أزمة بناء الدولة في جنوب السودان
أزمة بناء الدولة في جنوب السودان arabprf 172

أزمة بناء الدولة في جنوب السودان

أزمة بناء الدولة في جنوب السودان

رضوة لعور – نفيسة زديرة

جامعة العربي التبسي – تبسة

تعتبر عملية تشكل الدولة منذ نشأتها الحديثة وحتى يومنا الحاضر إحدى أهم القضايا السياسية جدلا وصعوبة، غير أن الدولة بعناصرها ومقوماتها المختلفة “الشعب والإقليم والحكومة ” لم تأخذ شكلاً نهائيا محددا أو ثابتاً طوال تلك الفترة بحيث كانت جميع مقومات الدولة في حالة تفاعل وحركة متصاعدة، هذا ما شكل مصدر تهديد للعديد من الدول ما ينجر عنه عدم التجانس العرقي أو القومي، وعليه فإن الدول باتت تواجه
التحديات من نوع جديد يهدد كيانها ومستقبل بقائها .

كما أدى الشرخ المتفاقم في فن إدارة الدولة حديثا إلى نشوء حركة تبتعد عن الصراعات بين القوى العظمى نحو أشكال جديدة من انعدام الأمن ناجمة عن اختلال التوازن داخل الدول تصل إلى مراحل متقدمة إلى حد نقل التهديد إلى البنية الدولية، ولذلك كان التركيز على مصطلح الدولة العاجزة وما يتصل بها من أوصاف كالدولة الضعيفة أو الفاشلة من الناحية الوظيفية أو الدولة المنهارة من الناحية الهيكلية، وهو ما يشكل فضاء قائم بحد ذاته للنقاش في حقل العلاقات الدولية.

ولقد ارتأينا لهذه الدراسة نظرا لما تعاني منه الدول الإفريقية من عجز في تشكيل الدولة الحديثة بعد الاستعمار الذي جعلها تتسم بطابع العنف والتخلف بكل استحقاق، إذا ما نظرنا إلى ما خلفه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وضخامة عدد الضحايا الناجم عن الإبادات الجماعية، وسوء العلاقات الإفريقية الإفريقية، خاصة بين الدول التي تنخرط ضمن مسلك المطالبة بقضايا الانفصال والتمرد، في ظل تنامي الهويات العرقية، الإقليمية والدينية التي نازعت الدول من أجل البقاء، والطريقة التي مزق من خلالها أبناء الدولة الواحدة بين أكثر من دولة، إذ أصبح وجود الدولة بحد ذاته محل شك ونزاع بعدد المؤشرات التي ساهمت في انتقاص شرعية الدول، الأمر الذي جعل من الدول الإفريقية تعاني أزمات تشكك في شرعيتها الدولية وتصنفها ضمن الدول النامية، والسودان كمثال بارز تنطبق عليه كل هذه العوامل والمؤشرات بدءا من تركيبة متنوعة الأجناس والأعراق إلى ضعف البنية السياسية وتقسيم الثروات بشكل غير عادل بين أفرادها تمع، وصولا إلى التنافر بين قبائلها تمع الواحدة والمطالبة بالانفصال، حيث حل الانتماء للقبيلة محل الانتماء للوطن، كل هذه العوامل أدت إلى تزايد الهوة بين شمال وجنوب السودان، ما أدى بجنوب السودان إلى المطالبة بالانفصال عن دولة السودان، وممارسة أوضاعهم السياسية بحرية و نهج المسار الأنسب لتطويرهم للأوضاع الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، على الرغم من التحديات الهائلة التي تعترض ترجمة هذه الأوضاع إلى واقع اجتماعي يوفر الرفاهة المنشود.

 

كل هذا سيخلق نوعا من الحساسيات فيما بين الجماعات الاثنية، والقبائل المتواجدة في الدولة الواحدة، وبناء على ذلك، فإن نجاح أو فشل الدولة الجديدة سيُقرر بمدى تحقيق تطلعات ا تمع

أهمية الموضوع:
تكمن أهمية الدراسة في معرفة الأسباب الظاهرة والأسباب الخفية وراء فشل دولة جنوب السودان في بناء
الدولة القوية، وهل هي الأسباب ذا ا بالنسبة لجميع دول القارة أم أ ا تختلف حسب اختلاف البيئة
السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن عملية التشخيص تساعدنا على وضع حوصلة مضمونها فشل الدول
الإفريقية والأنظمة الخاصة ا، في تأدية وظائفها الأساسية سواء داخليا أو خارجيا ،والتي تمثل خطر على
السلم والأمن الدوليين

 

الإشكالية:
على ضوء ما تم تناوله من خلال التقديم تبرز معنا معالم الإشكالية العامة لموضوع البحث كما يلي:
ما مدى تأثير كل من التعدد الاثني والقبلي بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية إلى قصور متطلبات بناء الدولة في جنوب السودان ؟
إن المتمعن في طيات الإشكالية سيخطر في ذهنه العديد من التساؤلات يمكن تجميع أهمها فيما يلي:
üإلى أي مدى ساهم الميراث الاستعماري في عجز تحقيق متطلبات بناء الدولة في إفريقيا ؟
üما هي أبرز انعكاسات وتداعيات انفصال جنوب السودان محليا و إقليميا؟وما هي أهم التحديات
والعوامل المعيقة لعملية بناء الدولة في جنوب السودان ؟

 

لتحميل الملف كاملاً: أزمة بناء الدولة في جنوب السودان

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …