الرئيسية / العلاقات الدولية / التفاعلات الدولية / التعاون السياسي العربي المغربي مع دول أمريكا الجنوبية (A.S.P.A)
التعاون السياسي العربي المغربي مع دول أمريكا الجنوبية (A.S.P.A)
التعاون السياسي العربي المغربي مع دول أمريكا الجنوبية (A.S.P.A)

التعاون السياسي العربي المغربي مع دول أمريكا الجنوبية (A.S.P.A)

التعاون السياسي العربي المغربي مع دول أمريكا الجنوبية (A.S.P.A)

عطيف محمد

باحث في العلاقات الدولية بكلية الحقوق سلا -الرباط

 

تعتبر قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية أول فضاء دولي للتعاون بين جهتين من الجنوب، فهو يضم 34 دولة، 22 دولة عربية و12 من دول أمريكا الجنوبية وترفع فكرة تأسيس هذا الفضاء إلى سنة 2003 عندما كان الرئيس البرازيلي الأسبق: لولا داسيلفيا يقوم بزيارة لخمس دول عربية (سوريا وليبيا، الإمارات ومصر ولبنان) بهدف رفع مستوى العلاقات التجارية بين البرازيل والعالم العربي، وخلال لقاءه الأمين العام لجامعة الدول العربية بالقاهرة، عبر داسيلفبا عن رغبته في تقوية العلاقات بين دول أمريكا الجنوبية والدول العربية[1].

 

وقد عقدت لحد الساعة أربع قمم لرؤساء ودول وحكومات الجانبين، عقدت الأولى في براسيليا (البرازيل) سنة 2005، والثانية في الدوحة (قطر) سنة 2008، والثالثة في ليما (البيرو) سنة 2012 والرابعة في الرياض (السعودية) سنة 2015،  وفي هذه الأخيرة شارك فيه رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران ممثلا عن الملك محمد السادس، ولقد دعا الملك محمد السادس في خطاب القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في إيجاد آليات مشاركة لبلورة مشاريع التعاون الشامل بمساهمة المؤسسات الحكومية، والفعاليات الإقتصادية وبناء استراتيجية الشراكة العربية الجنوب أمريكية وإحداث معاهد الدراسات والبحوث حول أمريكا الجنوبية بطنجة، بالإضافة إلى التعاون في المجال الإقتصادي والثقافي لأن هذا الأخير هو الموروث الحضاري العريق يجب استثماره بالسبل الأمثل، لأن ترسيخ التواصل والتفاعل بين شعوب كل من الجانبين وفي القمة التي عقدت بالرياض سنة 2015، وتصدرتالقضية الفلسطينية والأزمة السورية، وتداعياتها المتمثلة في مشكلة اللاجئين، أعمال القمة العربية – اللاتينية،  إضافة إلى أزمات أخرى في المنطقة العربية، ومنها الأوضاع في اليمن وليبيا، فضلاً عن أزمة “جزر المالفينوس”، المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا، بالإضافة خلق آليات فعالة لرفع التحديات عن الشعوب ومحاربة كل أشكال التطرف (الإرهاب)[2].

 

وتجدر الإشارة أن المغرب قد لعب دورا بارزا في إطلاق هذه المبادرة منذ انطلاقها سنة 2009، حيث عقد أربع قمم على مستوى رؤساء دول وحكومات الجانبين، كانت الأولى في البرازيل سنة 2005 والثانية في قطر 2008 والثالثة في البيرو سنة 2012 وعقد القمة الرابعة في الرياض سنة 2015 والقمة الخامسة في فنزويلا سنة 2018، وتعتبر هذه القمم فرصا مهمة بالنسبة لقادة الجانبين لتنسيق المواقف السياسية حول عدد من القضايا الجهوية والدولية ودعم المبادلات التجارية البينية[3].

 

وعيا من كل الجهتين بتهميش دورهما السياسي على المستوى الدولي، تتطلع دول أمريكا الجنوبية والدول العربية إلى لعبي دور أكبر داخل المؤسسات الدولية، فخلال الإجتماع التحضيري للقمة إلى الذي عقد في مارس 2005 بمراكش (المغرب) أكد وزراء خارجية الجانبين على التزام قادتهم بتعميق التنسيق المواقف داخل المنظمات الإقتصادية والمالية الدولية من أجل ضمان إشراك الجهتين في مسلسل اتخاذ القرارات الدولية.

 

إن عدم تطور العلاقات العربية اللاتينية بالقدر الكافي، وهو ما يتضح في تدني حجم التبادل التجاري بين الطرفين، والذي لا يتجاوز في أفضل التقديرات 4 بالمائة من إجمالي التجارة الخارجية لكل منهما، فضلا عن اختلاف رؤى الطرفين حول عدد من القضايا المهمة. ويأتي في مقدمة التحديات التي تحول دون تطور العلاقات العربية اللاتينية؛ تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية داخل دول المنطقتين، والبعد الجغرافي وعدم كفاية وسائل النقل والروابط اللوجيستية، إلى جانب التحديات الثقافية واللغوية، وحداثة الاهتمام الرسمي بالعلاقات بين الجانبين.

 

وإن الوضعية الراهنة التي يعيشها العالم تفرض الحاجة لتكثيف الدول العربية لجهودها الرامية لتطوير العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية خلال المرحلة الراهنة تبدو أكثر إلحاحا من أي وقت مضى من أجل التقليل من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدثها التغيرات السياسية الراهنة في أمريكا اللاتينية (التحول إلى اليمين) على العلاقات مع الدول العربية، وأن الارتقاء بهذه العلاقات يتطلب العمل على إنجاز خطط ومشروعات حقيقية تسهم في تحقيق منافع مشتركة للطرفين، وتقوية الأطر المؤسسية للعلاقات العربية اللاتينية، إلى جانب تكثيف حركة التبادل التعليمي والثقافي والعلمي. وكذلك الدخول في شراكات مع التحالفات والمنتديات التي تنخرط فيها بعض الدول اللاتينية المؤثرة وبخاصة البرازيل في إطار مجموعة البريكس والإبسا[4].

 

[1]-.محسن منجيد، تطور التعاون السياسي بين الدول العربية، تقرير أمريكا اللاتينية لعام 2015 ،مطبعة قرطبة وجدة، ص 14.

[2]– خطاب القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بالدوحة

[3]– التقرير الاستراتيجي المغربي لـ 2014- 2018، مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية العدد11، السنة 2018، ص 305.

[4]http://www.mesc.com.jo/Activities/Act_Sem/symposium/mesc-2016-11-13.html-ا انظر إلى الموقع لمعرفة التفاصيل.

عن عطيف محمد

شاهد أيضاً

هل تسعي أمريكا لإحياء مبدأ "مونرو" بأمريكا اللاتينية؟ وكيف؟

هل تسعي أمريكا لإحياء مبدأ “مونرو” بأمريكا اللاتينية؟ وكيف؟

هل تسعي أمريكا لإحياء مبدأ “مونرو” بأمريكا اللاتينية؟ وكيف؟ عطيف محمد باحث بسلك الدكتوراه في …