الرئيسية / النظم السياسية / السياسة المقارنة / النظام السياسي السويسري.. نموذج تطبيقي لنظم الحكم
النظام السياسي السويسري.. نموذج تطبيقي لنظم الحكم
النظام السياسي السويسري.. نموذج تطبيقي لنظم الحكم

النظام السياسي السويسري.. نموذج تطبيقي لنظم الحكم

النظام السياسي السويسري.. نموذج تطبيقي لنظم الحكم

 

ملخص الدراسة: 

 

التكوين السياسي ونظام الحكم

السلطة التشريعية

السلطة التنفيذية (المجلس الفيدرالي)

السلطة القضائية

المجتمع السياسي السويسري

سلطة الشعب:

سلطة الناخبون:

الأحزاب السويسرية :

كيفية تداول السلطة

الانتخابات العامة

انتخابات السلطة التشريعية ( الجمعية الفيدرالية)

انتخابات السلطة التنفيذية ( المجلس الاتحادي)

الرئاسة

النظام المجلسي أو هيمنة الجمعية التشريعية

 

مقدمة

تقع الكونفدرالية السويسرية على مساحة (41،285) كم2، عاصمتها مدينة برن، ويبلغ عدد  سكانها (7,450,867) نسمة. ينتمي سكان الكونفدرالية إلى عدة أعراق مختلفة، منها: الألمان (65%)، الفرنسيون (18%)، الإيطاليون (10%)، وغيرهم (7%). كما أنهم ينتمون لعدة أديان، موزعين على النحو التالي: روم كاثوليك (44%)، بروتستانت (41%)، مسلمون (3%)، غير متدينين (7%)، وغيرهم (5%). أما اللغات الرسمية والمعتمدة في سويسرا، فهي:·الألمانية، الفرنسية، الإيطالية. الدخل الوطني السنوي يصل إلى (268) مليار دولار، ومتوسط العمر عند الوفاة بين السكان) 80,3) سنة.

 

لمحة تاريخية:

تعود نشأة سويسرا كدولة إلى سنة 1848، إلا أن أغلب الكانتونات (26)  التي تتكون منها كانت موجودة من قبل. هذه الوحَـدات الجغرافية المكوِّنة للبلاد حافظت حتى اليوم على حكم ذاتي واسع النطاق. ولكن عند الحديث عن سويسرا، تعُـود بنا الذاكرة مباشرة إلى سنة 1291 التي شهدت إبرام أول ميثاق بين الكانتونات الثلاث الأولى: أوري، وشفيتس، وأنترفالدن. بمقتضى ذاك الميثاق تتعهّـد الكانتونات الثلاث بمساعدة بعضها البعض، وبذلك وضعت أول أساس لإتحاد دويلات تواصَـل إلى سنة 1798. التحقت بهذا الاتحاد بقية الكانتونات شيئا فشيئا مع احتفاظها باستقلالها الكامل.

 

التوسع المتدرج

توسعت الكونفدرالية السابقة إلى ثمان كانتونات ما بين (1353-1481)، وخلال هذه الفترة قررت زيورخ وبرن ولوتسرن وغلاروس وتسوغ، التحالف مع أوري وشفيتس وأنترفالدن. وهكذا تشكلت الدولة السويسرية في ظل الإمبراطورية الرومانية الألمانية. في مرحلة لاحقة، توسّـعت الدولة، التي قامت بعد إمضاء معاهدة ستانس، والتي سمحت لمختلف أعضاء الكونفدرالية السابقة بالتوصل إلى اتفاق جديد.

 

وعلى إثر التحاق سولور وفريبورغ كأعضاء كاملي العضوية بالاتحاد، انضمّـت كل من بازل وشافهاوزن وأبّـنزل سنة 1513 لتصل الكنفدرالية إلى ثلاثة عشر كانتونا. شهدت هذه الكنفدرالية نهايتها في 1798 بعد “الثورة الهلفيتية المستندة إلى الثورة الفرنسية، والتي قادت إلى نشأة الجمهورية الهلفيتية، ولا تمثل الكانتونات داخل هذه الجمهورية سوى مقاطعات إدارية، وأدى استعمار جيوش نابليون للأراضي السويسرية إلى وضع نهاية للنظام الكونفدرالي القديم.

