عرض
What is a political Party?
John Kenneth white
ما هو الحزب السياسي؟
مقدم من:
سها محمد صلاح الدين
مقدم إلي:
أ.د. علي الدين هلال
أ.د. مازن حسن
د. علي جلال معوض
جامعة القاهرة
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
الدراسات العليا
قسم العلوم السياسية
2017
المحتوى الصفحة
المقدمة …………………………………………. 2
العرض ……………………………………………. 3
– التوافق حول الاحزاب……………..……………5
– وجهة نظر ثلاثية الابعاد………………………..5
– النماذج الحزبية…………………………………..6
– تراجع المؤسسات الوسيطة…………………..8
استنتاجات الدراسة………………………………9
التعليق….…………………………………………9
مقدمة:
نبذة عن المؤلف: جون وايت، أستاذ العلوم السياسية الأمريكي بالجامعة الكاثوليكية الأمريكية، وتدور اهتماماته البحثية حول الرئاسة الامريكية، الأحزاب السياسية الامريكية، السلوك التصويتي والرأي العام، كما له العديد من المؤلفات عن الأحزاب السياسية الأمريكية والرئاسة، أحدثها كتاب بعنوان ” What Happened to the Republican Party” الذي تم نشره عام 2015.
سياق الدراسة: تعد الدراسة جزء من كتيب بعنوان Handbook of Party Politics لمحرريه Richard S Katz and William Crotty، الذي يقدم دراسات حول موضوع الأحزاب السياسية واهم النظريات والاقتربات حولها إلي جانب عدد من الموضوعات الفرعية منها وظائف الأحزاب، التنظيمات الحزبية، الحزب والمجتمع الأحزاب والدولة والأحزاب في المستقبل. وقد جمع هذا التعاون بين اهم منظري الأحزاب لتوفير مرجع عن الأحزاب السياسية وربطها بالمشاكل المعاصرة والحكم الديمقراطي.
السؤال البحثي الرئيسي: تدور الدراسة حول سؤال رئيسي متمثل في عنوانها وهو “ما هو الحزب السياسي؟” الا انه خلال سؤال معياري طرح تحته عدد من التساؤلات الفرعية الهامة:
– تحت أي ظروف ينشأ الحزب ومدى ارتباط نشأته بالانتخابات؟
– كيف ينبغي ان يكون شكل الحزب ليطلق عليه هذا المسمى؟
– وإن كانت تلعب الأحزاب دور الوسيط بين الحكومة والمحكومين، فما الوظائف التي يجب ان تلعبها؟
– هل يجب ان تقدم مرشحين في الانتخابات للترويج عن أيديولوجياتها وافكارها؟ ام تتبع اي اشكال اخرى؟
– هل يتصرف الناخبين بشكل عقلاني يجعل الأحزاب أداة سياسية لتحقيق مصالحهم؟ ام انهم يطرحوا الأحزاب جانبا ولديهم اعتبارات أخرى خلال اقتراعهم؟
أما بالنسبة لدراسة الحالة فلم يحدد الكاتب بشكل مباشر تناول السياق الأمريكي لعرض طرحه، إلا انه تناوله بشكل غير مباشر خلال الفصل لعرض افكاره.
أهمية الموضوع: هناك أهمية علمية للموضوع متمثلة في انه يوضح معني الحزب السياسي واشكاله ووظائفه وعليه يمكننا من تحديد وتمييز بين اي تكتلات او تنظيمات وبين الأحزاب السياسية.
منهاجية البحث: لم يكن هناك اقتراب واضح للتحليل للرد علي السؤال الرئيسي بقدر ما كان تنظيم للأبعاد والأفكار التي طرحت بشأن الموضوع، وطرح الجدل الأكاديمي حول التساؤلات الفرعية السابقة، كمحاولة لتنسيق هذه الأفكار بما يخدم الإجابة علي السؤال الرئيسي.
العرض:
يستهل الكاتب الدراسة بطرح الجدل عن كون الحزب قد تشكل كوسيلة لخوض الانتخابات فقط ام ان هناك اسباب أخرى لتشكيل الحزب، ويدلل علي عدم صحة ارتباطه بالانتخابات فقط بوجود third partiesالأحزاب الثالثة[i] التي انتشرت في العقود الأخيرة، فعلي سبيل المثال حزب ” محبي البيرة BEER-LOVERS [ii]” في بولندا الذي بدأ كمزحة ولكنه تطور واصبح له اهداف معلنة تتعلق بحرية التعبير وتكوين الجمعيات والتسامح الفكري ووجود مستوى معيشي افضل، واستطاع عام 1991 الفوز بـ16 مقعدا في البرلمان ومن ثم اصبح له قوة في الساحة السياسية البولندية بسبب أفكاره مع انه لم يتم تشكيله في البداية بهدف خوض الانتخابات، كذلك الامر بالنسبة لحزب “الخُضر” في الولايات المتحدة الامريكية المتصل بقضايا البيئة واللاعنف والعدالة الاجتماعية فلم يطمح هذا الحزب بالفوز في الانتخابات او الوصول الي الرئاسة، وعلي الرغم من ذلك الا ان علماء السياسة صنفوا هذه الأحزاب بكونها اطراف شرعية لا يمكن انكارها.
وردا علي السؤال الرئيسي للفصل يعرض الكاتب الآراء والجذور الفكرية التي طرحها عدد من علماء السياسة والسياسيين لتعريف الحزب وماهيته، ومنها:
ادموند بورك (1770): الحزب هو هيئة من الرجال المتحدين للترويج عن مساعيهم نحو المصلحة الوطنية بناء علي بعض المبادئ المتفقين عليها جميعا”
انطوني داونز (1957): الحزب السياسي بمعناه الاوسع هو ائتلاف من الرجال الساعيين الي السيطرة علي الحكم بشكل قانوني، أي مجموعة من الافراد الذين لديهم غايات مشتركة ويتعاونوا مع بعضهم البعض لتحقيقها، وجهاز الحكم هنا نعني به الأداة القانونية والمؤسسية التي تستخدمها الحكومة للقيام بدورها في حكم الشعب بالوسائل القانونية والشرعية.
فلاديمير اورلاندو (1964): ان الحزب السياسي (علي الأقل في أمريكا) يميل الي ان يكون ” مجموعة من الافراد المختلفين او المميزين ضمن اطار هيئة الناخبين ككل”، وهذه المجموعة تتشكل من الافراد الأعضاء في الحزب، وفي جانب اخر قد يشير الحزب الي مجموعة من العمال او مجموعات داخل الحكومة.
ويليام نيسبيت تشامبرس (1967): يمكن النظر الي الحزب في معناه الحديث كتشكيل دائم نسبيا يسعى للسيطرة علي الحكم، ولديه هيكل او تنظيم يربط القادة بالمراكز المختلفة ويسعى للحصول علي شعبية.
ليون د. ابشتاين (1980): يقصد بالحزب السياسي أي مجموعة مهما كان شكلها التنظيمي تسعى لشغل مناصب حكومية بالانتخابات.
رونالد ريغان (1984): “الحزب السياسي ليس “الأخوة” ولكن فرقة لديها معتقدات معينة لما ينبغي ان تكون عليه الحكومة”
جوزيف شليسنغر (1991): الحزب السياسي هو مجموعة منظمة للحصول علي السيطرة علي الحكومة عن طريق الفوز في الانتخابات لمنصب عام ما”
جون الدريتش (1995): يمكن ان ينظر إلى الأحزاب السياسية علي انها تحالفات من النخب للقبض علي واستخدام المكتب السياسي. ولكن الحزب أكثر من مجرد تحالف لكونه تحالف مؤسسي اعتمد القواعد والقوانين في اجراءاته.
وعليه تنوعت هذه التعريفات من كون الحزب مجرد أداة للوصول الي الحكم، او كونه قنوات الوساطة لتنظيم وتبسيط خيارات الناخبين من أجل التأثير علي الحكومة، ام انه كيان له ايديولوجيته وتوجهاته التي يريد الترويج لها، ومن ثم لم يقدم احد إجابة واضحة مرضية كتعريف للحزب مهامه والشكل الذي ينبغي ان يكون، وهذا الارتباك في التعريف قد نتج من كثرة التفسيرات المقدمة له.
ومع مرور الوقت أعاد الباحثين تعريف الأحزاب السياسية والتمييز بينها وبين أي “فصائل” أخرى مثل جماعات المصالح، ففي عام 1942رأى ان جماعات المصالح تعزز مصالحها من خلال محاولة التأثير علي الحكومة بدلا من تقديم مرشحين يصلوا للحكومة كما يفعل الأحزاب، ولكن بعض المفكرين لم يتفقوا مع ذلك، ورأوا انه في عصر الأحزاب الضعيفة فأن جماعات المصالح تؤثر علي هذه الاحزاب من خلال الضغط لتقديم المرشحين المفضلين لديهم إلي جانب التأثير علي الحكومة من اجل مراعاة مصالحها.
التوافق حول الأحزاب:
علي الرغم من الاختلاف بين علماء السياسة حول ماهية الأحزاب السياسية وكيفية عملها الا انه هناك توافق حول ارتباط الأحزاب بالديمقراطية، بدءا من كتاب ” American Commonwealth” [iii]عام 1888 لجيمس برايس الذي اكد خلاله علي ربط الأحزاب بالديمقراطية والحريات والحكومات التمثيلية، واستمر ربط الأحزاب بالديمقراطية خلال اسهامات عدد من المفكرين مثل تشنايدر برايس، جيوفاني سارتوري، كلينتون روزيتر الذي اكد علي ذلك عند كتابته عن أمريكا فقال :”ليس هناك أمريكا دون ديمقراطية، ولا ديمقراطية دون سياسة، ولا سياسة دون أحزاب”، ومن ثم تم استخدام الأحزاب والقدرة علي تطوير منظماتها الحزبية لقياس مدى التقدم المتفاوت بين البلدان نحو الديمقراطية والتحول من الديكتاتورية إلي الديمقراطية، ومن ثم كان هناك توافق حول الدور الذي ينبغي ان يلعبه الحزب في الديمقراطية.
وهذا الدور الهام للأحزاب يعود الي انها تحقق مشاركة المواطنين في الحكم بشكل يسمح لأعداد كبيرة من الناخبين المشاركة في الانتخابات وبالتالي جعلهم قوة كبرى مؤثرة بدلا من كونهم مفككين، وتوفير قنوات الاتصال بينهم وبين مستويات الحكومة، كذلك تلعب الأحزاب دور هام في تشجيع المشاركة في الأنشطة السياسية ومحاسبة السياسيين عن افعالهم ومناقشة القضايا الهامة المطروحة.
وجهة نظر ثلاثية الابعاد (نظرية The Tripod):
لربط الأحزاب السياسية بالحكم اقترح علماء السياسة _مثل فلاديمير اورلاندو_نموذج the tripod الذي ينظر للأحزاب كونها نظم ثلاثية التفاعل حيث تم تقسيمها إلي أحزاب مرتبطة بالناخبين، الأحزاب كمنظمات، والأحزاب في الحكومة، وذلك كوسيلة لتوضيح ماهية الأحزاب وما تسعى لتحقيقه، وذلك علي النحو التالي:
الحزب كمنظمة: ينظر للحزب كمنظمة لها آليه رسمية بدءا من اللجان المحلية (دائرة ، جناح ، أو بلده) وصولا إلى اللجان المركزية للدولة ، ومن ثم الحزب هو “المنظمة” أو “آلة”.
الحزب كجموع أنصاره : يرتبط الحزب هنا بما يسعى المرشحين للحصول عليه من مؤيدين وانصار وبالتالي الحزب هوما يوجد في عيون أنصاره وكتعبير عن الولاءات الحزبية.
الحزب كهيئة من النخب: معظم القادة السياسيين في الحكومة وخارجها يتم تمييزهم بانتمائهم الحزبي والحزب هنا يعرف كتجمع للنخب او القادة الذين يقبلوا الحزب وسياسته حتى تصبح السياسة او الأيديولوجية السائدة بينهم.
وعلي الرغم من محاولة تحليل علاقة الحزب بالحكم، إلا انه كان هناك رفض لوجود الأحزاب من المبدأ، ظهر ذلك منذ نظرة جورج واشنطن إلي الأحزاب علي انها ستفكك روح الوطنية ولا ينبغي ان يتم تشجيعها، كذلك الامر لجون ادامزالذي يرى انه لا يوجد شر اكثر من تقسيم الشعب الي حزبين كبيرين لكل منهما زعيم ويعارضوا بعضهم البعض، كذلك الامر لتوماس جيفرسون و الكسندر هاملتون و جيمس ماديسون.
واستمرت هذه الرؤية السلبية للأحزاب حتى القرن العشرين ففي عام 1940 انتقد بيندلتون هيرينغ الاحزاب السياسية بانها لا يمكن ان تثبت علي موقف او أيديولوجية واحدة، وقد نمى هذا العداء للأحزاب ونظر لها علي ان مرشحيها غير موثوقين وغير مخلصين، وفي عام 1982قد استطلع رأي 40 % من سكان ماساتشوستس ان المسئولين المنتخبين بدلا من ان يكونوا في خدمة الشعب كانوا أعداء لهم، وبعد فترة من الزمن عندما استطلع رأي عدد من الناخبين عن حول الأحزاب السياسية ردوا بتعبيرات عدة كالفساد وخدمة الذات والمصالح الخاصة وكاذبون.
النماذج الحزبية:
أحد الأسباب التي جعلت الأكاديميين يعتقدون ان الأحزاب السياسية ضرورية للحكم هو اعتقاد ان الناخبين ليسوا اغبياء، هذه الفكرة قائمة علي نموذجين للأحزاب وهما:
- النموذج الرشيد-الفعال the rational-efficient model:
اول من طرحه هو أنتوني داونز ويؤكد هذا النموذج علي ان الأنشطة الانتخابية الحزبية تكون علي حساب كل وظائف وأنشطة الحزب الأخرى، وكما قال داونز عام 1957 في كتابه النظرية الاقتصادية للديمقراطية :” ان هذا النموذج قائم علي افتراض مؤداه ان كل حكومة تسعى الي تعظيم الدعم السياسي لها، وان هدفها الرئيسي هو أعاده انتخابها ، والانتخابات هذه هي هدف الأحزاب خارج السلطة، وفي كل انتخابات فأن الحزب الذي يحوذ علي معظم الأصوات _وليس بالضرورة الأغلبية_ يسيطر علي كل الحكومة حتى بداية الانتخابات التالية، وبالتالي يتمتع الحزب الحاكم بحرية التصرف والعمل تحت حدود الدستور”، وبالتالي فأن هذا نموذج يفترض ان الفوز بالانتخابات ليس هي النتيجة الجيدة المقبولة ولكن النتيجة الوحيدة التي تستحق الحصول عليها والتي ستجلب العديد من الأرباح والغنائم معها، او كما قال نيكسون لأنصاره عن الفوز بالرئاسة عام 1968 ” ان الفوز يعني الكثير من المرح”، ومن منظور هذا النموذج فأن أي أنشطة او مشاريع خاصة بالحزب صنعت لتحقيق هذا الفوز بالانتخابات وتعد من حوافز المشاركة في هذه العملية هو الوظائف سيتم تأمينها للمشاركين في حال الفوز.
اما علي الناحية الاخرى المتعلقة بالناخبين، فأنهم خلال الانتخابات يتصرفوا بعقلانية، حيث يستخدموا المعلومات المقدمة من المرشحين لتحديد الخيار العقلاني الذي سيخدم مصالحهم الشخصية، وقد لا يمكن تعميم هذا التصرف ، فبجانب اختياراتهم العقلانية قد يكون هناك نوع من الجانب العاطفي في تصويتهم تجاه مرشحين معينين، كما هو الحال مع المشجعين الفرق الرياضية فقد يصعب تحديد لماذا يشجعون فرق معينة، ويرى البعض الاخر ان الناخبين يفتقرون الي العقلانية في اختياراتهم، فمن رأي والتر ليبمان انه يكاد يفتقر الناخبين الي العقلانية وراء اقتراعهم القائمة علي الآراء الشعبية، ولكن هذا غير صحيح حيث يتم فيها الاختيار بين مرشحين او اكثر دون التعبير عن أفكارنا بشأن السياسة العامة، فبالتأكيد الاختيار في ورقة التصويت لن يمكننا من مناقشة العديد من هذه السياسات ومصالحنا بها.
ويتألف الهيكل التنظيمي للأحزاب وفقا لهذا النموذج من كادر الأكفاء وهناك درجة كبيرة من المركزية وعدم وجود عضوية رسمية للحزب، حيث يقوم الأسلوب التنظيمي علي المهنية والكفاءة، ويتم تجنيد الأعضاء والمرشحين في كثير من الأحيان من خارج المنظمة أو يتم تجنيدهم ذاتيا ويتم التشديد علي الكفاءة قبل كل شيء، وفي هذا النموذج يسمح للمسؤولين المنتخبين بالقيام بما يريدونه، طالما ان أنشطتهم تساعد علي الفوز في الانتخابات المقبلة.
- نموذج الحزب المسئول responsible parties model:
طرحت رؤية جديدة للأحزاب في السياق الأمريكي عام 1830 علي يد مارتن فان بورين الذي يعتقد أن هناك فائدة للأحزاب ولابد من الاعتراف بأهميتها خاصة ان كانت ستقدم خدمة عامة تفيد الصالح العام، ولكن فكرة فان بورين هنا عن الحزب القائم علي مبدأ المسئولية، والتي شكلت أساس تقرير لجنة العلوم السياسية الامريكية الصادر عام 1950 عن الأحزاب السياسية، التي رأت ان النظام الحزبي الفعال يتطلب، أولا: ان تكون الأحزاب قادرة علي تقديم برنامج تلتزم به، وثانيا: ان يكون لديها التماسك الداخلي الكافي لتنفيذ هذه البرامج.
وتحقيق وحدة الحزب حول مجموعة متماسكة من الأفكار هي مسألة هامة لان (1) يعكس للناخبين اختيار واضح في الحملات الانتخابية، (2) يعطي للحزب السياسي الفائز رؤية للحكم، (3) انه يضمن ان يكون الحزب الأداة التي يستطع الناخبين خلالها تحقيق مصالحهم، وفي حين ان هذا النموذج يعطي للحزب الفائز أولوية الا انه يعطي أهمية أيضا لدور المعارضة التي من خلالها تحقيق المساءلة للحزب الحاكم ويعمل كناقد له ويضع بدائل للسياسات العامة وعرضها وتطويرها، وهو شيء هام في الوصول الي القرارات العامة. (أي الحزب مسئول في الحكم او المعارضة).
ومن ثم الأحزاب أداة لا غنى عنها في الحكم، وعلي الرغم من ذلك فأن نموذج الحزب المسئول لم يخلو من الانتقادات ابرزها يرون م. كيركباتريك ، الذي يرى ضرورة توافر عوامل في الحزب ليكون مسئول وقادر علي حل المشكلات وتحقيق الأهداف سواء في الحكم او خارجه، كما ان هناك انتقادات أخرى متعلقة بالجدل بين المعتقدين في الصراع داخل الحزب ام الصراع بين الأحزاب.
تراجع المؤسسات الوسيطة:
في عصر المعلومات قد طرح العديد من علماء السياسة ان المؤسسات الوسيطة وعلي رأسها الأحزاب السياسية لم تعد كما كانت، فلم يعطي الناخبين نفس الاهتمام للأحزاب عما سبق، علي الرغم من ان البعض يعتقد ان زيادة الاستقطاب الأيديولوجي وزيادة المهارات التنظيمية قد يعيد الأحزاب الي الحياة مرة أخرى. وهناك نقاش اكاديمي بين من يروا ان الأحزاب قد تراجعت بشكل لا رجعة فيه وبين من يروا ان الأحزاب حية وباقية، والعديد من الأطروحات حول ذلك قد أضافت المزيد من الارتباك علي كلا الجانبين.
ولكن مع ظواهر الحديثة في القرن الحادي والعشرين ستجبر الأحزاب اما علي التكييف او التلاشي والتدهور، ويرى روبرت بوتنام ان المواطنين في عصرنا هذا هم اكثر تفاعلاً مع الحكومة مباشرة عما قبل، وفي رأيه ان الرأسمال الاجتماعي للأحزاب يتأكل اكثر مما مضى بل قبل تراجع انضمام الواطنين للأحزاب والمؤسسات المدنية بوجه عام، وقد ساهم الانترنت في هذا التطور حيث يستخدمه المواطنين بمعزل عن أي تفاعلات اجتماعية – سياسية تفضلها الاحزاب، ومن ثم فأن نوعية المشاركة السياسية اختلفت كثيرا وأصبحت اقل تفاعلية، فمثلا يمكن للمواطنين الاختيار بين مرشحين الأحزاب من خلال الانترنت دون أي توجيه او مساعدة من التنظيمات الحزبية، فاصبح الانترنت هو ملعب التفاعلات، وأصبحت المعلومات متاحة للقائمين علي الحزب وانصاره علي حد سواء (المنتج والمستهلك).
وباختصار لم تعد الأحزاب قادرة علي “فلترة” المعلومات المقدمة للمواطنين بل انهم اصبحوا احدى مقدمي المعلومات _بين العديد الاخرين_ علي شبكة الانترنت، وبما ان الأحزاب تتكيف مع هذه الظروف الجديدة فأن هذا يدفع الي وضع تعريف جديد للأحزاب والذي يمكن ان يكون ملئ بالافتراضات المعيارية حول وظائفه والذي سيأخذ مساحة من النقاش السياسي حول الأحزاب في القرن الحادي والعشرين.
اهم استنتاجات الدراسة: طرح الكاتب سؤال رئيسي عن ماهية الأحزاب وما يجب ان تكون عليه ووظائفها الي جانب العديد التساؤلات الأخرى، ومن اهم الإجابات التي قدمت علي بعض من هذه التساؤلات:
– لا يوجد اتفاق حول تعريف واضح شامل للأحزاب السياسية او الأدوار التي يجب ان تقوم بها، ولكن هناك اتفاق واضح علي أهمية دورها في الديمقراطية سواء في ترسيخها او كمقياس لها. الي جانب دورها كوسيط بين المجتمع والحكومة، كما ارتبطت بشكل او بأخر بالانتخابات كوسيلة وحيدة للوصول للحكم.
– لا يمكن النظر الي الحزب وتعريفه من جانب واحد، ولكن له عدة ابعاد متعلقة بالناخبين والحكومة والحزب نفسه كمنظمة لها عدة أنشطة ومرشحين وهياكل واهداف.
– الأحزاب كأي ظاهرة سياسية تتعرض لعديد من المستجدات والتطورات علي مر العصور وقد يتراجع دورها او يستمر وفقا لذلك، ومن ثم من الصعوبة بمكان تحديد طبيعة او تعريف واضح ومستقر للحزب مع وجود العديد ن التطورات التي يمر بها.
التعليق:
– من حيث شكل الفصل: كانت لغة العرض واضحة ولكن تسلسل الأفكار لم يكن مترابط او متسلسل وفقا لمنطق ما.
– من حيث موضوع الفصل فهناك ملاحظتان:
1.طرح الكاتب العديد من التعريفات للأحزاب السياسية دون عرض تعريف مجمع لهم او تعريفه الخاص او حتى وضع مؤشرات للمفهوم مما زاد الأمر ارتباكاً.
2.بالنسبة لتطبيقه علي الحالة الأمريكية بشكل غير مباشر وعدم ذكره ان الدراسة قابلة للتعميم او التطبيق علي أي حالة أخرى، إلا انه بطبيعة الاهتمام بالحالة العربية بوجه عام والمصرية بوجه خاص فأنه لا ينطبق أياً من هذه التعريفات علي الحياة الحزبية في مصر، وهو أمر لا يؤخذ علي الكاتب ولكن لا يمكن تطبيقه علي الحالة المصرية.
——
[i] تشير الأحزاب الثالثة لوجود حزب ثالث غير الحزبين المهيمنين في النظام ثنائي الحزبية،
[ii] سمي بهذا الاسم ارتباطا بالمناقشات السياسية التي كانت تتم في الحانات التي تقدم البيرة الممتازة في بولندا
[iii] كتاب عن المشهد الأمريكي حينها يتناول كافة عناصر النظام الأمريكي بدء من الدستور والرئاسة والكونجرس ..، والكاتب أستاذ في أكسفورد وعضو البرلمان