Site icon arabprf.com

الاتجاهات الرئيسية فى التعامل مع “التنشئة السياسية” كعلم

الاتجاهات الرئيسية فى التعامل مع "التنشئة السياسية" كعلم

الاتجاهات الرئيسية فى التعامل مع "التنشئة السياسية" كعلم

 

عرض لدراسة التنشئة السياسية[1]

(Political Socialization)

 

مقدم إلى:

الأستاذ الدكتور/ علـيّّ الديـن هـلال

إعداد:

أحمد السيد أحمد عبد الرازق

جامعة القاهرة

كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

قسم العلوم السياسية

الدراسات العليا – برنامج الدكتوراه

مادة: نظم سياسية مقارنة

 

 

محتويات العرض

 

م العنوان

 

الصفحة
1 التعريف بالمؤلف
3
2 هدف الدراسة 3
3 الأسئلة البحثية التى حاول المؤلف الإجابة عليها 4
4 كيف عرض المؤلف الحجج والأدلة فى مقالته 4
5 أهم النتائج التى توصل إليها 11
6 الملاحظات والتعليقات على المقالة 13
7 الأفاق الجديدة للدراسة 14

 

 

أولاً: التعريف بالكاتب

الكاتب هو الأستاذ الدكتور : أم كينت جينينجز أستاذ العلوم السياسية ، جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، وأستاذ فخري في جامعة ميشيجان. كان عضوا في قسم العلوم السياسية في ميتشيغان ومعهد البحوث الاجتماعية في الفترة من عام 1963-إلي عام 1981، ومن عام 1984 إلي عام 1996.وقد نشر أكثر من 65 مقالة في المجلات العلمية الرائدة، وكتب من الكتب التالية كمؤلف أو مؤلف مشارك: مجتمع النافذون ، وصورة الخدمات فى الاتحاد الفيدرالى ، على الطابع (خصائص) السياسي للمراهقة ، مدارس الإدارة الأمريكية ، الأجيال والسياسة، الأحزاب في المرحلة الانتقالية، والإستمرارية في العمل السياسي.

اهتماماته البحثية الحالية التحليلات والتوجهات السياسية من الجنسين، والمشاركة الجماهيرية العامة الحاشدة في سياقات مختلفة.

يستخدم أداء إدارة البيانات والتحليل والتعرف على الدراسات السابقة فى مؤلفاته للتنبأ وتحديد حلول للمشكلات البحثية فى كتاباته.

 

ثانياً: هدف الدراسة

 

 

ثالثاً: الأسئلة البحثية

تكمن المشكلة الأساسية للمؤلف فى التعرف على ورصد إلى أى مدى مهدت الدراسات السابقة عن توجهات المراهقين فى ظل عدم اهتمام الدراسات بالتنشئة السياسية لهم.

فقد عرضت المقالة أسباب الاختفاء الافتراضى للدراسات حول مرحلة الطفولة، وهى تعبر عن أسئلة بحثية تستعرضها الدراسة، وهى:

 

رابعاً: عرض الأفكار لدراسة التنشئة السياسية

يتضح من عنوان المقالة ومحتواها أنها قراءة تحليلية أو نوع من المراجعات التحليلية للاستفادة من الدراسات السابقة، وكيفية نجاح عملية التنشئة السياسية بين المؤسسات المختلفة.

بدأ المؤلف بمقولة : من الخطأ أن نقول أن الاهتمام بالتنشئة السياسية بدأ يتراجع على مر الوقت، وإحقاقاَ للحق، فإن القليل من المنشورات والكتابات اهتمت صراحة بالمراهقين وظهرت تلك المنشورات ما بين منتصف السبعينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضى. ومع ذلك، فإن المصطلحات والمفاهيم ونتائج البحوث الأولية اخترقت وتغلغلت فى منظومة العلوم السياسية وأصبحت جزءا لا يتجزأ من العديد من الفروع المجتمعية مثل الرأى العام وسلوك الناخب والثقافة السياسية والحركات السياسية المختلفة.

 

وقد قسم الدراسة إلى:

اعتمدت الدراسات الأولية التي تم أجراؤها فى الولايات المتحدة على تجميع البيانات الأولية من أطفال المدارس (مثال إيستون ودينيس 1969، جرينستين 1965)، وقد أكدت الأبحاث والدراسات على تطور وتقدم التعليم السياسي خلال مراحل الطفولة.

والمفارقة هنا، مع ذلك، تكمن فى أن هذه الدراسات لم تمهد الطريق للبحث المستقبلي عن توجهات المراهقين، إلا أنه هناك دراسة واحدة تعاملت فعليا مع الأطفال. لقد ظهرت بعض النتائج مثل دراسة عميقة تتضمن مرحلة ما قبل المراهقة والتى أكدت على التأثير الواضح والمميز للحملات الإعلامية السياسية– بلورة المعلومات والتبلور الحزبي- ( سيرز وفالنتينو 1997، فالنتينو وسيرز 1998)، وبالرغم من ذلك فإن هذه التقارير مبنية على أساس بيانات تم تجميعها مسبقا فى الثمانينات.

 

عند ظهور حركة الاحتجاج الطلابي فى البلاد الغربية خلال منتصف الستينيات وبداية السبعينيات فى العديد من الدراسات المتعلقة بهذا المجال، فإن الأحداث الخارجية التى ظهرت فى الثمانينيات والتسعينيات عززت من ظهور البحث بشكل جديد، لذا فهناك تطوران محوريان قد ظهرت أهميتهم على المدى الطويل.

2-1 تراجع لقيمة المواطنة التنظيمية عند الديمقراطيات الغربية – التداعيات

إن إحدى الدوافع التى أظهرت التراجع الواضح فى التواصل المجتمعي والمدني والمشاركة السياسية التقليدية من أجل تحديد ما قد يظهر لاحقا فى العديد من المجتمعات الغربية. وتأثرا بهذه التوجهات، فإن العديد من المؤسسات والأبحاث توجهت للبحث عن طريقة لتعليم وتدريب الصغار والمراهقين، وأن العديد من هذه المشاريع قد تناولت الحديث عن المراهقين والشباب وكيفية تنشئتهم سياسياً.

2-2 تغير النظام العالمى – نظام عالمي متغير

هو تغير وتطور ثاني يتكون من مكونين أساسيين ألا وهما انتهاء الحرب الباردة حتى ظهور فترة انتقالية مفعمة بالكثير من ظهور الديمقراطيات الجديدة فى أنحاء العالم. فقدم النظام العالمى الجديد معملا تجرى فيه العديد من التجارب التى تحقق وتختبر عمليات ونتائج التنشئة السياسية، وربما تكوين وجهة نظر لها نفس الأهمية البحثية ألا وهى أن انفتاح هذه المجتمعات قد جعلها عنصر بحثي هام سياسيا وعمليا.

وغالبا ما تؤدي هذه الأحداث إلى ظهور العديد من الدراسات التى تهتم بها الأنظمة الجديدة في قواعد الديمقراطية واقتصاديات السوق وذلك لغرسها فى الشباب، وبخاصة من خلال النظام التعليمي (سلومزنسكي وشابد 1998). إن واحدة من أفضل الأبحاث المخططة والمصممة جيدا التى تعبر عن الخلفيات المتباينة داخل المجتمع الواحد نجدها فى جنوب أفريقيا وذلك فى مرحلة ما بعد العنصرية – الفصل العنصري – (فينكيل وإرنست 2005) وبولندا بعد سقوط الشيوعية – مابعد الشيوعية- (سلومزنكزي وشابد 1998) والتحول الديمقراطي فى الأرجنتين (موردشوسيك وآخرون 1996)، ومرحلة التعافي لمنطقتي البوسنة والهرسك (سول 2003). توضح هذه الأبحاث وتشير إلى مقدرة وإمكانية المناهج الدراسية المنظمة بعناية وتهتم بالتربية المدنية (وبالعمل المدني) على الترقى بمستوى الفهم السياسي ورفع مستويات القيم الديمقراطية.

لقد أدى أيضا تغير النظام العالمى إلى وجود قواعد ومعايير سياسية أساسية ذات صلة بالعديد من الخلفيات المجتمعية المختلفة.