 

بعد هزيمة نابليون وانعقاد مؤتمر فيينا، عادت سويسرا من جديد إلى نظام الكونفدرالية، وتم إمضاء ميثاق الفدرالية سنة  1815. التحق بالاتحاد في الفترة الممتدة ما بين (1803- 1815) تسعة كانتونات، وهي سانت غالن والغريسون وآراو وأرغوفي وتيتشينو وفو والفالي ونوشاتيل وجنيف، واحتفظت كل واحدة منها بجزء من سيادتها. وربّـما لهذا تُـسمى بعض الكانتونات الروماندية (جنيف ونوشاتيل والجورا) إلى الآن بالجمهورية على جانب تسمية الكانتون. عندما تشكلت سويسرا كدولة فدرالية في البداية، لم تكن الكانتونات تتمتع بأي سيادة، وكانت القوانين والقواعد المعمول بها في الكانتونات تابعة للقانون الفدرالي.

 

تُـشبه الكانتونات في هيكلها السياسي إلى حد كبير الكونفدرالية، فهي تتأسس على دستور يعود في أغلب الأحوال إلى القرن التاسع عشر. ومثل المجلس الفدرالي، تحتكم المجالس الكانتونية إلى مبدأ التوافق وتتشكّـل من (5-7) أعضاء. وعلى خلاف الكونفدرالية، يتِـم انتخاب المجلس التنفيذي في الكانتونات عن طريق الاقتراع العام، وليس من خلال البرلمان. تسمى برلمانات الكانتونات، المجالس الكبرى، وهي تتشكل من غرفة واحدة. وللكانتونات حق صياغة دستور وسَـن قوانين داخلية، وتخضع السلطة القضائية إلى صلاحياتها أيضا.

 

ينُـص الدستور الفدرالي على أن سويسرا بلد يتكوّن من (26) كانتونا كما سبق ذكره، من بينها ستة “أنصاف – كانتون” (أوبفالد ونيدفال وريف بازل وبازل المدينة وأبّـنزل الخارجية وأبّـنزل الداخلية). هذه الوضعية لا تؤثر على الاستقلال الذاتي لهذه الدويلات الأعضاء، ولا يختلف الحال إلا على مستوى عدد من ينوب عنها في برن. إذ يمثل نصف الكانتون نائب واحد في مجلس الدويلات (الغرفة العليا من البرلمان) .  خلال الاستفتاءات العامة، حيث تكون غالبية الكانتونات مطالبة بإقرار القضايا المطروحة للتصويت، لا تُـحسب إلا (50%) من أصوات نصف الكانتون. وسبق أن كانت أغلب الكانتونات السويسرية تابعة إلى الفدرالية القديمة، وظلت حدودها الجغرافية ثابتة منذ قرون. آخر تغيير طرأ على الحدود سنة 1979، عندما ظهر إلى الوجود كانتون الجورا نتيجة انفصال ثلاث مقاطعات سبق أن كانت تابعة لبرن.

 

التكوين السياسي ونظام الحكم :

الدولة السويسرية لا تنقسم إلى أقسام أو محافظات, بل تتألف من مجموعة دويلات سبق لها أن وجدت قبل أن توجد الدولة الاتحادية, وكانت تتمتع باستقلالها وشخصيتها قبل أن تتفق فيما بينها على تشكيل الاتحاد. فالدولة الاتحادية جاءت نتيجة قرار المجموعة ولم تكن هي أجزاء أو أقسام خلقتها الدولة الأم, ولذلك بقيت هي صاحبة القرار في كثير من الشؤون التي تعنيها في نطاق حكمها. وتقوم سياسة سويسرا على مبدأين اثنين :

  1. 1. صيانة الاستقلال الخارجي للدولة الاتحادية .
  2. 2. المحافظة على نوع من الحكم الذاتي للدويلات .

فالنظام الجديد الذي جاء مع دستور 1848 حمل معه تحويلات جذرية شملت إلغاء الموانع القائمة بين المقاطعات على صعيد المبادلات التجارية والرسوم الجمركية التي كانت تفرضها الولايات على بعضها البعض , كما وحد بين الأوزان والمقاييس والعملات ومنح الحرية لانتقال الأشخاص والأموال كما منح الحكومة الفيدرالية سلطة مركزية تبيح لها حق توجيه الاقتصاد , وحق التفاوض بشان الاتفاقات التجارية وتعيين التعرفة الجمركية والسياسة العامة للمواصلات والنقل. وفيما يلي سنلقي بعض الضوء على السلطات الثلاثة: التشريعية والتنفيذية والقضائية  .

لتحميل الملف كاملاً:  النظام السياسي السويسري.. نموذج تطبيقي لنظم الحكم

عن تامر نادي

شاهد أيضاً

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وادواته

احتراف الإصلاح المجتمعي .. استراتيجية المصلح وأدواته

نحو احتراف الإصلاح المجتمعي استراتيجية المصلح وأدواته تامر نادي الاحتراف هو التزام الشخص بنظام محدد …