الرئيسية / العلاقات الدولية / التنظيمات الدولية / دور مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاستها للاتحاد
مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي
مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي

دور مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاستها للاتحاد

ملخص الدراسة:

مقدمة:

تأسس الاتحاد الإفريقي في 9 يوليو عام 2002؛ ليس لمجرد تغيير في المسمى السابق لـ(الوحدة الإفريقية)، وإنما ليكون صرحًا جديدًا تعمل في إطاره الدول الإفريقية[1]، ويستجيب للتحديات الجديدة التي فرضتها ظروف ما بعد الحرب الباردة، والألفية الجديدة، يتلاءم أيضًا مع ما شهده التنظيم الإقليمي من تطورات هامة؛ تمثلت في زيادة الإيمان بالعمل الإقليمي المشترك، والتكتلات الاقتصادية والسياسية، وعلاقة المنظمات الإقليمية ليس فقط بالتنظيم الدولي، وإنما بالشعوب، حيث نما اتجاه عام بضرورة ألا تقتصر المشاركة في المنظمات الإقليمية على الدول والحكومات، بل ضرورة أن يتعداها إلى مشاركة الأفراد والجماعات والمجتمع المدني، لتمثل هذه الكيانات وسائط حقيقية للتواصل والاندماج بين الشعوب كما الحكومات، وهو ما ينعكس في النهاية على مسيرة العمل الإقليمي المشترك.

طمح الاتحاد الإفريقي إلى تطوير ذاته، وتجسيد الهوية والمنظور الإفريقي على الرغم من أن إفريقيا توصف بأرض التناقضات والثنائيات؛ فالقارة غنية في احتياطاتها ومواردها الأولية وشعبها فقيرة، هناك وفرة في السكان بينما تعاني من هشاشة في صحة أفرادها، وارتفاع معدلات الفقر، والجريمة، والبطالة.. ما جعل منها مطمعًا ومغنمًا للدول الخارجية صغيرها وكبيرها.

وعلى هذا الأساس، فإن المحاولات الإفريقية لم تكل ولم تمل، من تحسين وضع القارة الداخلي والخارجي، ملاحقين بذلك محاولات الإصلاح الواحدة تلو الأخرى، والتي تهدف في النهاية إلى تعزيز الوحدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإفريقية، وليس أجندة الاتحاد الإفريقي 2036 التي تضم تطلعات وأهداف القارة خلال الخمسين عام بين (2013 – 2063) إلا استجابة لذلك النداء المتكرر والمتواصل.

مصر على سبيل الخصوص تستلهم الكثير من تراث الآباء المؤسسين؛ فهي واحدة من الدول التي ساهمت قيادتها التاريخية في تحرير القارة، وتعميرها، وتعليمها، دون من على القارة، أو عرفانًا بفضلها على دولها؛ وإنما إيمانًا منها بهويتها الإفريقية، وعمقها الحضاري والتاريخي، وامتدادات أمنها القومي، ومتطلبات دورها الإقليمي والدولي.

 

 

  1. إشكالية البحث وأسئلته:

يأتي هذا البحث حول الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي، وخاصة بعد رئاستها الحالية الاتحاد، استرشادًا بالأولويات التي وضعتها مصر في فترة رئاستها السنوية، والإصدارات الرئيسية الاتحاد الإفريقي (حول أجندة 2063)، وكذا المقومات التي تمتلكها مصر لتعزيز العمل الإفريقي المشترك خلال فترة رئاستها.

ويتمثل السؤال الرئيس للبحث في:

ما الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي في ظل رئاستها له؟ 

ويتفرع عن هذا السؤال عدد من الأسئلة:

  • ما هي الطبيعة القانونية والسياسية لرئاسة الاتحاد الإفريقي؟
  • ما أهمية رئاسة الاتحاد الإفريقي بالنسبة لمصر في الوقت الراهن؟
  • ما أهم أولويات مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي؟ ومدى اتفاقها مع رؤية أجندة 2063؟
  • ما المقومات التي تمتلكها مصر ويمكن أن تعزز تحقيق تطلعات أجندة 2063؟
  1. منهج البحث:

يندرج هذا البحث إلي فئة الأبحاث القانونية؛ يبحث في النصوص والمصادر القانونية بشكل أساسي لإيجاد حلول لهذه الإشكالية، فهو يسعى لفحص وفض الاشتباك بين النص من جانب، والواقع من جانب آخر، وبالتالي فهو ذات طبيعة نظرية – عملية، تنظر إلى النصوص كما تنظر إلى الواقع؛ بحثًا عن أوجه التناقض والخلل في التطبيق الواقعي للنصوص.[2] وهو لوصفه بحثًا -ويهتم بالواقع إلى جانب النصوص- فهو يستفيد أيضًا من مناهج البحث المعروفة في العلوم الاجتماعية؛ ولذلك فإن هذا البحث سيستند علي المنهج الاستقرائي، الذي يعني بالنظر إلى الواقع واستنطاقه، بغية الكشف عن حقائقه، ومعطياته، وهو ما يكمل الأجزاء الناقصة من الصورة.

 

  1. أهمية البحث:

يقدم هذا البحث أهمية -عملية وقانونية- ببحثه موضوع يشترك بين السياسة والقانون، ويهدف لتقديم صورة متزنة حول طبيعة رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي في هذا العام، وما هو يتُوقع أن تؤديه على ضوء نصوص الاتحاد، وأولوياتها، والقدرات التي تمتلكها.

  1. حدود الدراسة:

من المهم في هذا الشأن تحديد الأُطر العامة للدراسة، أي بيان الحدود المكانية والزمانية لهذا البحث، حتى لا يستع نطاقه، أو يخرج عن أهدافه؛ لذلك فإن:

الحدود المكانية، في هذا البحث، تتمثل في التفاعل بين مصر وإفريقيا في نطاق منظمة الاتحاد الإفريقي، مما يعني أن التفاعلات الثنائية بين مصر والدول الإفريقية ليس لها مكان في هذا البحث، كما أنه لا يعني اهتمامه بالتفاعل المصري-الإفريقي في إطار الاتحاد إهماله المصالح المصر القومية، أو علاقات مصر الدولية؛ إلا أنه يوليها مرتبة تالية.

أما الحدود الزمانية، نظرًا لارتباط الدراسة بحدث تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، والتي مدتها عام واحد، فإن مدة الدراسة تمتد في الفترة من بداية إعلان مصر رئيسًا الاتحاد في 10 فبراير 2019 حتى نفس الوقت من العام التالي؛ إلا أن ذلك لا يعني، اهمال الفترات اللاحقة أو التالية على تلك، أجندة الاتحاد التي تسعى مصر للتقدم فيها وضعت في عام 2013، وتطمح للتحقق التدريجي بحلول 2063.

  1. تقسيم البحث:

تأسيسًا على ما سبق وارتباط بأسئلة الدراسة وحدودها، تنقسم الورقة إلى:

المبحث الأول: طبيعة وأهمية رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي

ويضم مطلبين:

المطلب الأول: الطبيعة القانونية والسياسية لرئاسة الاتحاد الإفريقي

المطلب الثاني: أهمية رئاسة مصر الاتحاد في هذا الوقت.

 

المبحث الثاني: دور مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاستها

وينقسم إلى مطلبين:

المطلب الأول: أولويات مصر في فترة رئاستها الاتحاد.

المطلب الثاني: المقومات التي تمتلكها مصر لتطوير الاتحاد.

 

نتائج البحث:

توصل هذا البحث من خلال دراسته للدور المصري في تطوير الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاسته له، إلى ما يلي:

  • رئاسة الاتحاد الإفريقي (والتي تعني تولي مهام رئاسة المؤتر-أعلى جهاز فيه-)؛ هي مهامة ذات طبيعة سياسية وقانونية، تتسم بثلاث سمات رئيسية: الدورية، المناطقية، وآلية التروكيا في الإدارة؛ لضمان تكامل العمل واستئنافه.
  • ثمة ثلاثة اتجاهات حول أهمية رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي، اتجاه يبالغ من أهمية ذلك ويعتبره مكسبًا سياسيًا ودوليًا لمصر، وآخر على النقيض يقلل من تلك الخطوة ويعتبرها حدثًا روتينيًا، وثالث وسط –مال الباحث إليه- يوازن بين مكاسب وتكاليف، وفرص وتحديات تولي مصر ذلك المنصب.
  • في المجمل، جاءت مجموعة الأولويات التي وضعتها مصر لرئاستها الاتحاد، متوافقة مع أجندة إفريقيا 2063، مع إيلاء أهمية خاصة للقضايا الاقتصادية (التنمية المستدامة)، والسلم والأمن الإفريقي، اتساقًا مع طبيعة القيادة السياسية المصرية، والمصالح المصرية القومية.
  • لدى مصر عدة مقومات تؤهلها إلى إجادة دورها كرئيس “للمؤتمر”، وذلك بفعل سعيها الدولي والقاري لتمثيل وجهة النظر والمنظور الإفريقي في التنمية وحل المشكلات، وتحقيق السلم والأمن الإفريقي، وخاصة في التدخل في عمليات حفظ السلام، القوة العسكرية الجاهزة للتدخل، وعمليات إعادة الإعمار.

 

 

رابط تحميل الدراسة: دور مصر في تطوير الاتحاد الإفريقي خلال فترة رئاستها للاتحاد

عن أحمد عبد الرحمن

باحث ماجستير علاقات دولية كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية

شاهد أيضاً

الأمن القومي

الأمن القـومي: دراسة نظرية في المفهوم والنظريات ومنهجية التقييم 

الأمـــن الـقــومــــي دراسة نظرية في المفهوم والنظريات والمستويات ومنهجية التقييم  إعداد/ أحمد عبد الرحمن خليفة …