الرئيسية / النظرية السياسية / فكر وفلسفة سياسية / الحوار مع غير المسلمين من منظور قرآني
الحوار مع غير المسلمين من منظور قرآني
الحوار مع غير المسلمين من منظور قرآني

الحوار مع غير المسلمين من منظور قرآني

الحوار مع غير المسلمين من منظور قرآني

إعداد

أ.د. السيد عمر

أستاذ النظرية السياسية الإسلامية بجامعة حلوان بمصر

 رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة العلوم التطبيقية بالبحرين

 

حدود الدراسة وإطار المعالجة:

بالتزامن مع طرح صمويل هانتنجتون لنظرية صراع الحضارات، طرح المفكر الإسلامي محمد خاتمي على الجمعية العامة للأمم المتحدة   مبادرة حوار الحضارات. ولقيت دعوته تلك استجابة دشنت بعام أسمته الأمم المتحدة عام حوار الحضارات.

بيد أن المفارقة أن رؤية خاتمي لم تجد من يطورها، ولا من يعينه على تطويرها من داخل الجماعة المعرفية المتخصصة، في حين طور هانتنجتون أطروحته من مقال إلى كتاب موسع. وتكرر الأمر نفسه مع نظرية نهاية التاريخ لفوكوياما. وسلطت قنوات الإعلام الغربية العملاقة، وما يدور في فلكها من وسائط إعلامية الضوء عليهما. وتظاهر الخطاب الغربي الرسمي بالمفاصلة مع أولاهما، في حين تبناها في سياسته الدولية، وفي مجمل تعاملاته خاصة في مواجهة عالمنا الإسلامي والجاليات الإسلامية والعربية بالخارج.

والأغرب أن مبادرة خاتمي كشفت عن تقصير الجماعة العلمية المسلمة غير المبرر، كونها لم تخرج للبشرية بعد، نظرية للحوار من المعين القرآني الصادق المهيمن، رغم حقيقة أن الحوار ظاهرة سابقة على استخلاف الإنسان في الأرض، وأحد لوازم الحرية التوحيدية المسؤولة، وبمقام الملح في كل علاقة بين البشر من مستوى الأفراد والأسر، مروراً بمستويات العشائر والبطون والأفخاذ والقبائل والشعوب حتى مستوى الأمم.

فالحوار لم يبدأ بدعوة خاتمي. ولكن تلك الدعوة نبهت إلى ضرورة بناء نظرية للحوار من القرآن. وبرهن عوار أدبيات الحوار التي صاحبتها وتلنها، لكونها انطلقت من مرجعية ومن منطق الدولة القومية، وليس من مرجعية قرآنية أمة واحدة مكلفة بأن تكون خير أمة أخرجت للناس، على محورية إخراج تلك النظرية.

وتحاول هذه الدراسة الشروع في غزل خيوط قرآنية، عساها تنسج منها لاحقا مثل تلك النظرية. وتحض على وضع هذا الأمر على قمة جدول بحوث الجماعة المعرفية الإسلامية عبر إبراز مغبة السباحة بدون مثل تلك البوصلة، في بحر عملية الحوار بين المسلمين وغير المسلمين،  في ضوء قراءة نقدية  لعينة من الأدبيات  تتمثل في رؤية خاتمي،ودراسات بمؤتمر عقد بدمشق حول الحوار بين الشرق والغرب،  بعد عامين من تبني الأمم المتحدة لتلك الدعوة.

ولقد ورد لفظ (يحاور) ولفظ (تحاور) بالقرآن الكريم في موضعين، أولهما بسورة (الكهف:34،37)، متعلق في الآية الأولى برؤية كلية غير قرآنية، وفي الآية الثانية برؤية كلية قرآنية.وتمثلت عملية الحوار في الجدل بين الرؤيتين بخصوص طيبات هذه الحياة الدنيا والعلاقة بين البشر، والمآلات المترتبة على  الأخذ بأي من تلكما الرؤيتين.أما  الموضع الثاني فيتعلق بحوار  معياري محكوم برؤية كلية قرآنية،كونه دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين امرأة مسلمة مهمومة بشأن الاستقرار الأسري بعامة وعدم تضييع الصغار بخاصة، سمعه الله وفصل فيه  (المجادلة:1). ودرسه الأهم هو حاجة الحوار بين المسلمين مهما كان مستوى أطرافه إلى منهج منزل من عند الله تعالى.

وتكشف مضامين مفهوم الحوار ونظائره، في لساننا العربي، وفي القرآن أنه يتعلق بظاهرة عامة في موضوعها وفي أطرافها، تمس الحاجة إلى تأسيس قرآني رصين لها. وكما أن بالكون من كل نوع زوجين، ولا ينفرد بالأحدية والصمدية إلا الله تعالى، فإن الحوار على أنواع حسب مرجعيته، وحسب أطرافه. فقد يكون حوارا بين أطراف تجمعهم رؤية كلية إيمانية، أو تجمع بينهم رؤية كلية غير إيمانية. وقد يكون بين أطراف تتباين رؤاهم الكلية.

وتحفر هذه الدراسة الأولية في فضاء بناء نظرية معرفية قرآنية للحوار بين الأمم، متبعة منهاجية التحليل السياقي للقرآن الكريم. وسبيلها إلى ذلك هو رسم معالم كبرى للغاية لمعيارية قرآنية للحوار بين المسلمين وغير المسلمين. والنموذج الوارد بسورة الكهف هو النواة التي تنطلق هذه الدراسة إلى الإجابة على سؤالها البحثي، عبر استقرائه، في سياقه المباشر، والقريب، وفي سياق اعتبار القرآن كله جملة واحدة، بل كلمة واحدة، باستدعاء خبرة ثلة من نماذج الحوار الأخرى، الواردة بالقصص القرآني، مثل: النموذج الفرعوني، والنموذج القاروني، ونموذج مدين شعيب، والنموذج اليهودي، ونموذج ملكة سبأ، فضلا عن التوجيهات القرآنية ذات الصلة، وتنتهي بمقاربة بين واقع الحوار وتلك المعيارية.

وبذا يقوم معمار الدراسة على: تمهيد يتعلق بمضامين مفهوم الحوار في لسان العرب، وصلب متعلق ببنية ظاهرة الحوار في القرآن الكريم، وخاتمة متضمنة لإطلالة سريعة على مدى تمثل تلك المعيارية في عينة من أدبيات الحوار  في الحلقة الراهنة منه، منذ أن أطلق الرئيس الإيراني السابق الدعوة إليه مع مطلع الألفية الميلادية الثالثة.

المبحث الأول: المضامين اللغوية لمفهوم الحوار ونظائره

المبحث الثاني: منظومة عملية حوار المجعول له جنتين وصاحبه في السياقين المباشر والقريب

أولاً: منظومة عملية حوار المجعول له جنتين وصاحبه في سياقه المباشر

ثانيا: مضامين النموذج في سياقه القريب

المبحث الثالث: مضامين النموذج في سياق نماذج قرآنية مناظرة

مضامين النماذج التالية:

  • نموذج فعل أهل القرية حاضرة البحرب- نموذج موسى وهارون في الحوار مع فرعون والملأ

ب- نموذج مؤمن آل فرعون في الحوار مع فرعون وقومه:

ج- نموذج مدين:

المبحث الرابع: القبلة الكلية لعملية الحوار في السياق القرآني

الخاتمة: الحوار مع غير المسلمين بين واقعه ومنظوره القرآني

 

لتحميل الملف كاملاً: الحوار مع غير المسلمين من منظور قرآني

 

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …