الرئيسية / العلاقات الدولية / الجيوبوليتيك - جيوسياسية / الفرق بين ماكيندر وماهان فى تحديد منطقة قلب الأرض الاستراتيجية
ماكيندر وماهان فى تحديد منطقة قلب الأرض الاستراتيجية
ماكيندر وماهان فى تحديد منطقة قلب الأرض الاستراتيجية

الفرق بين ماكيندر وماهان فى تحديد منطقة قلب الأرض الاستراتيجية

الفرق بين ماكيندر وماهان فى تحديد منطقة قلب الأرض الاستراتيجية

 

 أولا : أفكار ماكيندر  :

يعد ماكيندر من الجغرافيين الإنجليز البارزين وقد اتسمت أفكاره بالتغير الدائم بحيث تتناسب مع الظروف والمستجدات التكنولوجية ، وقد قدم مجموعة من الفروض تربط بين الجغرافيا والعلاقات الدولية . وينطلق ماكيندر من فرضية أن الصراع الدولي عبر التاريخ هو الصراع بين امبراطورية البر وامبراطورية البحر وأن الصدارة في القوة هي لامبراطورية البر .

ونستطيع أن نضع أفكاره وفق حقب زمنية ثلاثة :

الفترة الأولي : من عام 1904 حتي عام 1919.

الفترة الثانية : من عام 1919 حتي عام 1943.

الفترة الثالثة : وهي المرحلة الأخيرة التي بدأت منذ عام 1943.

 

أولاً: الفترة الأولي: ربط ماكيندر بين المساحة الكبيرة والموقع المكاني وأعطاها المكانة الأولي في العالم، وقد ارتبط اسم ماكيندر بنظرية قلب العالم heartland وهي النظرية التي شغلت الباحثين الألمان وعملوا علي وضعها في الاستراتيجيات الألمانية لتنفيذها لصالح السيطرة الألمانية.

ويري ماكيندر من ثنايا نظريته : أن الذي صنع تاريخ العالم وسوف يصنعه دائما هم سكان المناطق الداخلية العظيمة التي تشمل سهول شرق أوروبا وسهول شرق ووسط أسيا وهذة منطقة يابس واسعة يحيط بها الجليد من الشمال ، كما يحيط بها المياه من بقية الجهات وتبلغ مساحاتها ثلاثة أضعاف مساحة قارة أمريكا الشمالية.

ثانيا : الفترة الثانية: أوضح ماكيندر إلي خطورة أي تحالف بين روسيا وألمانيا أو سيطرة إحداهما علي الأخري وقد قام ماكيندر خلال تلك الفترة بتطوير نظرية قلب العالم فقد أدمج وسط أوروبا وأعالي نهر الصين والهند من منغوليا والتبت كأضافة ذات قيمة استراتيجية واضعا في اعتباره تغييرات وسائل النقل والتكنولوجيا، وبعد أن قام بتوسيع حدود منطقة القلب لاحظ ماكيندر ان ثلاثه أرباع مساحه الكرة الأرضيه مغطاه بالمياه في حين أن مساحه اليابسه لا تتجاوز ربع إجمالي مساحة العالم ولاحظ اتصال البحار ببعضها البعض فأطلق عليها المحيظ العالمي، كما لاحظ أن اليابسة تشمل جزئين، الأولي وهي الجزيرة العالمية و تشمل قارة أوروبا واسيا وأفريقيا مجتمعة أما الجزء الباقي فتشغله كل من قارة أمريكا الشمالية والجنوبية وقارة أستراليا وهي مجرد أجزاء صغيرة تعاني من عيوب استراتيجية، وتستطيع الجزيرة العالمية أن تحارب كل القوي الأخري، ولايستطيع أحد السيطرة عليها إلا بقوة برية، وعلي هذا الأساس وضع ماكيندر فروض علمية عن قلب العالم وهي :

– أن من يحكم شرق أوروبا يحكم منطقة قلب العالم.

– وأن من يحكم قلب العالم يحكم جزيرة العالم (أفروأوراسيا).

– وأن من يحكم جزيرة العالم يحكم العالم.

ثالثا : الفترة الثالثة: في عام 1943 ونتيجة لاعتبارات الحرب العالمية الثانية فقد أدخل ماكيندر مناطق بحر البلطيق والبحر الأسود في منطقة القلب العالم بعدما تعذر السيطرة عليها من قبل دول بحرية، وارتباطا بتطورات الحرب فقد استبعد سيبيريا الشرقية من منطقة القلب، كما وصف المحيط الأطلنطي علي أنه المحيط الأوسط رابطا بذلك أراضي أوروبا الغربية وشمال غرب أفريقيا بمعظم مناطق العمران في الولايات المتحدة وكندا وأمريكا الوسطي والكاريبي في وحدة عضوية جديدة هي وحدة إقليم الأطلنطي الشمالي ويعطي ماكيندر لهذا الإقليم أهمية مماثلة لأهمية قلب العالم وقوة مواجهة له.

كما أعطي ماكيندر وضعا للإقليم الخالي أو شبه الخالي من السكان والنشاط وهو مثل حلقة الصحاري الشاسعة الرملية أو القطبية في شمال وشرق سيبيريا وشمال كندا وغرب الولايات المتحدة ، كحلقة خالية بين مركزي قلب العالم وأراضي المحيط الأوسط .

 

ثانيا : أفكار ماهان:

عمل ضابطا في البحرية الأمريكية وربما هذا مايفسر انحيازه لاستراتيجية التفوق البحري ، وقد تأثر كثيرا بقوة بريطانيا البحرية ، وقد خلص إلي نتائج مغايرة لنتائج ماكيندر ، ويري ماهان أن قارات العالم الشمالية هي مفتاح السيطرة علي العالم وأن قناتي السويس وبنما هما الحدود الجغرافية لعالم الشمال المتميز بتكاثف الحركة التجارية والسياسية العالمية.

– ويؤكد ماهان أن أوراسيا هي أهم جزء في العالم الشمالي ، وأن روسيا تحتل موقعا أرضيا مسيطرا في أسيا وهو موقع منيع لايمكن مهاجمته ، إلا أنه لايخلو من مساؤي أهمها أنهاكتلة قارية محبوسة.

– ويحدد ماهان أن المناطق الاسيوية التي تقع بين درجات عرض 30 ، 40 شمالا بأنها مناطق أحتكاك بين روسيا وبريطانيا أي بين القوي البرية والبحرية ويري أن الغلبة والسيطرة للقوي البحرية ومن ثم تستطيع الولايات المتحدة من خلال تحالفها مع بريطانيا تحقيق السيطرة العالمية خاصة مع السيطرة علي قواعد عسكرية تحيط بأوراسيا نظرا لتفوق الحركة البحرية علي الحركة الأرضية ، وقد تنبأ ماهان بدور عالمي للولايات المتحدة لكونها دولة شاسعة في صورة جزيرة ضخمة وآمنة من قوي وصراعات أوراسيا .

ويحدد ماهان عدة حقائق لها أثرها في تطور الدول البحرية

أ – الموقع الجغرافي للدولة

ب – مكوناتها الطبيعية

جـ – مساحتها

د – عدد سكانها

هـ – خصائصها القومية

و – خصائص نظام الحكم

يتضح من هذة الحقائق أهمية القاعدة الأرضية التي تستند إليها القوة البحرية.

من أراء ماهان في الاستراتيجية البحرية أن الدفاع عن الولايات المتحدة مثلا  لايكون بمحاولة منع وصول سفن العدو إلي سواحلها وإنما يكون بإعداد أسطول من الوحدات البحرية الضخمة التي تحول دون فرض أي حصار علي البلاد ، ورأي ماهان أن الطرادات البحرية لاتكون الأسطول لأنها لاتقوي علي منع الحصار، وإنما الأسطول هو القطع البحرية الضخمة التي يمكنها التحكم في المياه المحيطة بالولايات المتحدة وعلي بعد كبير من سواحلها.

قد وضعت أفكار ماهان موضع التطبيق العلمي في الاستراتيجية الامريكية، بل وفي استراتيجيات الدول الكبري.

عن تامر نادي

شاهد أيضاً

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وادواته

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وأدواته

نحو احتراف الإصلاح المجتمعي استراتيجية المصلح وأدواته تامر نادي الاحتراف هو التزام الشخص بنظام محدد …