الرئيسية / النظم السياسية / الأحزاب والجماعات / “احتجاجات تشرين” توجهات المتظاهرين العراقيين – الأسباب، الأساليب، النتائج المتوقعة)
توجهات المتظاهرين العراقيين المشاركين في احتجاجات تشرين الأول (الأسباب، الأساليب، النتائج المتوقعة) iraq protests arabprf arabprf
توجهات المتظاهرين العراقيين المشاركين في احتجاجات تشرين الأول (الأسباب، الأساليب، النتائج المتوقعة) iraq protests arabprf arabprf

“احتجاجات تشرين” توجهات المتظاهرين العراقيين – الأسباب، الأساليب، النتائج المتوقعة)

توجهات المتظاهرين العراقيين

احتجاجات تشرين الأول

(الأسباب، الأساليب، النتائج المتوقعة)

هذه الدراسة الميدانية قام بها مركز “رواق بغداد” للسياسات العامة، علي عينة من المتظاهرين المتواجدين في ساحة التحرير يوم 4/11/2019.

الخلفية والسياق:

منذ مطلع تشرين الأول من العالم الجاري، شهد العراق موجة احتجاجات جديدة، إلا أنها جاءت غير مسبوقة وتكاد تكون متفردة وتنطوي على خصائص مميزة، جاء في مقدمة تلك المميزات شمول التظاهرات لشرائح متنوعة من المجتمع، وبدت خالية من الرؤوس (سواء أكانت حزبية أو دينية أو ثقافية أو تنظيمات مدنية)، فضلاً عن طابعها الشبابي وحماسها الثوري.
شملت تلك الاحتجاجات جموع المحتجين ممن أحسوا جيداً ولمسوا بدقة عيوب النظام وفساد السلطة، وأيقنوا أن النخبة السياسية بمجملها غير قادرة و/أو غير راغبة بتنفيذ مطالبهم.
مثلت ساحة التحرير في العاصمة بغداد موئل تجمع المحتجين، لما تحمله تلك الساحة من رمزية عالية في نفوس ومخيال العراقيين، ولقربها من المنطقة الخضراء مركز القرار والسلطة، فضلاً عن محافظات أخرى.
ولغرض الكشف عن أسباب الاحتجاج، أهدافه، أساليبه، والنتائج المتوقعة منه، جاء الاستطلاع الحالي بوصفة أداة علمية واستجابة ملّحة للتعرف عليها والإحاطة بها من خلال المحتجين أنفسهم.
شمل المسح عينة من المتظاهرين المتواجدين في ساحة التحرير يوم 4/11/2019. جاء اختيار وحدات العينة بشكل عشوائي وعلى نحو المصادفة، تمت مقابلة المحتجين المتواجدين في الميدان لحظة تنفيذ المسح.
أجريت المقابلات من قبل فريق من الباحثين مكون من ثلاثة عناصر، مدربين على مضامين الاستبانة التي جاءت مختصرة ومركزة بثمانية أسئلة، أربعة منها ديموغرافية الطابع استفهمت عن (الجنس، العمر، نوع العمل، المستوى التعليمي)، لتبحث في علاقتها بـ (أسباب الاحتجاج، أهدافه، أساليبه، والنتائج المتوخاة والمتوقعة منه).
بقي أن نشير إلى أن الاستطلاع الحالي أُعد وأشرف على تصميمه وتفريغه وتحليله الباحثان (د. علاء حميد إدريس ود. أحمد قاسم مفتن)، لصالح مركز رواق بغداد للسياسات العامة.
بدا حضور الذكور في الاحتجاجات طاغياً، إذ بلغت نسبة المبحوثين الذكور نحو (89%)، فيما جاءت نسبة الإناث نحو (11%) من مجموع المبحوثين، إذ وعلى الرغم من شيوع حالة التصادم بين المحتجين والقوات الأمنية وسقوط عددٍ من الجرحى والقتلى في صفوف كلا الطرفين، إلا أن الإناث أبين إلا أن يؤكدن حضورهن في الميدان ومشاركتهن في الاحتجاج.
ساعدت تلك المشاركة النسوية في زيادة زخم التظاهرات واستمراريتها، كما ساهمت في رفع حماسة الشباب وزيادة فاعليتهم.

كشف التوزيع العمري للمتظاهرين عن ملحوظتين رئيستين، تمثلت الأولى في شبابية المتظاهرين، إذ جاءت الفئة العمرية التراكمية (40 سنة فأدنى) نحو (76%) من مجموع وحدات العينة. يملك الشباب غالباً سمات التغيير والحيوية والنشاط والتطلع لمستقبل أفضل.
فيما مثلت الملحوظة الثانية تنوع الفئات العمرية وأن جاءت متفاوتة، إذ بلغت نسبة الفئة العمرية (41 سنة فأعلى) نحو (24%) من مجموع المبحوثين. يضفي البالغون وكبار السن غالباً طابعاً عقلانياً وتنظيماً محافظاً، لذا جاء حضورهم في الميدان فاعلاً ومكملاً.

لم يكن التحصيل الدراسي (عائقاً أو محفزاً) لمشاركة المحتجين، حيث تظهر معطيات التحصيل الدراسي للمحتجين حضور المستويات كافة، سواء من كان لديهم تحصيل دراسي متدنٍ أو عالٍ.
بلغت النسبة التراكمية للمبحوثين الحاصلين على تعليم (إعدادية فما دون) نحو (61%) من مجموع المبحوثين.
فيما بلغت النسبة التراكمية للمبحوثين الحاصلين على (معهد فأعلى) نحو (39%).

لم يمثل نوع العمل أيضاً، عائقاً أو محفزاً لمشاركة المحتجين في التظاهرات، إذ شارك فيها العاطلون عن العمل بنسبة (49%)، فيما بلغت نسبة العاملين في القطاع الخاص نحو (28%)، وجاءت نسبة الموظفين نحو (23%) من مجموع المبحوثين.
تؤشر تلك الأرقام والنسب تنوع مفاعيل ومحركات الاحتجاج التي جذبت بمجملها شرائح اجتماعية متباينة في وضعها المعاشي وظروفها الاقتصادية. كما تفند دعوى أن المشاركين في الاحتجاج هم الفقراء والمعدمون والمهمشون فقط.

بدت النتائج المتوقعة من الاحتجاج في مخيال المحتجين متباينة ومتنوعة وصادمة، إذ يرى نحو (63%) من مجموع المبحوثين إنها ستفضي إلى تغيير النظام بأكمله.
فيما يرى نحو (30%) أنها ستحقق الإصلاح المنشود في النظام السياسي ومكوناته التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وحلت أخيراً توجهات المتشائمين من المحتجين وبنسبة (7%) فقط، إذ يعتقد هؤلاء أن الأمور ستندفع نحو الفوضى وسيدخل العراق تحت الوصاية الدولية.
أياً كانت مآلات الاحتجاج فإن جميع الاستشرافات والتوقعات لدى المحتجين تؤكد أن الاحتجاجات تمثل مخاضاً كبيراً سينتج تغيير، وأن الأحوال والظروف السياسية الحالية في البلاد لن تبقى على حالها.

وللكشف عن طبيعة الأسباب الدافعة للاحتجاج، وطبيعة ونوع المطالب التي يروم المحتجون تحقيقها، صمم السؤال الحالي بطريقة الاختيار المتعدد لغرض التعرف على تراتب أهمية المطالب لدى المتظاهرين.
حيث أظهرت نتائج المسح إن تعديل الدستور ومواده الخلافية والمشرعنة للمحاصصة مثل مطلباً رئيساً تصدر قائمة المطالب لدى المحتجين، تلاه القضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين من السياسيين وإصلاح مثالب وقصور النظام الحالي.
فيما حلَّ ثالثاً معالجة الفقر والبطالة، تبعها مطلب تحسين الخدمات والبنى التحتية للبلاد.
فيما حلَّ خامساً تعديل قانون الانتخابات، ومثل أخيراً مطلب تعديل قانون المفوضية واختيار الأصلح لعضويتها وإدارتها بعيداً عن تدخل الأحزاب ومحاصصتهم.

أخذ التذمر والإحباط مأخذه من المحتجين، كما بدا إصرارهم كبيراً إزاء الهدف من الاحتجاج، جاءت إجاباتهم متباينة ومتنوعة.
ظهر أعقدها تحققاً مطلب تغيير النظام الحالي برمته (شلع قلع، عناصر وأحزاب ودستور وقوانين)، إذ بلغت نسبة المطالبين بتحقيقه نحو (71%). فيما يرى نحو (24%) من مجموع المبحوثين أن إصلاح النظام الحالي بحزمة من القوانين والقرارات والإجراءات يعد هدفاً منشوداً.
فيما عبر نحو (5%) عن أسباب أخرى تمثل لديهم هدفاً رئيساً للاحتجاج، تمثلت بطرد الأحزاب المشاركة حالياً في العملية السياسية ومنعهم من المشاركة مرة أخرى في الانتخابات المرتقبة.

يمارس المحتجون أساليب متنوعة في التعبير عن مطالبهم، تأرجحت بين (التظاهر السلمي والعصيان المدني والصدام المسلح).
حيث أكد نحو (65%) من مجموع المبحوثين إن التظاهر السلمي طريقهم المشروع لكسب الحقوق وتحقيق المطالب.
فيما ذهب نحو (32%) إلى العصيان المدني وتعطيل الدوام وقطع الطرق والجسور ومنع ممارسة الحياة الاعتيادية أسلوباً ناجعاً لتحقيق المطالب.
أما خيار الصدام المسلح واستخدام العنف فلم يكن طريقة مثلى سوى لدى (3%) من مجموع المبحوثين.
وأياً كان تنوع الأساليب وتعددها للتعبير عن المطالب، إلا أن وجود مجموعة من المحتجين (حتى وإن بدت قليلة) تؤمن باستخدام العنف، يتطلب أخذه بعين الاعتبار من قبل الحكومة والاستجابة الفورية والعاجلة لمطالبة المحتجين ومعالجة الأمور قبل تفاقمها – لا سمح الله-.

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …