Site icon arabprf.com

فيروس كورونا “كوفيد-19”.. إشكالية الأمن الصحي ومنظومة العلاقات الدولية

فيروس كورونا "كوفيد-19".. إشكالية الأمن الصحي ومنظومة العلاقات الدولية

فيروس كورونا "كوفيد-19".. إشكالية الأمن الصحي ومنظومة العلاقات الدولية

فيروس كورونا “كوفيد-19”.. إشكالية الأمن الصحي ومنظومة العلاقات الدولية

بقلم: عمّارة عمروس

أستاذة وباحثة في الشؤون الأمنية والإستراتيجية (الجزائر).

أدى الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد إلى حالة من الهلع على الصعيد العالمي، وهذا لأنه يهدد بشكل كبير صحة الأفراد والمجتمعات انطلاقا من خاصية العدوى السريعة التي تميزه، ولأن الحدود الجغرافية للدول لم تعد عائقا أمام انتشار وتفشّي هذا النمط من التهديدات الذي يمس الأمن الصحي العالمي. هذا بعيدا عن منظار التآمر الذي يظل واردا أيضا، بالنظر إلى بعض التحليلات التي ترجّح فكرة تورّط الولايات المتحدة الأمريكية في إغراق الصين بهذا الوباء، خاصة وأن الصين اليوم قوة اقتصادية عالمية، تتغلغل باستمرار في مختلف مناطق العالم الإستراتيجية اقتصاديا، ثقافيا ودبلوماسيا، مما يجعل الأمر في صالح القوى الكبرى المنافسة وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

إن الانتشار السريع لهذا الوباء يطرح إشكالات عديدة على صعيد الأمن الصحي من جهة، وعلى صعيد العلاقات الدولية من جهة ثانية، خاصة وأن الدول تسير في الوقت الراهن شيئا فشيئا نحو العزلة بغلق حدودها البرية وتعليق رحلاتها البحرية والجوية، بصورة تعكس توجهها نحو الاعتماد على الذات في التعاطي مع هذه الأزمة الصحية العالمية.

إشكالية الأمن الصحي:

من المعلوم لدى الباحث في الشأن الأمني والإستراتيجي أن مفهوم الأمن قد تطور لتَخرج الظاهرة الأمنية بذلك من الحيز الضيق الذي يحصرها في أمن الدولة والقطاعات العسكرية التقليدية، وليشمل المفهوم أمن الدولة والمجتمع والفرد من خلال أبعاد متنوعة. يعد الأمن الصحي من مؤشرات الأمن الاجتماعي العام، ويمكن تعريفه بأنه “ضمان الحد الأدنى من الحماية والرعاية الصحية من الأمراض والوقاية منها”، وهو بعد أساسي من أبعاد الأمن الإنساني كما جاء في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لسنة 1994. والظاهر اليوم أن العولمة قد تخطّت كل الحدود من خلال تداعياتها السلبية على جميع الأصعدة بما فيها الجانب الصحي للفرد، بحيث صرنا نشهد عولمة للمشكلات والتهديدات أكثر فأكثر وبصورة متنامية في الخطر، حتى أصبح هدف العيش والبقاء في مقدمة هرم أولويات الشعوب. وفي ظل الهاجس الذي شكّله وباء كورونا المستجد، باتت إشكالية الأمن الصحي في ظل العولمة في حاجة إلى تحليل معمّق لإعادة النظر في سياسات الحكومات في التعاطي مع ملف الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض والأوبئة، خاصة بالدول الأقل تطورا والتي تشهد تدهورا في الوضع الصحي العام.

الأمن الصحي ومنظومة العلاقات الدولية:

يمكن القول مبدئيا أن فيروس كورونا المستجد، وانطلاقا من معطيات الواقع، قد يصبح محطة فاصلة لإعادة تشكيل منظومة العلاقات الدولية وهذا بأخذ النقاط الآتية بعين الاعتبار:

هي مجموعة من الملامح التي تفرض نفسها بالتزامن مع الوضع الراهن، والتي تؤثر بشكل أو بآخر في منظومة العلاقات الدولية، هذا انطلاقا من إعادة الاعتبار للأمن الصحي ضمن أولويات الدول وعلاقاتها البينية، وقد تكون تداعيات فيروس كورونا “كوفيد-19” مرحلة لإعادة تشكيل العلاقات الدولية وإفراز نظام دولي جديد ما بعد العولمة.

 

المراجع:

البلتاجي، سارة، الأمن الاجتماعي- الاقتصادي والمواطنة الناشطة في المجتمع المصري، ط1 (قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2016).

برقوق، امحند، “عزلمة التهديدات وإشكالية الأمن الإنساني”، دراسات إستراتيجية، العدد 10 (مارس 2010)، (ص-ص: 05-08).

جندلي، عبد الناصر، “إشكالية تكيف المنظور الواقعي للعلاقات الدولية مع التحولات الدولية لما بعد الحرب الباردة”، المستقبل العربي، العدد 376 (جوان 2010)، (ص-ص: 24-41).

 

Exit mobile version