الرئيسية / مقارنات / الفرق بين منظور النهضة الغربية ومنظور التنوير
Renaissance World View and Enlightenment World View
Renaissance World View and Enlightenment World View

الفرق بين منظور النهضة الغربية ومنظور التنوير

 

كل من عصر النهضة والتنوير هما نقطتان مهمتان في تاريخ العالم، وتحديدا في التاريخ الأوروبي. تتميز كلتا الفترتين بخصائص مميزة ولكنها تشترك في فكرة كونها فترات اكتشاف في العديد من جوانب الحياة والمعيشة في هذا العالم. فكل فترة لها منظورها، والذي هو في الأساس إطار من الأفكار والمعتقدات التي من خلالها يفسر الناس العالم.

حدث عصر النهضة خلال القرنين الرابع عشر والسادس عشر. وقدمت هذه الفترة مساهمات كبيرة في العديد من التخصصات، معظمها في الفنون مثل الموسيقى، والرسم البصري، والهندسة المعمارية، والشعر، والدراما، وكذلك الفلسفة وعلم الفلك. كانت هناك زيادة في التفكير والإنتاج من حيث الفنون والثقافة والمجال الفكري. كانت هناك أيضًا ابتكارات في مجالات غير فنية مثل الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا.

ركزت فترة عصر النهضة على الفن والحكمة القديمة والدين. بالإضافة إلى ذلك، أدت إلى الحركة العامة نحو حرية الفكر والدين. كانت رؤية العالم لعصر النهضة هي النظرة الإنسانية للعالم مع التركيز على قوة الإنسان وقدرته. كان هناك أيضًا جانب من جوانب تقييم الإنسانية ومحو الأمية والتعليم والتي أصبحت أدوات قوية لاكتشاف وفهم العالم.

من ناحية أخرى، أنتجت الفترة التالية، عصر التنوير، رؤية مختلفة قليلاً عن العالم. في عصر النهضة، كانت بذرة الاكتشاف والمعرفة هي تقدير العقل والمنطق. هذان الفرعان يزهران في فترة التنوير وكذلك التصنيع.

كان التنوير، وعلوم القرنين 17-18، والرياضيات والتكنولوجيا، جوهر الاهتمام والنشاط البشري. ولتأكيد هذه النقطة، خضعت جميع التخصصات والمواضيع الأخرى مثل الدين والفن والتاريخ للتدقيق العقلاني. كما ركز التنور على العلوم الاجتماعية ومحاولة تطبيق الفكر العقلاني والنظام على المجتمع بكل ابعاده.

بينما كان عصر النهضة يركز على الجانب الفني للحياة الإنسانية، ركز التنوير على الجانب الفكري الإنساني. ساهم المنظور التنويري كثيراً في عالم اليوم الحديث.

 

ملخص:

1- ينظر إلي عصري النهضة والتنوير باعتبارهما ساهما ليس فقط في التاريخ الأوروبي ولكن في تقدم التاريخ البشري كله. فالمنظور هي مجموعة محددة من معتقدات الناس في فترة زمنية محددة.

2- كلا المنظورين شجعا على تقدم الاكتشاف والمعرفة.

3- منظور عصر النهضة ابتعد عن سابقه، منظور العصور الوسطى. حيث ركز على الفن والأشكال الأدبية الأخرى. وترسخت في هذه الفترة وتم الاحتفاء بالجانب الفني للإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، أدى عصر النهضة إلى تغيير وجهات النظر الإنسانية تجاه الدين والكنيسة. وسمحت هذه التصورات المختلفة بالتدقيق وإعادة تشكيل وجهات النظر والقضايا الدينية.

4- من ناحية أخرى، فإن منظور التنوير هو استمرار لمنظور عصر النهضة باستثناء الاختلاف في نقاط التركيز. هذه النظرة تركزت أكثر على العلوم والعقل والمنطق. استمر السعي وراء الاكتشاف في عصر النهضة. هذه النظرة باتجاهها الموضوعي والعقلاني واستخدام العقل لا تزال قابلة للرصد حتى اليوم في العصر الحديث. إنها تتعامل أكثر مع الجانب الفكري الإنساني.

5- رؤية عصر النهضة هي ما دفع الاتجاه الاستكشافي والموضوعي، على الرغم من تركيزها الرئيسي على المنظور الإنساني والرؤية الإنسانية. أما التنوير هو تتويج لاستخدام العقل والعقلانية والموضوعية، وأصبح التركيز ووجهة النظر الوحيدة لهذه الفترة.

6- لكل المنظوران آثارهما الكبيرة على بعضها البعض. أثر عصر النهضة على نمو الاهتمام بالعقل والعلوم والتكنولوجيا. وفي الوقت نفسه، لا يزال التنوير سائدا في العالم الغربي حتي اليوم. ولا تزال تستخدم المبادئ الأساسية للموضوعية والعقلية اليوم في العديد من المجالات.

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …