الرئيسية / العلاقات الدولية / التفاعلات الدولية / العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق
السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق
السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق

العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق

جامعة الإسكندرية

كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية

قسم العلوم السياسية

ماجستير علاقات سياسية دولية

العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق

 دراسة مقارنة خلال الفترة (2001-2011)

إعداد/

أحمد عبدالرحمن حسن خليفة

مقدم إلى/

د. مروة خليل

نوفمبر 2018

 

مقدمة:

لا تنبع السياسة الخارجية من فراغ، وإنما تتحدد وتتأثر بعدد من العوامل والمحددات، تشكل معًا بيئة تلك السياسة ومجال صنعها، كما تحدد طبيعة حركاتها وأدواتها ومناهجها، ومن ثم فالسياسة الخارجية هي ابنة بيئتها ومحصل تفاعلها معها، وتتوقف فعاليتها على مدى وكفاءة تعاطيها مع تلك البيئة. وتعني البيئة -من منظور نسقي- جملة تلك المؤثرات التي تفرضها البيئة على النظام من مؤثرات اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وحتى شخصية.

وعليه فإن أية سياسة بمعناها البرامجي إنما هي نبتة هذه المؤثرات، ونتيجة هذا التفاعل الدائم والمستمر بين البيئة بكافة مكونتها والنظام بجما عناصرها. ولما كانت السياسة الخارجية هي أحد أحد هذه البرامج العامة التي تتنتهجها الدولة في المجال الخارجي بغية تحقيق مصالحها على مقتضى ما تمليه عليها تلك البيئة من ضروات، فلولا وجود البيئة ما تحركت السياسة الخارجية، أي أن السياسية الخارجية لم تكن  لتُدفع دفعًا إلى دائرة الفعل والحركة بدون ما تطرحه هذه البيئة من تجديات أو فرص.

وتتعدد العوامل المحركة والمؤثرة في عملية صنع السياسية الخارجية (بمعنى تحديد المصالح والأهداف القومية والأدوات الملائمة لتنفيذها وكذا سلسلة القرارات المتعلقة بذلك)، بين عوامل سياسية، واجتماعية، واقتصادية، خارجية وداخلية، ذاتية وموضوعية، حيث يمكن حصر عدد كبير من العوامل التي تؤثر في السياسة الخارجية للدول من هذا المنطلق.

وإن كان الأمر على عمومه فمن باب أولى أن تتعقد تلك العوامل وتزداد وفقًا لتعقد وموقع الدولة في النسق الدولي، وطبيعة مجتمعها ونظامها السياسي، ومن ثم فتناول العوامل المؤثرة لدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية عامة أو بشكل خاص تجاه دولة من الدول سيكون له صعوباته وإشكالاته خاصةً تلك المتعلقة بالوزن النسبي لكل عوامل، ودرجة حسمه ومزجه في إطار جملة العوامل المشكلة لتلك السياسية.

وعلى أية حال تُعنى هذه الدراسة بالعوامل المؤثرة في عملية صنع السياسية الخارجية الأمريكية تجاه دولة العراق، ولكن ليس كذلك على إطلاقه فهي تضع جملة من المحددات التي ستتقيد بها الدراسة في فحصها لهذا الموضوع:

أولها يتعلق بالتحديد الزماني للموضوع، تتخذ الدارسة في الفترة 2001 إلى 2011 اختبارًا لتلك العوامل وفحص تأثيرها في السلوك السياسي الخارجي للولايات المتحدة تجاه العراق، ولعل البداية مع 2001 وبشكل خاص أحداث 11 سبتمبر التي كان لها أبلغ الأثر على سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم عامة والشرق الأوسط خاصة لأعلانها ما سُمته “حربًا على الإرهاب” ثم غزت بعده العراق في 2003 وهو ما سنحاول بيان الرابطة بينه وبين أحداث سبتمبر، ونقطة النهاية هي مع عام 2011 التي انسحب فيها آخر جندي أمريكي من الأراضي العراقية في عهد الرئيس باراك أوباما.

ثانيها يتصل بالعوامل أو المؤثرات محل البحث، وسنقتصر في يحثنا هنا على ثلاثة عوامل، هي الشخصية القومية الأمريكية ودورها في عملية صنع السياسية، وطبيعة النسق الدولي السائد ومدى تأثيرها على حركة السياسة الخارجية الأمريكية، وأخيرًا طبيعة أو شخصية صانع القرار وما تمثله البيئة النفسية والإدراكية له من أهمية في إطار صنع وتنفيذ القرار.

وثالثها يرتبط بالطريقة التي سنعالج بها مضامين الموضوع، وستكون هذه الطريقة بالتركيز على هذه العوامل بشكل أساسي وشرح جذورها في السياسة الخارجية  الأمريكية مع التدليل بأمثلة من تلك الفترة محل الدراسة، أي أن اهتمام هذه الورقة لن ينصب على مجمل سياسات بوش الإبن وبارك أوباما تجاه العراق بقدر اهتمامها بالعوامل الموجهة لتلك السياسة.

ويبقى في هذه المقدمة الإشارة إلى أن الدراسة ستخذ من المدخل النسقي أو النظمي معينًا لها في فهم أبعاد الموضوع وسبر أغواره بفعل ما يقدمه من ربط بين المدخلات والمخرجات، أي أنه يشبه تلك العوامل “الثلاثة” بمدخلات للنسق السياسي، الذي سيسعى من خلال عملياته المختلفة لترجمتها إلى مخرجات، في صورة قرارات وبرامج وسياسيات. وغني عن البيان ما تتبعه الدراسة من عدم الفصل بين الداخل والخارج باعتبارهما مكملان لبعضهما البعض ولا فُصام بينها، أن أي النهج الترابطي هو نهج ترها الدراسة مثلًا لتحقيق هدفها المتمثل في فهم العوامل التي أثرت على السياسية الخارجية الأمريكية تجاه العراق في الفترة محل الدراسة.

وعليه ستنقسم الدارسة إلى عدة محاور:

المحور الأول: الشخصية القومية وتأثيرها في السياسة الخارجية الأمريكية.

المحور الثاني: دور العوامل الشخصية في تحريك السياسة الخارجية الأمريكية.

المحور الثالث: تأثير النسق الدولي في توجيه السياسة الأمريكية تجاه العراق.

المحور الأول: الشخصية القومية الأمريكية وتأثيرها في السياسة الخارجية الأمريكية:

أولًا- الشعور بالاستثنائية:

ثانيًا- الإيمان بالقوة:

ثالثًا- النزعة البرجماتية:

رابعًا- التناقض:

المحور الثاني: دور العوامل الشخصية في تحريك السياسة الخارجية الأمريكية.

أولًا- عقيدة بوش:

ثانيًا- النسق العقيدي لأوباما:

المحور الثالث: تأثير النسق الدولي في توجيه السياسة الأمريكية تجاه العراق

خاتمة

 

لتحميل الملف كاملاً: العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق

 

عن أحمد عبد الرحمن

باحث ماجستير علاقات دولية كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية

شاهد أيضاً

الأمن القومي

الأمن القـومي: دراسة نظرية في المفهوم والنظريات ومنهجية التقييم 

الأمـــن الـقــومــــي دراسة نظرية في المفهوم والنظريات والمستويات ومنهجية التقييم  إعداد/ أحمد عبد الرحمن خليفة …