 

لقد أظهر وجود إصرار على إفساد الدراسة على الأطفال وذلك يرجع جزئيا إلى القصور الإدراكي والتجريبي – الحدود الإخبارية والمعرفية والتجريبية – فى مرحلة الطفولة. إلى حد ما نجد أن رد الفعل تجاه تلك الورطة والأزمة والمأزق يكون بالتركيز على التساؤلات التى تحولت إلى البحث الدقيق عن المراهقين والشباب وكيفية مشاركتهم الاجتماعية (التعليم) على مر السنين. إن مثل هذا التحول توقف عند حد معين ألا وهو نموذج سنوات التأثر السريع المعروف لدى المراهقين، حيث نلاحظ تقلب واضح فى التوجهات السياسية خلال المراهقة ومرحلة الشباب، والتى يعقبها فترة تبلور فكري تتأرجح بين الاعتدال والقوة ومن ثم فترة استقرار. بينما يفترض النموذج إمكانية ظهور عدة أجيال – متشابهة (مانهيم 1927)، لذا فمن الغريب إقصاء عمل دورة الحياة والتأثيرات اللاحقة وتأثيرات الفترات العمرية.

إن قاعدة البيانات الكبيرة والغنية قد ساعدت فى تجديد وتعزيز الاهتمام بدينامكية وآلية التنشئة الاجتماعية والسياسية. فهناك دراسات تهتم بالفترة السابقة للبلوغ وتتبع أحوال الأفراد لمدة طويلة تعد أفضل تطبيق لتقييم النماذج ومن أجل معرفة مدى استمرارية التوجهات السياسية أو توقفها. إن مثل هذه المشاريع تعتبر غاية فى الصعوبة من حيث التطبيق.

إن الدراسات النقاشية قصيرة وطويلة المدى، غير القيمة برغم من أهميتها، سوف تكون نادرة على الأغلب؛ على الجهة الأخرى نجد مصدر معلومات وبيانات أخر عن تجميع والتقاط عناصر وجوانب دينامكية خاصة بالتنشئة السياسية والتى ستستمر فى الانتشار. هناك العديد من عمليات المسح المتكررة على عينات الشباب.

من الواضح أن مثل هذه الدراسات لا تسمح بتتبع سبل الجماعات على المدى الطويل، بينما تسمح بذلك الدراسات المتكررة على عينات البالغين. بالرغم من أن البيانات الطولية من هذا النوع تكون متوفرة ومتاحة لفترة ما، إلا أنه بمرور الوقت نتجت مجموعة من البيانات الكاملة المثيرة للإعجاب والمجمعة من وجود التأثيرات المختلفة فى العديد من البلدان.

وبالرغم من أن البيانات الطولية هي الأمثل فى ملاحظة ومراقبة مؤثرات الجيل – الآثار المحتملة (وأشياء أخرى أيضا)، والتحقق من الاستخدام الأمثل لهذه البيانات وللأجهزة الجديدة وللمعرفة الموضوعية والفنية العميقة ومن ثم يتم تطبيق كل ما سبق ذكره من خلال دراسات مميزة ونتائجها تعد الأفضل على الإطلاق. على سبيل المثال فلقد استفاد كل من (تسلير وكونلد وريف 2004) من العصور التاريخية المنفصلة والاستفادة منها وذلك عند تحديد قيمة عهد فى صقل الأفكار السياسية وتوجهات النظر السياسية، وتوضيح تفرد حقبة واحدة في تشكيل الآراء السياسية.

دراسة التنشئة السياسية تحددت من خلال عينة بحث منهجية، سواء باستخدام  وسائل محددة أو أكثر مرونة. وربما يكون السبب وراء ذلك هو أن البحث باستخدام  الاستطلاعات والمسح هو عبارة عن منهج اختيار، وأن الاهتمام البحثي كان على الأفراد وصفاتهم كوحدات تحليل أو بحث. ومؤخرا، يوجد توجه ما لدعم الملامح السياق ذات الصلة والتى تساهم فى عملية التنشئة الاجتماعية.

4-1 الدراسات داخل الدولة الواحدة

لقد تم التعرف على الأهمية النظرية والموضوعية للخواص ومميزات السياق فى عملية التنشئة السياسية فى مستهل الدراسة المنهجية والنظامية. إلا أن، كثير من الأعمال البحثية الأولية (الدراسات السابقة) التي استخدمت طريقة الاستبيان كأسلوب للدراسة وكانت موجهة تحديدا لمرحلة الطفولة غير البالغين أعطت القدرة على التركيز على مستوى مؤثرات السياق. لقد تغير الحال تماما، من الواضح أن  (كونوفر وسيرينج 2000) قد قاما بدراسات مكثفة على عدد صغير من مجتمعات المدرسة الثانوية فى الولايات المتحدة (وبريطانيا العظمى). والركيزة الأساسية لهذا التحليل هو المراهقين الصغار، ولكن استنتجت المعلومات عن سياقهم الحياتي من لقاءات مع الأهل والمدرسين وقادة المجتمع ومواطنين وبيانات نتجت عن الملاحظة والرصد وهكذا يتم توفير وتقديم دعم معلومات كافية حول السياق.

أن التنوع السياسي والاجتماعي يرفع من مستوى المعلومات المكتسبة ومستوى المشاركة بينما قللت البيئات غير المتجانسة وغير التنافسية من شأن العديد من المؤشرات المدنية. وهناك نتيجة آخري ألا وهى أن السياق الحزبي المحلي له تأثير أكبر على المراهقين (جيمبل ولاي 2005).

ومجددا، فإن سمات سياق المدرسة والمجتمع أصبحت جزءا لا يتجزأ من التحليل، ويتم التعامل معها بطريقة متعددة المستويات. والنتيجة الأهم هى ظهور بيئات أكثر تجانسا بداخل المدرسة الثانوية لتعزيز المشاركة الفعلية والمتوقعة منهم وذلك بناءا على المزيد من الأهداف المفيدة من تشجيع المشاركة.

فقد شجعت البيانات المتراكمة الخاصة بالمسح على تطبيق المنظور الاجتماعي على التحليل للمجموعات ذات الفئات العمرية المتماثلة. وتظهر هنا مشكلة تحليلية ألا وهي أن مرور الوقت هو عبارة عن معطيات إجمالية وليست فردية. فإنه يمكن القول إنه يجب استخدام النماذج متعددة المستويات بدلا من استخدام الاتجاهات التقليدية متعددة المتغيرات وذلك كمحاولة لتقليل الأخطاء الإجمالية الناتجة .

إن واحدة من التطبيقات الأولية لهذا التعارض والمنطق، هو ما قاما به (ميشلر وروز 2005) عندما قام بتحليل 14 حالة دراسة للدول من خلال الاستقصاء فى روسيا الجديدة فى الفترة ما بين 1992 و2005. فنجد إن تأثير الوقت ( خلال التغير المدني- طويل المدى- أو مؤثرات زمنية معينة )، والذي كان مميزا جدا وواضحا بشدة فى تقريرهما، كان مصورا بوضوح عند تطبيق النموذج متعدد المستويات. لقد قاما باستخدام هذا التطبيق ونتائج أخرى أيضا مستقاة من الدراسة لتقديم افتراض يطلق عليه نموذج التعلم مدى الحياة. ويقدم هذا النموذج دمج بين النظرية الثقافية، التى لها صلة كبيرة بعمليات التنشئة الاجتماعية للشباب، وبين النظرية المؤسسية، والتى تطالب بالمزيد من التعلم المعاصر والتكيف بين البالغين المتأثرين بتغير الظروف المحيطة . ومن خلال هذه القاعدة الآخذة فى التوسع عن البحوث الطولية المحددة فى بلد بعينها، فيبدو غالبا أن هذا الوقت سيتم التعامل معه بأكثر جدية كسياق وأن النماذج متعددة المستويات ستستخدم لإنتاج جيل جديد ودورة حياتية أخرى ومؤثرات تاريخية لتكون جزءا من مشروع تنشئة سياسية أكبر.

 

4-2 دراسات تتناول العديد من الدول – دراسات تغطي عدة بلدان

من خلال تحقيقاتهم الواقعية عن العديد من الدول، سمح الباحثون لأنفسهم للتدقيق وتنقيب عن المؤثرات السياقية مع الأخذ فى الاعتبار التنشئة السياسية كجزء لا يتجزأ من البحث. وبالفعل، فإن مصطلح الثقافة المدنية فى الأعمال الكلاسيكية (فربا وألموند 1963) تنبأت بوجود سياقات اجتماعية مختلفة فى دراسة تتناول خمس دول مختلفة. ومؤخرا، فإن مثل هذه الجهود تقتصر على وتنحصر فى عدد صغير من الدول.

ربما تكون معظم الجهود المنهجية لتقييم المؤثرات وآثار السياق فى التساؤلات الحيادية الصغيرة من مجموعات البحث هى عبارة عن محاولات لتقييم تأثير أنظمة حزبية على نقل الفكر الحزبي والأيديولوجية السياسية من الوالد إلى طفله.

فلقد ثار الجدل على أنه بعض الأنظمة السياسية والحزبية سهلت انتقال ايديولوجية اليمين واليسار بالإضافة إلى أو بدلا من الارتباط بأحزاب بعينها. ولاحقاً، عدلا كل من (ويسولم ونيمي 1992) هذا الافتراض عن طريق إظهار كلا التأثيران المباشر والغير مباشر للحزبية والأيديولوجية الخاصة بالوالدين وأن هناك منهجيات متنوعة تكون ذات صلة بالنظام الحزبي.

يبقى مصدر بياناتي غزير ومتنامي للتقييمات الحيادية للتأثيرات السياقية والتقييمات الوطنية الأشمل لأثار السياق داخل عدد أساسي وكبير من الدراسات الطولية فى العديد من الدول وعلى السكان البالغين. حيث إن هذا التكرار يكون هام بصفة خاصة من منظور التنشئة الاجتماعية وذلك لتحديد التأثيرات الجماعية، وسواء كانت هذه التأثيرات راجعة إلى تغيرات تركيبية أو عمليات ” تجريبية”. وبناءا على تداخل العناصر فى تصميم البحث، فإنه يوجد مستوى واحد أو أكثر من مستويات السياق. وأصبح الآن هناك عدد مناسب من هذه المشاريع التى تتناول مراحل متعددة من المقاييس المتشابهة والمتنوعة دائما التى يمكن مقارنتها.

 

لقد احتلت العائلة دورا جوهريا فى التنشئة الاجتماعية عند العلماء منذ بداية الاهتمام بالدراسات والأبحاث وحتى يومنا هذا. وبالتالي، كان من المفترض أن العائلة، وعلى الأخص الوالدين، تلعب دورا مهيمنا وذلك نظرا لتعرض الطفل فى بداية حياته وعلى مدى طويل لدور الأسرة من جهة، وبتعرضه بدرجة ما للثقافة السياسية من جهة أخرى. إن هذا التفكير المنطقي تم التنبأ به والاستناد له فى نظريات التعليم الاجتماعى (النموذج المباشر وعمليات التعزيز بداخل العائلة) أو تأثر العوامل بالسمات والخصائص الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة للعائلة – الوسط الاجتماعي (دالتون 1982).

لم نحصل على مثل هذه النتائج إلا عند ظهور تخطيطات وتصميمات دراسية والتى بالتالي تتضمن وتشمل معلومات مستقلة عن الوالدين والأطفال، وأن المزيد من الاختبارات تعيد تقديم فكرة السمات السياسية لدى الوالدين إلى أولادهم. وكما ذكرنا فى الفقرة السابقة، فإن الكثير من هذه الدراسات استمرت فى التركيز على الولاءات الحزبية والأيديولوجية وأثرت مفهومنا عن تأثير العائلة. ومن هذا المنطلق، فإن التعليم الاجتماعي بشكل نموذج انتقال مباشر يبدو أنه يعمل بشكل منطقي ومقبول ويتنوع بشكل ما طبقا للسمات النظامية المنهجية.

وهناك عنصر أساسي يؤثر فى عامل العائلة ألا وهو استقرار السلوك والمواقف عند الوالدين وذلك بالنسبة لمساءلة الموضوعية السياسية محل النقاش وهناك عامل آخر هو مستوى التسييس عند الوالدين. وبالنسبة عن الاختلافات بين الأجيال وتأثيرها فى الوالدين، فالتوافق والانسجام بين طلبة الثانوية وأولياء أمورهم فى عام 1997 يعد متطابق ومتوافق ومتقارب بين طلبة الثانوية وأولياء أمورهم فى عام 1965، وهذا على الرغم من التغيرات الكبيرة فى المشهد الاجتماعي والسياسى بمرور الزمن.

ويستمر تقييم تأثير الأهل من خلال تقديم سمات وخصائص اجتماعية واقتصادية وسياسية للأسرة بداخل التحليل، وبخاصة عند غياب المقاييس المباشرة للسمات الخاصة بالوالدين. وهكذا فإن هناك العديد من الدراسات المدنية تستخدم تقديرات على مستوى الأسرة تم الحصول عليها من مشاركين شباب سواء كانوا كمتغيرات مستقلة أو كمتحكمين فى المتغيرات. إن مدى مصداقية مثل هذه التقارير عن المشاركين بها تمتد لتشمل وجود المزيد من الثقة فى التقارير عن الآثار المادية الثابتة والموضوعية. وكما لاحظ (تيدن 1976) منذ وقت طويل تصورات عن كل المواقف السياسية للوالدين والتى تحيطها الكثير من الأخطاء.

 

خامساً: أهم النتائج التى توصل إليها

 

بينما تؤكد الأبحاث والدراسات الأخرى على أن أنماط وأساليب معينة من التعليم عن الحكومة والسياسات بعينها لها تأثير أكبر دون سواها وأكثر فاعلية عن غيرها (مثال أندولينا وآخرون 2003)؛ وأثبتت أيضا هذه النتائج خلال دراسة عالمية دولية (تورني- بورتا 2002). لذا فإننا نجد أن معظم هذه الأبحاث ذات فاعلية ضعيفة وخبرات قصيرة الأمد أو أنها لا تكرر مرة أخرى (تقييمات لمرة واحدة) ومن ثم ليس هناك تقييم بحثي على المدى الطويل.

 

وتشمل مثل هذه البرامج على العديد من مجالات البحث فى الموقع والمكان والفترة والمدة والشكل وبعض هذه البرامج تهتم جذريا بالسياسة أكثر من غيرها من البرامج. فالتقييمات الأولية لهذه البرامج تقدم لنا مزيج من النتائج المتباينة (جالستون 2001)، فجزئيا تكون بسبب ضعف تخطيط وتصميم الدراسات، ومن المؤكد أن الدراسات الحالية المخطط لها بعناية لها مستقبل واعد فعلا وتكون أكثر دقة. يوجهنا مثل هذا البحث إلى مقاربة واتجاهات شبه تجريبية حيث تؤكد على أن طلاب المرحلة الثانوية الذين من المفترض عليهم تقديم الخدمات المدنية الاجتماعية يكونوا أقل ميلاً ورغبةً للمشاركة، مثل هؤلاء الطلاب يكونوا غالبا أكثر قدرة على توقع وتحديد أفكار المشاركة السياسية المستقبلية، ويكون لديهم أيضا اهتمام بالسياسة وتفهم متزايد لها؟.

أن التنوع الكبير فى دراسة طلاب الثانوية الأمريكية أزاحت الستار عن مشاركات ومساهمات وممارسات متنوعة بشكل كبير وأيضا أظهرت أن الخدمة تزيد من مستويات الاهتمام السياسي ومعرفتهم السياسية واكتسابهم للمهارات .

أهمية استقرار الطبقة الاجتماعية المؤثرة فى المشاركة السياسية (والش وجننجز وستوكر 2004)، ومدى صلابة المتظاهرين والمحتجين وذلك باعتبارهم جيل موحد (جننجنز 2002)، ويظهر أيضا أن الزواج قد يؤثر فى السلوكيات والمواقف والاتجاهات بين الزوجين وتأثيرهما علي بعض والتى تحدث خلال هذه الفترة، كما أن العلاقة بين المنطق والفكر الأخلاقي والمواقف تجاه القضايا الثقافية والسياسية تتزايد بزيادة العمر والزيادة المعرفية، مع مرور فترة طويلة على أى حدث، تبقى أثاره، لذا فإن هناك اختبار هام يعكس نظرية سنوات التأثر تلك (فرضية نموذج التأثر).

 

سادساً: الملاحظات والتعليقات على المقالة

 

 

بدائل سابقة ضائعة وفرص جديدة

سابعاً: الأفاق الجديدة للدراسة

العوامل التى تؤدى إلى تنشئة سياسية فعالة:

 

[1] M.Kent Jennings, ” Political Socialization ” In : Russell J. Dalton and Hans-Dieter Klingemann, The Oxford Handbook of Political Behavior ( New York : Oxford University Press, 2009 ) PP 29–44 .

 

Exit mobile version