المسألة الكردية وتعقيداتها الجيوسياسية
في ظل العملية العسكرية التركية في الشمال السوري
إعداد/ تامر نادي
أكتوبر 2019
المقدمة:
يتابع العالم ما يحدث حاليا من هجوم من قبل الجيش التركي وحلفاءه من الفرق المسلحة السورية على مواقع حدودية في الداخل السوري توصف بأنها أراض كردية، ويزعم الرئيس التركي أردوغان أنه يشنها لتأديب الجماعات الإرهابية المهددة للدولة التركية وأنها مسالة أمن قومي تركي، بينما يرد الأكراد السوريون بأنهم يدافعون عن أراضيهم ووجودهم. رغم أن أكراد سوريا هم الحلقة الأضعف كما سنري في المسألة الكردية الممتدة عبر 4 دول والضاربة في أعماق التاريخ عبر مئات السنين. وسط صمت أقرب إلى الرضي من نظام بشار الأسد وحلفاءه من خارج المنطقة.
ربما الثابت الأساسي في المسألة الكردية – بعكس العديد من المشكلات الدولية حول العالم – أنها مسألة لا يمكن حلها، بل لا يراد لها أن تحل. وكما هو الوضع حاليا من الحيرة في تفسير ذلك الكم الهائل من التشابكات الدولية والتعقيد في مواقف الأطراف المتصارعة بشكل مباشر أو غير مباشر، كانت مسألة الأكراد مطروحة دائمة على قائمة المشكلات الدولية، بل ولعب الأكراد دائما دوراً فاعلاً في تغير مسار القوي العالمية من الصراع الفارسي\البيزنطي، مرورا بالصراع العثماني\الصفوي، ومن تداعيات توقيع اتفاقيّة “سايكس – بيكو” سنة 1916 وانتهاءً بالصراع الروسي\الأمريكي.
إن ما يحدث اليوم في الساحة الكردية هو حلقة جديدة من سلسلة الصراع الجيوسياسي بين القوي العالمية للسيطرة على واحد من أهم المناطق الجيوسياسية من العالم، واحتكار مواردها. وبالتالي نتناول في هذه الدراسة المسألة الكردية بمنهجية تاريخية تهتم برصد الجزور المتشابكة للصراع وأطرافه. وكيف تغيرت التوجهات الكردية ذاتها تبعاً لميزان القوة في النسقين الإقليمي والعالمي، وكيف استغلت الدول العظمي دائماً القومية الكردية لإثارة الحروب والنزاعات في المنطقة. مع محاولة لفك التعقيد “تحليل مواقف الأطراف المتفاعلة” الذي يلف مواقف الأطراف ذات المصلحة في إدارة هذا الملف في الصراع الراهن.
ومن ثم تنقسم الدراسة إلي خمسة أجزاء:
أولا: من هم الأكراد؟
ثانياً: الأهمية الجيوسياسية لمنطقة كردستان.
ثالثا: جذور الصراع التاريخي للسيطرة على كردستان.
رابعاً: تعقيدات وتشابك المسألة الكردية اليوم.
خامساً: مألات المسألة الكردية.
لتحميل الملف كاملاً : المسألة الكردية وتعقيداتها الجيوسياسية