراع

رابعا: مرحلة البلورة والتركيز

خامسا: مرحلة الرضا والاتفاق والانقضاء

 

لتحميل الملف الكامل: ظاهرة الرأي العام

 

 

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …