الرئيسية / العلاقات الدولية / التفاعلات الدولية / انعكاسات التقارب المصري الصيني على سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط
انعكاسات التقارب المصري الصيني على سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط
انعكاسات التقارب المصري الصيني على سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط

انعكاسات التقارب المصري الصيني على سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط

انعكاسات التقارب المصري الصيني

من خلال مبادرة الحرير والطريق وبعد نجاح ثورة 30 يونيو

على سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل

في منطقة الشرق الأوسط

 

دراسة تحليلية

دكتورة/ نادية حلمي

د. نادية حلمي
د. نادية حلمي
أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- الخبيرة المصرية في الشئون السياسة الصينية والآسيوية، والعلاقات الصينية – الإسرائيلية- محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا.

 

مقــــدمــة

برزت خلال السنوات الماضية عدة مقولات حول “النظام العالمي الأمريكي الجديد” و“الأحادية القطبية” و”القرن الأمريكي الجديد”، وغيرها من العبارات التي كانت تؤكد على انفراد الولايات المتحدة في “قيادة العالم”، بوصفها القوة العظمى الوحيدة من دون منازع، مع الترويج والتنظير الأكاديمي الأمريكي للزعامة الأمريكية المطلقة، وعلى الجانب الآخر، ظهرت كتابات عدة – من بينها لمحللين واستراتيجيين صينيين بارزين –  تذهب إلى “التشكيك في نظام القطب الواحد الأمريكي“، وتتحدث عن “عالم متعدد الأقطاب“، وحاولت تفنيد مزاعم القوة الأمريكية المهيمنة، والتشكيك في إمكان حفاظها على مكانتها في ظل صعود الصين، وإعلان الرئيس الصيني “شي جين بينغ” عن مبادرتها للحزام والطريق في عام 2013([1]).

وكباحثة متخصصة في الشـأن السياسي الصيني – ولفهم العقلية التحليلية الإستراتيجية الصينية، والاقتراب منها منهجياً تجاه رؤيتها لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم – ومن خلال قراءتي واطلاعي على عدد من (وثائق الحزب الشيوعي الصيني الحاكم) وتحليلي لها، فقد كانت بكين دوماً “تصنف الولايات المتحدة كعدو حقيقي للصين“. وهنا تقول (وثيقة صينية) تعود لعام 1992، بأن: “الولايات المتحدة الأمريكية، منذ تحولها إلى دولة عظمى وحيدة تعمل جاهدة من أجل تحقيق الهيمنة الجديدة، وتغليب سياسة القوة كل ذلك في ظل دخولها مرحلة التدهور النسبي، وبروز حدود إمكاناتها“. وفي عام 1995، أعلن الرئيس الصيني حينئذ “جيانغ زيمين” بأن “قوى الغرب المعادية لم تتخل دقيقة واحدة عن خططها الرامية إلى تغريب بلادنا وتقسيمها“، بينما صرح وزير خارجيته قبيل الاجتماع السنوي لحلف “مجموعة دول الآسيان“، بأنه: “على الولايات المتحدة التخلي عن نظرتها لنفسها بأنها منقذة الشرق، حيث إننا لا نعترف بتطاول الولايات المتحدة وادعائها الدائم بحقها للقيام بدور ضمانة السلم والاستقرار في آسيا بحجة الدفاع عن حلفائها([2]).

وهنا عبرت الأكاديمية الصينية “زي زونغوان” – المدير السابق للمعهد الأمريكي التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية – عن الشكوك والهواجس الصينية حيال الإستراتيجية الأمريكية للهيمنة على العالم. ففي معرض تقويمها للعلاقات الأمريكية – الصينية، فقد وصفتها بـ “العلاقات الهشة“، ورأت “زونغوان” بأن “العامل الرئيسي هنا هو الموقف الأمريكي من تحول الصين إلى دولة عصرية، قوية نسبياً، وعلى الرغم من أن التصريحات الرسمية باقية على حالها، فإن السؤال الذى لا يزال يطرح نفسه هو: إلى أي درجة يسمح الوعى الأمريكي للصين أن تكون قوية“، مع تأكيد الدبلوماسي الصيني البارز في وزارة الخارجية “داى بينغو” في خطاب رسمى له يوم 6 ديسمبر 2011، بأنه: “يجب أن نتمسك بطريق التنمية السلمية([3]).

ووفقاً للتحليل الصيني، فإنهم يعتقدون بأن “الولايات المتحدة تعتقد بأن الصين تتطور بسرعة فائقة، ويصبح التحكم بها أكثر صعوبة”. وبعبارة أخرى فإن “تسريع التحديث الصيني لا يبدو دائماً متماشياً مع تلك المصالح الأمريكية“. وبناءً عليه، فقد بدأ الزعماء الصينيون يكررون الحديث دوماً في خطاباتهم السياسية الدولية عن “حضور الصين الفاعل في الساحة الدولية“، مع التأكيد بشكل خاص على أن “صعود الصين إنما هو “صعود سلمى“.

وعلى الجانب المصري، وتأثيرات هذا (التنافس المستمر بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية سياسياً وأمنياً واقتصادياً وإقليمياً على مصر)، سنجد هنا بأن علاقات مصر مع القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها القوتين المتنافستين (الصين والولايات المتحدة الأمريكية) تحتل أهمية خاصة على (أجندة السياسة الخارجية المصرية)، لاسيما مع توجيهات القيادة السياسية المصرية للرئيس (عبد الفتاح السيسي) بدعم وتعزيز (علاقات مصر مع القوى الكبرى دون أن تكون العلاقات مع أي منها موجهة ضد الأخرى)، فكانت تلك أهم عبارة لخص بها وزير الخارجية المصري (سامح شكري) الأجندة الخارجية لمصر أثناء لقائه مع الأعضاء في (مجلس النواب المصري الجديد) يوم الثلاثاء الموافق 26 يناير 2021 ([4]).

وتعتبر مصر ممثلاً عن الدول العربية والأفريقية والإسلامية والنامية والاقتصادات الناشئة، كما أن تأثيرها في الشئون الدولية والإقليمية أضحى آخذاً في الازدياد، كما أنه، وعلى الجانب الآخر، يلقى (نموذج التنمية الصيني) ترحيباً كبيراً في مصر.

ومن هنا أتى حرص الصين على تقديم الدعم الدائم لجهود الحكومة المصرية للحفاظ على الاستقرار وتنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب، كما دعمت الصين أيضاً، وهو الأمر الأهم (مسار التنمية في مصر بما يتماشى مع ظروفها القومية)، فضلاً عن تأييد الصين لدور مصر المتزايد والكبير في الشئون الدولية والإقليمية. ولبحث علاقات مصر مع القوى العظمى، وعلى رأسها (الصين وواشنطن)، وفهم مدى تأثيرها (سلباً أو إيجاباً) على الدور المصري في المنطقة، وعلاقات مصر الإقليمية والدولية، لذا، حاولت الباحثة المصرية عرض وتحليل النقاط التالية لفهم مسار التحولات وعلاقات مصر بالصين والولايات المتحدة، وأهمية كلاً منهما بالنسبة لمصر والمنطقة لــ (خلق التوازن ومناطق النفوذ والدفاع عن المصالح)

 

العناصر الرئيسية

 

1) تواصل الرئيس المصرى (السيسى) مع الصين وتأثيره على علاقته مع كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل                                                                                   

2) تأثير إعطاء الأولوية لعلاقات “لا ضغوط وتوجيه للشرق” على مستقبل التعاون المصرى والأمريكى                                                                                

3) تداعيات تسريع ومضاعفة النمو الإقتصادى بين مصر والصين على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية                                                                          

 4) المغازلة المصرية للصين كقوة عظمى وإنعكاساتها على المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى الشرق الأوسط                                                                             

5) تنويع سياسة مصر الخارجية وخياراتها العسكرية عن الصين وموقف الولايات المتحدة وإسرائيل منها                                                                                       

 6) تعزيز الشرعية السياسية في الداخل أمام التدخل الغربى بعد الإطاحة بنظام الإخوان وإنجاح ثورة 30 يونيو فى مصر

 7) التعاون بين مصر والصين فى مكافحة الإرهاب والتطرف فى الشرق الأوسط وأثره على العلاقات الأمريكية والإسرائيلية                                                             

 8) تحليل التداعيات المستقبلية للتقارب المصرى مع الصين على السياسات الأمريكية والإسرائيلية فى منطقة الشرق الأوسط                                                          

 

 

الترجمة متاحة باللغات (العربية، الإنجليزية، الصينية)

Translation available in languages (Arabic, English, and Chinese)

提供各种语言(阿拉伯语,英语和中文)的翻译

The Comprehensive Implications of the Egyptian closeness with China through Silk and Road Initiative after falling out of the rule of Muslim Brotherhood and the success of (June 30th Revolution) in Egypt on the “U.S. and Israel Policies” in the Middle East region

 在摆脱穆斯林兄弟会统治和“ 6月30日革命”在埃及成功实现“美国战争”之后,埃及通过“丝绸之路”倡议对埃及与中国的全面影响。和以色列政策”在中东地区 

الإنعكاسات الشاملة للتقارب المصرى مع الصين من خلال مبادرة الحرير والطريق بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين ونجاح (ثورة 30 يونيو) فى مصر على سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل” فى منطقة الشرق الأوسط

 

دراسة تحليلية للدكتورة/ نادية حلمى

د. نادية حلمي
د. نادية حلمي

 

The Comprehensive Implications of the Egyptian closeness with China through Silk and Road Initiative after falling out of the rule of Muslim Brotherhood and the success of (June 30th Revolution) in Egypt on the “U.S. and Israel Policies” in the Middle East region

Written and analyzed by:

Dr.Nadia Helmy

Associate Professor of Political Science, Faculty of Politics and Economics / Beni Suef University- Egypt. An Expert in Chinese Politics, Sino-Israeli relationships, and Asian affairs- Visiting Senior Researcher at the Centre for Middle Eastern Studies (CMES)/ Lund University, Sweden- Director of the South and East Asia Studies Unit

 

 

 

*** The headlines of the researcher’s analysis:

 

1) Egyptian President “El-Sisi” outreach to China and its impact on his relationship with both the USA and Israel 

 

2) The impact of prioritizing “no pressures and orientation policy to the East” relationships on the future of the Egyptian and American collaboration 

 

3) The Implications of the accelerating and doubling of the economic growth between Egypt and China on the relationships with the USA 

 

4) Egyptian courtship to China as a great power and its implications on the American and Israeli interests in the Middle East 

 

5) Diversifying Egypt’s foreign policy and military options from China and the stance of the USA and Israel towards it 

 

6) Bolstering political legitimacy at home in front of the Western intervention after the removal of the Muslim Brotherhood regime and the success of the 30th June Revolution in Egypt  

7) Collaboration between Egypt and China in counter-terrorism and combating extremism in the Middle East and its impact on the U.S and Israeli relationships

 

8) Analysis of the future Implications of the Egyptian closeness with China on the U.S. and Israeli policies in the Middle East region

在摆脱穆斯林兄弟会统治和“ 6月30日革命”在埃及成功实现“美国战争”之后,埃及通过“丝绸之路”倡议对埃及与中国的全面影响。和以色列政策”在中东地区

 

撰写和分析者

纳迪亚·赫尔米(Nadia Helmy)博士

埃及贝尼·苏伊夫大学政治与经济学院政治学副教授。中国政治,中以关系和亚洲事务专家-瑞典隆德大学中东研究中心(CMES)访问高级研究员-南亚和东亚研究组主任

  • ***研究人员分析的标题
  • 埃及总统“西西”派往中国的活动及其对他与美国和以色列关系的影响
  • 优先考虑“对东方不施加压力和定向政策”关系对埃及和美国合作的未来的影响
  • 埃及和中国之间的经济增长加速和加倍对与美国的关系的影响
  • 埃及求偶中国为大国,对美国和以色列在中东的利益有影响
  • 多样化埃及对华的外交政策和军事选择以及美国和以色列对此的立场
  • 在穆斯林兄弟会政权被撤销和埃及6月30日革命成功后,在西方干预之前增强了国内的政治合法性
  • 埃及与中国在反恐和打击中东极端主义方面的合作及其对美国和以色列关系的影响
  • 未来分析埃及与中国的亲密关系对美国和以色列在中东地区政策的影响

لتحميل الدراسة باللغة العربية:

انعكاسات التقارب المصري الصيني على سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط

:To download the study in English

The Comprehensive Implications of the Egyptian closeness with China on the “U.S. and Israel Policies” in the Middle East.

 

عن Nadia Helmy

باحثة مصرية متخصصة فى السياسة الصينية والآسيوية، والعلاقات الصينية - الإسرائيلية. تعمل حالياً كأستاذ مساعد بقسم العلوم السياسية، جامعة بنى سويف، مصر، وباحث زائر (غير مقيم) فى الشئون الصينية فى كبرى الجامعات الأمريكية والصينية والعالمية 1- تعمل الآن كأستاذ مساعد فى قسم العلوم السياسية فى كلية السياسة والإقتصاد بجامعة بنى سويف الحكومية فى صعيد مصر (شعبة اللغة الإنجليزية)، وحصلت على (المركز الأول) على جميع المتقدمين لشغل هذا المنصب فى مارس 2013 2- تخرجت من قسم العلوم السياسية - جامعة القاهرة عام 2004 3- درست اللغة الصينية فى (جامعة بكين) بالصين لمدة عامين، وهى الجامعة المصنفة الأولى فى الصين من 2009 – 2011، وعملت كخبيرة فى شئون الشرق الأوسط بمركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط فى جامعة بكين بالصين من 2009- 2011، ومحللة سياسية على قناة (السى سى تى فى) الصينية باللغة العربية الموجهة للعالم العربى من بكين 4- حاصلة على درجة الدكتوراه فى النظام السياسى الصينى عام 2011، بعنوان: (النخبة السياسية والإصلاح السياسى فى الصين من 1991- 2008) 5- حاصلة على (دراسات ما بعد الدكتوراه) فى الشئون السياسية الصينية والشرق الأوسط، من خلال دعوتها (رسمياً) فى مركز دراسات الشرق الأوسط (جامعة لوند) بالسويد، لتأليف كتاب هام، إشترت نسخ منه كبرى الجامعات الأمريكية والعالمية، بعنوان: (تأثير مراكز الفكر الإسرائيلية والأقليات اليهودية فى الصين على الأمن القومى العربى)

شاهد أيضاً

سياسات الصين فى إقليم "شينجيانغ" والتعامل مع مسلمي الإيغور

سياسات الصين فى إقليم “شينجيانغ” والتعامل مع مسلمي الإيغور

سياسات الصين فى إقليم “شينجيانغ” والتعامل مع مسلمي الإيغور   د. نادية حلمى –  أستاذ …