قوى تشكيل الرأي العام
قوى تشكيل الرأي العام

قوى تشكيل الرأي العام

 

تؤثر العديد من القوى في تشكيل الرأي العام وتعتمد على ما لديها من قوة سياسية أو مالية أو إعلامية أو حتي مورثة في صنع أو تشكيل رأي الجماهير أو الرأي العام، كما ترتبط مسألة تشكيل الرأي بالتغيير في السياسات نفسها التي تتبعها الحكومة وتدعي بعض النظريات أن قادة الرأي أو الصفوة هم الصناع الحقيقين للرأي العام حتي في الدول الديمقراطية, وفيما يلي نستعرض لقوي تشكيل الرأي العام الرئيسية: الحشود, القادة –قادة الرأي-,  دعاة التغيير, المنظمون.

أولًا: الحشود:

هي الجماهير أو الكتلة الغيرة من الشعب الذي غالبًا ما يمارس ضدها التأثير والدعاية لمحاولة انسياقها وراء خطط وبرامج القوى الأخرى, وهذه الحشود إن كانت غير منظمة ولديها فكر ومعرفة ومعلومات صحيحة سيسهل قيادتها والتأثير فيها, وربما لا تستطيع أن تحدث التغيير المطلوب في البني السياسية والاقتصادية لصالحها وتصاب بالإحباط.

ثانيًا: دعاة التغيير:

وهو من يملكون الفكر والخطة والطريق المرسوم للتغيير لكن ينقصهم إقناع الحشود بهذه البرامج لوضعها موضوع التطبيق ومن ثم تغيير الواقع وتحسينه على نحو يخدم أهدافهم, وهم عرضة للفشل أو النجاح يتوقف ذلك علي مدى قدرتهم في التأثير  في المجتمع, وأحيانًا ما يسموا “قادة الفكر”, ودعاة تغيير أو أصحاب فكر بلا أدوات ونشاط يعني الإحباط وفشل التغيير.

ثالثًا: المنظمون:

هم قوي لديها من القوة ما مكنها أن تضع بذور التغيير كما لديها مقدرة على الاستمالة والاقناع, ما يمكنهم من رفع المعنويات, فوق ذلك كله ليهم القوة الحركية والتنظيم والقيادة الفذة.

رابعًا: قادة الرأي (الصفوة):

ويمثل هذا رأي صفوة المجتمع ونخبة من القادة والعلماء والإعلاميين ورجال الفكر والأدب والسياسة، وهؤلاء نسبتهم قليلة في المجتمع, إلا أنهم من يقودون المجتمع ويجهونه, كما أنها لا يتأثرون بالإعلام بل هم من يؤثر بهذه الوسائل لما ليهم من آراء وأفكار وسلطة.

وتعرف أيضًا علي أنها الطبقة أو الصفوة التي تنشط لنشر القيم والمعتقدات وبناء اتجاهات الآخرين، الترويج للآراء والأفكار, وهي تشير إلي الوسطاء التي تروج الآراء بين المنتجين السياسيين والجماهير المستهلكين. وهذه الطبقة هي التي تثير الأفكار في المجتمع وتقود عمليات التحول الاجتماعية فيه.

ويخرج “زيلر” من ذلك بأن السيطرة النهائية في تشكيل الرأي العام للجمهور في النهاية للصفوة بقوله ” أنه هناك علاقة قوة بين المعلومات والاتجاهات والرأي العام, فالمعلومات تؤثر في الميول أو الاتجاهات, والاتجاهات بدورها تؤثر في الرأي العام, وحين إن الصفوة –القادة- هي مصدر المعلومات التي يبني عليها عامة الناس آرائهم ومعتقداتهم, يكون تأثير الصفوة علي الرأي عام أكيد. وخلص أن أصل المعتقدات الصفوة, وأصل المعتقدات المعلومات, وأصل المعلومات الصفوة.

خاتمة:

لا شك في أن الدور الذي يلعبه قادة الرأي دور بارز وفعال في تشكيل الرأي العام إلا أن المبالغة في إعطائهم هذا الدور لا نرى أنها صحيحة 100%, فلا شك أن ثمة فريق على الأقل من الحشود سيمحص ويفكر, وستشكل قيم مناهضة للقيم التي تبثها هذه النخبة.

 

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …