الرئيسية / النظم السياسية / السياسة المقارنة / التغير والاستمرار في حقل التنمية السياسية: من نظرية التحديث إلى السياسة العامة
التغير والاستمرار في حقل التنمية السياسية
التغير والاستمرار في حقل التنمية السياسية

التغير والاستمرار في حقل التنمية السياسية: من نظرية التحديث إلى السياسة العامة

التغير والاستمرار في حقل التنمية السياسية: من نظرية التحديث إلى السياسة العامة

 الفصل الثاني من كتاب نظرية التنمية السياسية لـ ريتشارد هيجوت

يركز المؤلف هنا علي نقد نظرية التحديث التي ظهرت خلال فترة الستينات والسعبينات من القرن المنصرم وتحديدا التراث الحديث الذي ظهر داخل علم السياسة في الولايات المتحدة والمهتم بدراسات التنمية السياسية.

المبحث الأول: من نظرية التحديث إلى السياسة العامة

الاستمرار والتغير في حقل التنمية السياسية

 

يحاول القسم الأول من هذا الفصل استنادا إلي أعمال روبرت باكينهام ورونالد روجوفسكي تصنيفا ثلاثيا لعلم السياسة وهو:

علم السياسة القانوني الشكلي، وعلم السياسة السلوكي، وعلم السياسة ما بعد السلوكي.

يعتبر ريتشارد هيجوت أن التراث السياسي المهتم بالتنمية السياسية، والذي ظهر خاصة في أمريكا الشمالية، قد شهد ثلاث مراحل.

يري هيجوت أن نظرية التحديث تعرضت إلي نقد حاد بسبب طابعها الأيديولوجي وتمركزها حول الذات الأوروبية، وثمة جانبان من النقد يركز عليهما هيجوت.

 

المبحث الثاني: الاقتصاد السياسي الجديد للتنمية:

 

بداية يمكن النظر إلي الاقتصاد السياسي الجديد الذي ظهر في أوائل السبعينات من القرن الـ20 بوصفه مرحلة وسطي من مراحل الانتقال من نظرية التحديث إلي نظرية السياسة العامة.

لا توجد علاقة بينه وبين الاقتصاد السياسي للتخلف الذي ظهر من واقع الاتجاه الراديكالي الذي تزعمه اقتصاديو اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية “إكلا” وطوره منظرو نظرية التبعية. أما الاقتصاد السياسي الجديد للتنمية الذي يركز عليه مؤلف الكتاب هو الاقتصاد السياسي الذي جاء استجابة لنواحي القصور التي شابت النظرية الليبرالية والنظرية السلوكية.

 

المبحث الثالث: السياسة العامة والتنمية

تبدو أهمية مدخل تحليل السياسة العامة بالنسبة للاقتصاد السياسي الجديد في أنه يمثل النقيض للمدخل السلوكي الذي ساد علم السياسة خلال فترة الستينات من القرن الـ20.

يشير مؤلف الكتاب إلي فرضية مؤداها أن ثمة تشابه بين نوعية المشكلات التي واجهت الباحثين خلال فترة السبعينات والمشكلات التي واجهتهم خلال فترة الخمسينات والستينات من العقد الماضي من حيث أن الدراسات السياسية تعد دراسات ذات نهايات مفتوحة إلي حد كبير.

كما أشار المؤلف إلي البرت هيرشمان الذي اعتبره أحد رواد تحليل السياسات في بلدان العالم الثالث، والذي يري أن دراسة السياسة العامة هي في الواقع أحد طرق التركيز على العلاقة بين الدولة والمجتمع والسياسة.

 

الارتباط بين نظرية التحديث والمداخل الجديدة للسياسة العامة

 

ويرى هنتنجتون أن المعيار الأساسي للحكومة يتوقف على قدرتها أو عدم قدرتها على تنفيذ السياسة، وتم اتخاذ هذه التفرقة من جانب الكثير من المحللين السياسيين فى فترة السبعينات أمثال 1977 Joel Migdal، ويستلزم هذا المدخل تركيز القوة، وهو ما اسماه الباحثين بالبيروقراطية والتكنوقراطية.

 

والسؤال: إلى أى مدى اهتمت الدراسات المعنية بالسياسة العامة داخل بلدان العالم الثالث بقدرة المركز على ممارسة القوة والتحكم السياسي والإداري وربما بشكل تعسفي على الهوامش (الأطراف):

 

إن السلطة السياسية الإدارية هى الوسيلة للوصول إلى السلطة الاقتصادية والثروة الشخصية داخل بلدان العالم الثالث، والعملية السياسية فى بلدان العالم الثالث مخترقة من جانب المصالح الخارجية. وقد تكون هذه المصالح مرتبطة بالعلاقات الاستعمارية السابقة أو مرتبطة بالعلاقات الاقتصادية الدولية الحديثة. وفى وضع كهذا يصبح الهدف الأساسي لمعظم النخب هو محاولة لتحسين والحفاظ على وضعها ضد العناصر الدخيلة، كما تحاول الإبقاء على الأبنية الموجودة. وفى هذا السياق يمكن فهم الحاجة إلى النظام الاقتصادي العالمي، والعلاقات الاقتصادية الدولية غير العادلة، فتأثير الميراث الاستعمارى والمساعدات الخارجية سواء فى شكل نقود أو مساعدات شخصية والتأثير الطاغى للعلاقات الدولية متعدية القومية كل هذه عوامل تنفرد بها دول العالم الثالث، وأن عملية اتخاذ القرار فى هذه البلدان مازالت محكومة باستمرار الهيمنة الثقافية للسلطة الاستعمارية السابقة، وعلى النخب فى بلدان العالم الثالث أن تتشرب العديد من جوانب الثقافة السياسية الغربية لأنها ثقافة التنظيمات التى يحكمها البيروقراط الذين يؤمنون بقيمة النظام والقدرة على التنبؤ والتفكير العقلانى الرشيد. ويعد التركيز على استمرارية النخب داخل الدراسات الحديثة المعنية بالسياسة العامة يعد ابناً شرعياً لنظرية التحديث.

 

السياسة العامة نقد منهجى

أولى المشاكل هي مشكلة نقل مناهج التحليل التى نمت فى المجتمع الصناعي الغربي إلى مجتمع غير صناعي غير غربي. فقد أزعجت هذه المشكلة المحللين فى الخمسينات والستينات ولا يوجد سبب يفسر اختفاؤها خلال السبعينات والثمانينات، وهنا لابد من التحذير من استمرارية تبعات التطبيق والتى تتجلى فى رغبة نخب العالم الثالث فى استيراد الحلول من الغرب الرأسمالى وهناك عوامل تحد من النقل.

 

لتحميل الملف كاملاً: التغير والاستمرار في حقل التنمية السياسية

عن admin

شاهد أيضاً

"سلام ترام" .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين

“سلام ترام” .. كتاب جديد يرصد كيف غير ترام القاهرة حياة المصريين “سلام ترام” قصة …